سمية درويش من غزة: قال المحلل السياسي سميح خلف في مقابلة خاصة مع quot;إيلافquot; ، بان الوصول لاتفاق بين الأطراف المتنازعة في الأراضي الفلسطينية ، هو انجاز ، غير انه أكد بان لهذا الاتفاق بقية لم تكتمل بعد وهناك مهام ملقاة على الجانب الفلسطيني أولا والعربي ثانيا تحتاج إلى متابعة لتنفيذ هذا الاتفاق ، مشككا في السياق ذاته ، بقدر القوى العربية استجلاب حماس من الخندق الإيراني .

وتحدث خلف لـquot;إيلافquot; ، حول إن كان قبول إسماعيل هنية رسالة التكليف التي تنص على الاعتراف بجميع الاتفاقيات المعقودة مع الجانب الإسرائيلي ، تعني أن حماس خرجت عن برنامجها السياسي وقبلت بالورقة السياسية الفتحاوية المعتمدة على أوسلو ومخلفاتها .

وفي ما يلي نص المقابلة:

- ما هي قراءتك لاتفاق حماس وفتح في بيت الله الحرام؟
بلا شك أن النجاح في الوصول إلى اتفاق وتوافق حول الحصحصة في المناصب الإدارية ، هو إنجاز وطني يتطلب هذا الإنجاز المحافظة على آليات تطبيقه بصدق وبتوافر الثقة المتبادلة بين فرقاء الأمس وأصدقاء اليوم ، وبما لا يدعو للشك أن الإخوة في المملكة العربية السعودية ، وخاصة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بما له من ثقل ووزن إقليمي وديني كان من أهم الأسس والعوامل لإنجاح هذا الحوار .

- برأيك هل هذا الاتفاق يعني انتهاء كافة الخلافات بين الأطراف المتناحرة؟
لهذا الاتفاق بقية لم تكتمل بعد وهناك مهام ملقاة على الجانب الفلسطيني أولا والعربي ثانيا تحتاج إلى متابعة لتنفيذ هذا الاتفاق ، وخاصة أن هناك قوى فلسطينية وإقليمية ودولية لن يروق لها هذا الاتفاق وخاصة أن الورقة السياسية الفلسطينية مازالت معلقة ولم يتم الوصول فيها إلى قواسم مشتركة بين الفرقاء والكلام العاطفي لا يفيد كثيرا في القضايا الوطنية فعندما قام الرئيس أبو مازن بصياغة تكليف الحكومة لإسماعيل هنية أبو مازن لم يخرج في هذا التكليف عن المربع الأول الذي سبب المشكلة أساسا بين حماس وفتح وأن نقول : ( لا تفرض فتح رؤيتها السياسية على حماس ، ولكن على حماس أن تحترم رؤية فتح ) هذا كلام جميل عاطفيا ، ويمكن أن ينتبه إليه في السلوك العرفي أما في الأحوال السياسية المفصلية في حياة الأمم وفي القضايا الوطنية لا تفيد كثيرا تلك العبارات ولا تستطيع أن تجنب الشعب الفلسطيني من خروج بؤر توتر والعودة مرة أخرى إلى المربع الأول .
- هل موافقة هنية على كتاب التكليف يعني تنازل حماس عن برنامجها السياسي ، وهل هذا يعني ضمان للوحدة الوطنية الكاملة ، وهل يمكن كل من فتح وحماس السيطرة على أطرهم الداخلية وخاصة القتالية؟
من خلال القراءة للأحداث إذا حماس انصاعت للضغوط وتعاملت مع البرنامج الأوسلوي ، فإنني أستطيع أن أؤكد أن هناك مجموعات من حماس ستخرج عن هذه الرؤية أما فتح فعمليا هناك مجموعات تخرج عن فكر أوسلو عسكريا وسياسيا بالإضافة إلى حركة الجهاد الإسلامي وفصائل أخرى .

- كيف يمكن الاستفادة من الدعم السعودي وبلورة برنامج سياسي موحد؟
أمام فتح وحماس لإنجاح هذا الاتفاق والاستفادة من الدعم السعودي بلورة برنامج سياسي خارج نطاق أوسلو ، بل يحتاج إلى برنامج سياسي يلتف معه الجميع أو الغالبية في الشعب الفلسطيني ، وخاصة أن قضية القدس الآن وحي المغاربة قضية تفجيرية يمكن أن تنسف كثير من التوافقيات وخاصة كما قلت أن هناك قوى معادية تعمل على عدم إنجاح الوساطة السعودية لحسابات إقليمية ، وهناك قوى فلسطينية أيضا تخصصت في عملية الفلتان الأمني السياسي ولها حساباتها التي خرجت وتنحت عن موضوع الاتفاق في مكة المكرمة مازالت يمكن أن تعمل في الساحة الفلسطينية بالإضافة إلى الحسابات الوطنية ونظرتها للصراع العربي الإسرائيلي .

- برأيك هل القوى العربية قادرة على سحب حماس من الملعب الإيراني للحضن العربي؟
القضية معقدة أكثر من حدود الاتفاق ومفاهيمه ، وأشك أن القوى العربية بنظامها الرسمي قادرة على استجلاب حماس من الخندق الإيراني إلى الحظيرة الرسمية العربية ، فيعني ذلك خروج حماس عن برنامجها السياسي في ظل ورقة سياسية عربية واضحة المعالم لا يوجد فيها أي تقدم أو تطوير أمام التهديدات الماثلة لوجود المسجد الأقصى والمستوطنات والجدار الفاصل والرؤية الإسرائيلية والرباعية لعملية السلام التي بأي حال من الأحوال ستكون مجحفة في حق الشعب الفلسطيني فضلا عن الرؤية الأمريكية الخاصة في التعامل الإقليمي والدولي مع المشكلة العراقية والفلسطينية .

- ما مدى تفاؤلك بنجاح الاتفاق؟
بكل المقاييس وبنظرة التفاؤل المحدود والدور التاريخي الذي برز لخادم الحرمين الشريفين يعطي ثقل وأهمية ومحاذير لأي محاولة لإفشال هذا الاتفاق فهناك دور للمملكة العربية السعودية لاستكمال هذا الملف على الصعيد الدولي والإقليمي ، ولأن السعودية معنية الآن بإنجاح هذا الاتفاق وتمتلك من الوسائل الأمنية والدبلوماسية والاقتصادية لتثبيته.