حماس أرادت تفجيرها في عيد الفصح اليهودي
مركبة مفخخة تتجول في تل أبيب والشاباك نائمًا

أسامة العيسة من القدس : نشرت الصحف العبرية الصادرة اليوم، تفاصيل ما قالت إنه عملية تفجيرية ضخمة كانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تعتزم تنفيذها خلال عطلة عيد الفصح اليهودي، التي إنتهت يوم أمس الإثنين. وعنونت صحيفة يديعوت احرنوت خبرها عن العملية المفترضة الذي نشرته على الصفحة الأولى (شاحنة مفخخة تتجول في تل أبيب بحرية).

عرض عسكري سابق لعناصر كتائب القسام التابعة لحماس في قلقيلية
وفي التفاصيل، قالت الصحيفة إن فلسطينيًا من مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية، يحمل الهوية الإسرائيلية تمكن من الدخول إلى منطقة تل أبيب الكبرى التي يطلق عليها إسرائيليًا (غوش دان) بمركبته التي وضع فيها 100 كلغم، بغية تفجيرها خلال إحتفالات عيد الفصح اليهودي، ولكن لسبب غير معروف، وبعد أن طاف في المنطقة بحثًا عن هدف لعمليته، قرر العودة إلى قلقيلية، حيث فجرت المركبة خلال ما تسميه الصحيفة حادث عمل، والمقصود أن ذلك التفجير نجم عن خلل فني تم خلال تدريبات للجناح العسكري لحركة حماس.

وقالت الصحيفة إنه إضافة إلى المتفجرات التي زرعت في المركبة المفخخة، تم وضع مئات من القطع المعدنية كي يكون تأثير العملية كبيرًا ويسقط عددًا أكبر من القتلى والجرحى.

وأوردت صحيفة هارتس تفاصيل عن منفذ العملية المفترض الذي قالت إنه من سكان قلقيلية ولكنه تزوج قبل عدة سنوات فتاة من بلدة الطيبة داخل الخط الأخضر، مما مكنه من الحصول على هوية إسرائيلية، ضمن إطار جمع شمل العائلات.
وحسب ما أعلنه جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) فإن سائق الشاحنة المفخخة المفترض، كان قد إستغل هويته الإسرائيلية التي تمكنه من الدخول والتجوال في إسرائيل، لمهام إستخبارية لحركة حماس، حيث جمع معلومات عن أهداف إسرائيلية محتملة يمكن أن تضربها حركة حماس.

وفي حين كانت الإستخبارات الإسرائيلية تغط في نوم عميق خلال عطلة الفصح، كان الجناح العسكري لحركة حماس يعمل بدأب، ولم تكن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تعرف بقضية المركبة المفخخة، التي كشفت عنها خلال حملة إعتقالات في قلقيلية، نفذتها مؤخرًا، وطالت 19 ناشطًا من حماس.

المركبة بعد تفجيرها من قبل الشرطة الاسرائيلية
وخلال التحقيق مع المعتقلين، تم الكشف عن قضية المركبة، التي لو انفجرت، لكانت أحدثت دمارًا هائلاً في الممتلكات والأرواح.

وحسب الصحف الإسرائيلية فان التحقيق ما زال متواصلاً مع المعتقلين، وإن الشاباك يقول إن لديه معلومات عن نية جهات معادية تنفيذ عمليات في إسرائيل.

وقالت إن الشاباك ينظر بخطورة إلى نشاط المنظمات الفلسطينية في مدينة قلقيلية القريبة من الخط الأخضر، مما يجعلها حسب الشاباك نقطة مثالية للدخول منها إلى إسرائيل، ولهذا السبب تستغلها هذه المنظمات لتنفيذ عمليات في العمق الإسرائيلي.

وتشكك مصادر فلسطينية في إستنتاجات الشاباك هذه بخصوص مدينة قلقيلية التي تعتبر أكثر مدينة فلسطينية محاصرة من الجدار الإستيطاني، والذي جعل سكانها يعيشون وكأنهم في قبر جماعي كبير، وحسب هذه المصادر التي تحدثت لإيلاف فإن الدخول إلى إسرائيل من قلقيلية يكاد يكون أمرًا مستحيلاً.

هذه العملية المفترضة، جعلت الصحف الإسرائيلية تتوسع في تتبع ما تصفه إعادة ترميم البنية التحتية للجهاز العسكري لحركة حماس في الضفة الغربية، الذي تلقى ضربات مؤلمة خلال السنوات الماضية.

وحسب مصادر الشاباك فان هذا الجهاز تلقى مساعدات من سوريا وإيران، وانه انتهى من مرحلة الإعداد والتجهيز، ويستعد لمرحلة التنفيذ، وان هذه المرحلة تشمل تنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية من بينها عمليات تفجيرية داخل العمق الإسرائيلي.

وربط الشاباك بين ما وصفه باستكمال مرحلة التجهيز لدى الجناح العسكري لحماس في الضفة، بالقبض على ناشط من الجناح العسكري للحركة كان يحاول التسلل من قطاع غزة إلى الضفة الغربية.

وحسب الشاباك فإن حماس، ورغم وقف إطلاق النار، شاركت في عدة هجمات إستهدفت قناصة الجيش الإسرائيلي في المناطق القريبة من السياج الحدودي بين غزة وإسرائيل، وفي إحدى هذه الهجمات أصيب مستخدم في شركة الكهرباء الإسرائيلية بجروح طفيفة.

ويعتقد الشاباك أن الذي يقف خلف هذه الهجمات هوأحمد الجعبري، مسؤول الجناح العسكري لحركة حماس في شمال قطاع غزة، والمتهم بأنه العقل المدبر لعملية خطف العريف الإسرائيلي جلعاد شليط.

وحسب الشاباك فإنه خلال العامين الماضين، عملت خلايا تابعة لحماس في شمال الضفة الغربية بأوامر صادرة من قطاع غزة.

ويشدد الشاباك، على خطورة خلايا حماس العاملة في قلقيلية، مشيرًا إلى أن الخلية التي أرادت تفجير السيارة المفخخة في منطقة تل أبيب، في عيد الفصح، هي نفسها التي كانت قد خططت لعملية مدوية أخرى تعرف باسم (الدولفيناريوم) عندما فجر مقاتل من حماس نفسه في مطعم (الدولفيناريوم) في تل أبيب في حزيران (يونيو) 2001، فقتل 21 إسرائيليًا.

وفي حالات من هذا النوع، الكشف الإسرائيلي عن عمليات مفترضة للفصائل الفلسطينية، تلتزم هذه الفصائل الصمت ولا تقدم روايتها عن الموضوع.

واهتمت الصحف أيضًا بموضوع قد يكون متصلاً بما قالت إنه إستعدادات حماس العسكرية، وهو إصرار الحركة على إدراج من تسميهم إسرائيل شخصيات quot;العيار الثقيلquot; من الأسرى، في صفقة تبادل الأسرى المحتملة.

ومن بين هذه الأسماء التي تصر حماس على الإفراج عنهم عبد الله البرغوثي، قائد الجناح العسكري لحماس خلال انتفاضة الأقصى الأخيرة، والمسؤول عن مقتل 66 إسرائيليًا، وحسن سلامة المسؤول عن الهجمات التي نفذتها حماس عام 1996، ردًا على إغتيال رجلها العسكري يحيى عياش الملقب بالمهندس، والتي تعرففي أدبيات حماس باسم quot;عمليات الثار المقدسquot;.

وتحتجز إسرائيل سلامة، في زنزانة منعزلة، وتتهمه بالمسؤولية عن مقتل 46 إسرائيليًا، وتتضمن قائمة حماس أسماء quot;ثقيلةquot; أخرى.