أكد عدم quot;تسلطquot; الإستخبارات على خصوصية المواطنين
تركي الفيصل: أسأنا إلى أنفسنا بحجب حقائق قضية فتاة القطيف

عبدالله الزبيدي من جدة: لم يتوانَ رئيس الاستخبارات العامة في السعودية سابقًا الأمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز من إنكار الفكرة السائدة عن المخابرات في السعودية وخارجها، حينما أكد أن الإستخبارات لم تنشأ للتسلط على أعراض الناس وخصوصياتهم، وإنما إيصال المعلومة من مصدرها إلى صانع القرار، مؤصلاً مبدأ الإستخبارات بإستخدام الرسول محمد صلى الله عليه وسلم للمخبرين حين إرسائه قواعد الدولة الإسلامية. وأشار إلى أن نظام الاستخبارات الأساسي ينص في أحد بنوده على ألا يمارس المنتسبون للجهاز نشاطات القبض على أي مواطن أو سجنه، لأن الأمر موكل إلى الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية. وقال الأمير تركي الفيصل خلال حفلة تكريمه في اثنينية عبد المقصود خوجة مساء أمس: quot;عندما كنت سفيرًا في بريطانيا وأميركا لم أكن اكتفي بسياسة الباب المفتوح، إذ كنت أسعى إلى quot;طرق الأبوابquot; مبادرًا بالذهاب إلى الآخرين والتواصل معهمquot;.

وأثار سؤال عن قضية فتاة القطيف وتعاطي الإعلام السعودي معها بالتكتم ردًا ساخنًا من دبلوماسي عتيد، إذ أكد الفيصل أن مواجهة مثل هذه القضايا بالتعامل معها بشفافية أفضل من إخفائها والتكتم عليها، وقال : quot;ليس بإمكاننا منع أي خبر من النشر في العالم فيما يخنا، ونحن أسأنا إلى أنفسنا عندما أسأنا علاج مثل هذه القضايا وحجبنا الحقائقquot;. حديث الأمير تركي الفيصل كان منصبًا عن مركز الملك فيصل للدراسات والأبحاث الإسلامية في الرياض الذي يتولى رئاسته حاليًا، وعن إنجازاته وأعماله، لكنه تحدث بكثير من الشجن عن والده الملك فيصل بعيدًا عن سياسته، ومواقفه العالمية المؤثرة، ووالدته الملكة عفت، إذ حكى للحضورقصة إلحاحه الشديد وإخوته على والده بكتابة مذكرات عن حياته، وذكر رد أبيه الملك فيصل عندما ضاق بهم ذرعًا:quot; خافوا الله فيني، لكي أكتب مذكرات فعلي أن أكون صادقًا، وإذا كنت كذلك فلن يتبقى لي صديقquot;.

وتحدث عن إسهام والدته الملكة عفت ودورها في إدخال التعليم النظامي للمرأة في السعودية عندما أنشأت دار الحنان أول مدرسة أهلية للبنات عام 1955 في جدة، وإطلاقها لكلية عفت الخاصة بالنساء قبل وفاتها بمدة وجيزة، إذ أهدتها إلى مؤسسة الملك فيصل الخيرية. الفيصل الذي تسنم الكثير من المناصب والمهام المحلية والعالمية أعلن عن عدم تمكنه من القيام بنشاطات أخرى تعدو نشاط مركز الملك فيصل للدراسات والأبحاث الإسلامية وعلل ذلك بأسرته وحفيده: quot;من حقي أن أمون على نفسي وأخصص وقتي لزوجتي وأبنائي في هذا السن، ما يشدني الآن هو حفيدي الذي استمتع بأوقاتي معه، وبشقاوته، وخفة دمهquot;.