ناصر الصباح: أيد القضية الفلسطينية تأييدا مطلقا
الكويت تحتفل الاثنين بعام على تولي صباح الأحمد الحكم

لقاء بين أمير الكويت ووزيرة الخارجية الأميركية

فاخر السلطان من الكويت: يصادف الاثنين مرور عام على تولي الشيخ صباح الأحمد مقاليد الإمارة في الكويت بعد وفاة شقيقه أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد في 15 يناير 2006. وكان الشعب الكويتي عاش مرحلة حساسة من الخلاف حول الحكم بدأ بعد أيام من وفاة الأمير الراحل وحتى تقلد الشيخ صباح الأحمد مقاليد الحكم. تمثل ذلك في نية مجموعة من الشيوخ في أن يكون الأمير الجديد هو الشيخ سعد العبدالله (ولي العهد السابق والذي يعاني من المرض) حيث تولى قيادة هذه المجموعة والدفاع عنها رئيس الحرس الوطني الشيخ سالم العلي (كبير أسرة آل الصباح). إلا أن الأمور انتهت إلى توافق بين أفراد أسرة الحكم، بعد تدخل مثير من مجلس الأمة ومن شخصيات كويتية، على أن يكون الأمير الجديد هو الشيخ صباح الأحمد.

وبعد فترة وجيزة حسم الشيخ صباح الأحمد أسئلة أخرى حساسة متعلقة بمناصب رئيسية في الحكم، مثل منصب ولي العهد ومنصب رئيس الوزراء، حيث أصدر مرسوما بتعيين أخيه الشيخ نواف الأحمد وليا للعهد، ومرسوما ثانيا بتعيين وزير شؤون الديوان الأميري السابق ووزير الاعلام السابق الشيخ ناصر المحمد رئيسا لمجلس الوزراء. ويقول المراقبون أن المرسومين أثبتا ان فرع الأحمد في أسرة آل الصباح تولى المواقع القيادية المهمة الثلاثة التي كان يتقاسمها مع فرع السالم الذي كان ينتمي إليه الشيخ سعد العبد الله الذي منح لقب quot;الأمير الوالدquot;. وكان الشيخ سالم العلي أثار قضايا جدلية حول الحكم في العامين الماضيين، الذين سبقا وفاة الشيخ جابر الأحمد، حول هيكلية القيادة بسبب مرض الأمير الراحل والشيخ سعد العبدالله.

وفي هذه المناسبة، مناسبة مرور عام على تولي الشيخ صباح الأحمد مقاليد الحكم، ادلى الشيخ ناصر صباح الاحمد وزير شؤون الديوان الاميري بالتصريح التالي:

بسم الله الرحمن الرحيم. في تاريخ الشعوب والامم ايام هي معالم كبرى تعتبر محطات اساسية للانطلاق الى صناعة المستقبل ويصادف غدا الاثنين مطلع العام الثاني لتولي حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه سلطاته الدستورية اميرا للبلاد وتبوؤ سموه كرسي الحكم خلفا لأسلافه الميامين من امراء الكويت وحكامها الذين بذلوا حياتهم من اجل هذه الارض الطيبة حتى اصبحت دولة لها مكانتها بين الدول ولها تقديرها واحترامها بين الشعوب.

لقد تولى سموه مسؤوليات الامارة منذ عام في يوم الاحد 29 ذي الحجة 1426 ه الموافق 29 يناير 2006 م محاطا بقلوب شعبه ومحبتهم ودعائهم فافتتح عهده الميمون بالمحبة وصفاء القلوب والتطلع الى مستقبل افضل تتحقق فيه اماله وامانيه ان يجعل من الكويت بلدا رائدا فى مختلف المجالات ويواصل مسيرة اخيه المغفور له الشيخ جابر الاحمد الصباح رحمه الله واسكنه فسيح جناته مع الصديقين والابرار الذي بذل طوال حياته مع سنده وعونه صاحب السمو الامير الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح اطال الله عمره واسبغ عليه اثواب الصحة والعافية كل طاقة وجهد من اجل تقدم الكويت ورفاهية ابنائها.
لقد خدم حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح الامير الخامس عشر لدولة الكويت اطال الله عمره خدم الكويت منذ مطلع شبابه وتقلد مسؤوليات عديدة ابلى فيها البلاء الحسن.

فلقد بدأ سموه رعاه الله حياته العملية الرسمية في منتصف عام 1954 حين اصدر المغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح طيب الله ثراه امرا اميريا بتعيين سموه عضوا في اللجنة التنفيذية العليا التي عهد اليها انذاك بتنظيم شؤون البلاد ووضع الخطط لانشاء الدولة الحديثة.
وتولى سموه بعد ذلك رئاسة دائرة الشؤون الاجتماعية والعمل بالاضافة الى دائرة المطبوعات والنشر عام 1957.

وعندما نالت الكويت استقلالها في 19 يونيو 1961 بقي سموه رئيسا لدائرة المطبوعات والنشر ودائرة الشؤون الاجتماعية والعمل. وكان سموه عضوا في المجلس التأسيسي الذي كلف بمهمة وضع الدستور لدولة الكويت المستقبل وبعد اصدار الدستور في نوفمبر 1962 تولى سموه حقيبة وزارة الاعلام.

وفي التشكيل الوزاري الثاني في فبراير 1963 تولى منصب وزير الخارجية ورئاسة اللجنة لمساعدات الخليج العربي. ولقد كانت هناك علامات بارزة في انجازات سموه حفظه الله ومسيرته طوال توليه مسؤولياته في الادارة الحكومية فعندما كان رئيسا لدائرة الشؤون الاجتماعية والعمل في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي حرص على تحقيق العدالة والمساواة بين المواطنين ورعاية الأمومة والطفولة والعجزة والمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة ووضع البرامج وانشاء المؤسسات التي تولت هذه المهمة بجدارة وكفاءة. وبذل جهودا بارزة في رعاية الشباب وتوجيههم وتأسيس النوادي التي يمارسون فيها نشاطاتهم وهواياتهم.

كما اهتم برعاية وحفظ الفنون الشعبية وانشأ مركزا لحفظ التراث الشعبي الكويتي عام 1956. وخلال مسؤولياته كرئيس لدائرة المطبوعات والنشر عمل جاهدا على تطوير جهاز الاذاعة من اذاعة محدودة الى جهاز اذاعي على مستوى رفيع واصبح صوت الكويت مسموعا في العديد من بلدان العالم.

كما بدأ بتأسيس تلفزيون الكويت منذ عام 1961 حيث بدأ بداية متواضعة الى ان اصبح بعد ذلك من المحطات الرئيسية في بلدان الخليج العربي. لقد تولى سموه حفظه الله ورعاه حقيبة وزارة الخارجية عام 1963 الى ان تم تعيينه رئيسا لمجلس الوزراء في يوليو 2003 فكان من اكثر وزراء الخارجية خبرة وحنكة ودراية فقد عمل طوال هذه الفترة على تأسيس وتقوية علاقات الكويت بغيرها من دول العالم وبفضل جهوده اكتسبت الكويت التقدير والاحترام بين الدول وتوثقت علاقاتها بالدول الشقيقة والصديقة التي سادها عنصر الثقة والمصداقية.

وعمل سموه جاهدا على وحدة الصف العربي والالتزام بقرارات جامعة الدول العربية ومؤتمرات القمة العربية واشاع روح الاخاء والتفاهم والتعاون بين الدول العربية الشقيقة. وكان موقفه صلبا من الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني حيث ايد القضية الفلسطينية تأييدا مطلقا.

وتبنى سموه مبدأ عدم التدخل في شؤون الدول كما ايد حق تقرير المصير للشعوب المكافحة من اجل استقلاها وسيادتها وايد هيئة الامم المتحدة وتمسك بقراراتها. وكان مدافعا قويا عن قضايا بلدان الخليج العربي الشقيقة وعن مجلس التعاون الخليجي الذي يرى فيه الوسيلة الوحيدة لتماسك شعوب هذه المنطقة وتعزيز اواصر الاخوة بينها وضمان مستقبل اكثر امنا واستقرارا لبلدانها.

ومن الجدير ان نذكر دوره البارز في التفاهم والتعاون بين شعوب الامة الاسلامية من خلال منظمة المؤتمر الاسلامي وكذلك دوره في تقارب وتفاهم الشعوب الصديقة من خلال حركة عدم الانحياز.

ولقد تولى سموه رئاسة مجلس الوزراء في يوليو 2003 وبذلك اصبح رئيس السلطة التنفيذية في البلاد. هذه بعض المعالم البارزة في مسيرة حضرة صاحب السمو امير البلاد حفظه الله وهي تاريخ حافل بالمنجزات التي اثرت مسيرته الخيرة في النهوض بالبلاد ورفعتها الى المكانة المرموقة التي هي عليها الان.

وعندما نكبت الكويت اثناء الغزو العراقي الغادر كان دوره بارزا في الدفاع عنها في المحافل الدولية بما اثبت مقدرته وحنكته السياسية واظهر انه ابن هذه التربة الطيبة التي تفدى بالأنفس وبكل غال وثمين. حفظه الله اميرنا المفدى واطال عمره واسبغ عليه اثواب الصحة والعافية ليقود البلاد الى افاق جديدة اخرى من التقدم والازدهار وتحقيق طموحاته وتطلعات شعبه الوفي. وذلك بمساندة ومؤازرة من اخويه سمو ولي العهد الامين الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر محمد الاحمد الجابر الصباح ثم بتأييد من شعب الكويت الذي يدعو له بدوام التوفيق والسداد ان شاء الله.

وفي الختام فاننا حين نحتفل بهذا اليوم الذي تولى فيه صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح سلطاته الدستورية اميرا للكويت فانما هو احتفال لكل كويتي على هذه الارض بالمستقبل الذي يحلم به لابنائه واهله وبالمكانة التي يتطلع اليها من اجل ان يسهم في حضارة العالم.