إيلاف من الرياض: شيع السعوديين فجر اليومالثلاثاء مستشار الدولة السعودية وكاتم أسرارها إبراهيم العنقري الذي غيبه الموت امس حيث كان يستشفي في جنيف منهيًا بذلك مسيرة طويلة من العمل السياسي في بلاده، تجاوزت أربعة عقود كان آخرها توليه منصب المستشار الخاص للملك الراحل فهد بن عبد العزيز حتى تم إعفاؤه بناء على طلبه أوائل عام 2006.

وكان العنقري، الراحل وهو يعتلي قمة الثمانين من العمر عددًا، من قدماء موظفي الدولة السعودية في عصرها الحديث، ودخل إلى ماكينة العمل السياسي في المملكة بعد أن أنهى مسيرة تعليمية طويلة بدأت في قاهرة عبد الناصر، التي كانت تعيش سنتها الأولى بعد الثورة عام 1953، وتبعتها رحلة دراسية في كل من جامعتي كولومبيا وميامي لدراسة اللغة الإنكليزية.

والتحق بركاب الأمير فهد - الملك فيما بعد ndash; سكرتيرًا له في وزارة المعارف، وحين خروج فهد منها تم تعيينه موظفًا في السفارة السعودية في واشنطن إلى أن تولى الملك الراحل وزارة الداخلية فعُين فيها وكيلاً للوزارة لعدة سنوات.

وشهدت الوزارة إبان تلك الفترة حركة توسع وتحديث أكملها الأمير نايف بعد تقلده الوزارة عام 1975.

وتقلب العنقري في أكثر من منصب وزاري : بدأ وزيرًا للإعلام لمدة خمس سنوات خلفًا لجميل الحجيلان، الذي كان أول وزير للإعلام، ثم وزيرًا للعمل والشؤون الاجتماعية لمدة ثماني سنوات ثم وزيرًا للشؤون البلدية والقروية لست سنوات قبل أن يستدعيه الملك فهد مرة أخرى ليعمل مستشارًا خاصًا له.

ومنصب المستشارية الخاصة، الذي تولاه منذ أواخر الثمانينات الميلادية، لم يشغله أحدٌ عداه حتى وفاة الملك فهد، إذ كان هنالك مستشارون كثر ولكن ليسوا على المرتبة الخاصة.

وخلال أيامه الطويلة مع الملك فهد والملك عبد الله أنيطت به ملفات حساسة بشكل خاص أو شارك في أخرى مثل النظام الأساسي للحكم ومشكلات الحدود المتعثرة مع كل من سلطنة عمان والأمارات العربية المتحدة.

وكانت مهمات الحدود هي من آخر الأعمال التي شارك فيها الراحل من خلال مرافقته للأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية إلى الأمارات خلال جلسة مباحثات لترسيم الحدود بين البلدين.

كما أن له العديد من المنجزات على الصعيد الإعلامي، فهو مؤسس وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، عام 1970، وهو الذي تولى الإعداد للبث التلفزيوني الملون، وإقامة المركز للتلفزيون وتوسيع شبكته، مع إضافة العديد من المرسلات الإذاعية.

كان العنقري الراحل صامتًا هادئًا لبقًا احتفظ بسياسة الكتمان حتى ذهب إلى دار الخلود دون أن يعرف عنه أنه من محبي الشهرة أو الأضواء على الرغم مناصبه الحيوية التي شغله طوال أكثر من أربعة عقود، إذ يروي عنه أنه كان يرفض التقاط الصور الكثيرة له خلال الحوارات التي يجريها قائلاً :quot; كثرة الأضواء تحرقquot;.