quot;السلطة والملائكة الصغارquot; يجسّد أبرزها
كواليس الصحافة السعودية وخلافات أبطالها quot;رؤساء تحريرquot;
سعيد الجابر من الرياض: كواليس الصحافة السعودية وخلافات امتدت لأروقة المحاكم وقام بدور البطولة رؤساء للتحرير، جسّدها الكتاب الذي ينتظر أن يثير جدلاً واسعاً داخل الأوساط الإعلامية السعودية، والذي أثار الجزء الأول منه quot; السلطة والملائكة الصغار quot; للإعلامي سعيد الأبيض تساؤلات عديدة عن واقع الإعلام السعودي ومفهومه، إذ سيتم طرحه خلال أيام، إضافة إلى الانقسام على ما ورد في الفصل الثاني والثالث من الكتاب والذي يرصد تجارب قاسية ومريرة ومتشنّجة عايشها الكاتب لنخبه من الإعلاميين السعوديين من واقع العمل الصحافي اليومي مع رؤساء التحرير أو مدراء التحرير وان لم تكن الإشارة واضحة ورمز لها الكاتب بصنّاع القرار ، إلا أن إدراجها في سياق الحدث يدل بطريق غير مباشرة عن المقصود.
ورصدت quot;إيلافquot; أبرز الأحداث التي يعرّج الكاتب في أحدها مقاطع كتابه quot;السلطة والملائكة الصغارquot; بقوله: quot; يموت ملايين الرجال والنساء والأطفال في العالم النائم الفائق على كراهية وحقد صناعة الفقر من اجل دولار يلتحف به جنرالات مزقوا موارد الدول فتحكم الكبار من ضعف الأرض في لقمة عيش المستضعفين، فترسم على طاولاتهم المستديرة خارطة الدم الجديد ، ومع استمرار النزيف تمتلئ السماء وفي وضح النهار بالخفافيش، وتستيقظ من تحت عقود الأقحوان سيرة الدجيرة تلك الجنية المنقوشة في تراث الطيبين quot;. في محاولة كناية ليختزل سياسة بعض من يمتلكون سطوة فرض القرار في المعاملة الفوقية والغابنة للملائكة الصغار وعامة الناس، إضافة إلى استشفافه للأساليب المبطنة في الظهور أمام الآخرين بالحرص على المصلحة العامة .
ولم يغفل الأبيض في الفصل الثالث من مؤلفه أن يستأنس بمجموعة من قصص وحكايات بعض الإعلاميين السعوديين المشاهير، والذي أحب به أن تخاطب جيلين متعاقبين من شخصيات مارست المهنة لحقب زمنية متنوعة، تلمسا منه لنقل معاناتهم من جانب وعرفانا بالجميل لشركاء النجاح الذي تحقق له عبر سنوات عمله في بلاط صاحبة الجلالة من جانب أخر.
ويلحظ القاري لهذا المؤلف حرص الكاتب في الارتقاء والانتقاء للمخزون اللغوي، وان أثقلت في مواقع كثيرة بدرجات الترميز، قاصدا بذلك فتح شهية القارئ للتحليل و تاركا له مساحة للتعايش مع النص و تلمس مقاصده، وفي السياق ذاته عمد إلى الابتعاد بشكل غير مباشر عن أسلوب السرد النثري التقليدي عبر تطعيم العبارات بأوزان ومفردات غالبا ما تستخدم في الشعر .
ولربما يؤخذ على الكاتب إطنابه في سرد معاناة العاملين بهذه المهنة، إذ يصف الصحافيون في السعودية بأنهم قليلو السعادة وكثيرو القلق لوقوعهم بين مطرقة الإدارة الصحافية التي لم تشعرهم بالأمان الوظيفي وغبن الإنصاف في التقييم، وبين سندان الخوف من المجهول في مهنة محفوفة بالمخاطر في ظل غياب آليات الحماية الكافية، ما تسبب في سلب حماس هذا الكائن المتمرد و النشيط المبدع و الباحث عن الحقيقة، ليتحول إلى كائن مصاب بخيبة الأمل ومجرد ناقل للخبر التقليدي، كما يؤخذ على الكاتب التركيز على تقويم و أداء الشخوص في المواقف الحرجة أكثر من الاهتمام بالحدث ذاته.
و يجسد الفصل الأول من الكتاب قصة حياة الكاتب عبر سلسة من المواقف والتغييرات الوجدانية التي مر بها منذ طفولته ومرورا بمقاعد الدراسة وحتى الدخول إلى عالم الصحافة وحوز لقب ( الملاك الصغير ) في بلاط السلطة الرابعة، وكيف عايش صراعا أزليا في شق طريقه بين الكبار و المتسلقين و الحاقدين .
قلة من الإعلاميين من التقط قلمه ووقف أمام مرآة الحقيقة ليدون تجربته مع السلطة الرابعة، فعلى الرغم من أن مهنة الصحافة تلزم الكاتب بالكتابة عن كل شيء يدور حوله، إلا أنها لم تعلمه يوما أن يكتب عن همومه وما يلاقيه من معاناة في العمل مع مهنة المتاعب، ولربما يتهيب العديد من الإعلاميين من سرد هذه الوقائع والذكريات خشية الوقوع في المحظور أو خسارة لفيف من الزملاء والعلاقات .
إلا أن الكاتب الشاب سعيد الأبيض ذاك الصحافي الذي اقترب مشوار زواجه من الصحافة نحو عقد من الزمان وذاق حلوها ومرها وذرف من اجل عينيها الكثير من العرق والحبر، بادر لان يخلق مولوده في مؤلفه ( السلطة والملائكة الصغار ) الذي يجسد واقع حال الصحافي الماشي على حد السيف و يرصد بعين المتابع الحاذق الوجوه التي لم يرها القراء لما يدور في أروقة المكاتب الصحافية، من خلال سرد العديد من المواقف التي عايشها وأثارت شجونه وفضوله، محاولا أن يعلو صوته بما امن به برقي مهنة الإعلام في المجتمع، وضرورة حمايتها رسالتها السامية من الدخلاء والمنغمسين في جني الأرباح.
يذكر أن الجزء الثاني من الكتاب وحسب ما ذكر الكاتب لـquot;إيلافquot; سيحمل عددا من القضايا الساخنة لمجموعة من الإعلاميين السعوديين في أروقة المحاكم ، وقرارات الفصل التي نالت المجموعة الأخرى من الصحافيين وجعلتهم قابعين على الأرصفة .
التعليقات