بعد إتمام قوانين منعه في الأماكن العامة بأوروبا
العرب لن يقلعوا عنالتدخين هذا العام

عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: منذ مطلع العام الجاري 2008، قررت دول في أوروبا بينها فرنسا التي كانت الأشد حزمًا بمنع التدخين في الأماكن العامة. وكانت دول أخرى قدقررت منعه من دون إجراءت حازمة ونهائية، كما فعلت فرنسا مؤخرًا. إذ كانت بريطانيا قد قررت قبلها منعه في الأماكان العامة والمقاهي. وإنضمت هولندا ودول اوروبية أخرى مثلها إليها. وهو قرار يمكن أن يشكل سلاحًا ذا حدين للمدخن، فهو قد يحثه على منع التدخين حين لا يجد مكانًا عامًا يدخن فيه، وربما يدخل مرحلة التحدي مع قانون المنع ويلجأ إلى طرق مبتكرة لمواصلة التدخين متحملاً ما يحصل له منها. لكن قرار منع التدخين ينظر إليه مقرروه بعين الحرص على الصحة الإنسانية التي يتسبب بتدهورها التدخين بشكل بطيء لدى المدخن ومن حوله، من غير المدخنين حيث يطالهم ضرر ماثل بسبب إستنشاقهم دخانًا غير مصفى كما يقول بعضهم.

بينما تجد الدول العربية أنه من الصعوبة بمكان الاقتداء بما فعلته الدول الاوروبية باستثناء امارة دبي التي تفرض حظرًا جزئيًا عليه في الاماكن العامة كخطوة اولى لمنعه بشكل اوسع. وسبب الصعوبة هو طغيان الفوضى في الأقطار العربية لجهة احترام القوانين المشرعة ولوجود شره على التدخين حيث يعتبره كثيرون منقذًا لهم مما يمرون به من مشاكل يومية ومحرضًا على التفكير حسب تبريرات هؤلاء.

لكن منظمة الصحة العالمية تحذر من ان نحو 3.5 مليون شخص في العالم يلقون حتفهم سنويًا بسبب التدخين أي بمعدل قتل شخص مدخن كل تسع ثوان. وتتوقع المنظمة ان يرتفع عدد الوفيات مع ارتفاع عدد المدخنين في العالم، حيث كان العدد قد بلغ في احد تقارير المنظمة الى 1,1 مليار مدخن ومدخنة قد تساهم قوانين منع التدخين في خفضه، وبالتالي تساهم هذه القوانين في خفض عدد الوفيات بسبب التدخين.

المدخنون يعانون من مشكلة ترك التدخين حيث يقر اكثر المدخنين بخطره، لكن ادمانهم عليه يجعلهم يلجأون إلى تبريرات شخصية، تهربًا من صعوبة تركهز وتوزع دوائر الصحة بين فترة وأخرى كراسات تحث على ترك التدخين اما بشكل تدريجي بشكل مباشرة مع تطبيق النصائح التي يقدمها الاطباء لكن نسبة قيلية تلتزم بها. لذا بات تشريع قوانين المنع ورفع اسعار السجائر امرًا حتميًا لإجبار اكبر نسبة من المدخنين على تركه.

ايلاف سألت متصفحيها عن قوانين منع التدخين في اوروبا وإن كان المدخنون منهم سيقلعون هذا العام عن التدخين. فكانت اجابات الاكثرية بعدم الاقلاع عن التدخين هذاالعام، وفقًا لإجابات 1142 ما نسبته 51% لن يتركوا التدخين، فيما قال 32% (725) انهم سيقلعون هذا العام عن التدخين ولم يهتم للسؤال 17% (390) ممن اجابوا على سؤال استفتاء ايلاف الاسبوع الماضي الذين بلغوا 2257. وهي اجابة تعكس شرائح كبيرة من المدخنين العرب متكئين على تبريرات شخصية غير مبالين بما يسببوه لانفسهم ولمن معهم من كوارث صحية وللبيئة ايضًا.