مراقبون يتوقعون أن يرفضها كي لا تكون سابقة للتطبيع
شيخ الأزهر يدرس دعوة تلقاها من عباس لزيارة رام الله


نبيل شرف الدين من القاهرة: ستكون سابقة هي الأولى من نوعها، منذ إندلاع الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، إثر إعلان قيام دولة إسرائيل، إذا قرر الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الجامع الأزهر في مصر، أن يقبل الدعوة التي وجهها إليه محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، لحضور المؤتمر الشعبي الذي سيعقد حول مدينة القدس في مدينة ( رام الله )، حاضرة الضفة الغربية، يومي 26 و27 من كانون الثاني ( يناير ) الجاري .

وإذا حدث، وقبل شيخ الأزهر هذه الدعوة، سيكون أول شيخ لمؤسسة الأزهر يزور الأراضي الفلسطينية، وهو ما أبدى معه مراقبون ألا يبادر إلى قبولها، خشية أن يتعرض الرجل الذي طالما خاض معارك عامة لم تكن معظمها في صالحه، لمعركة جديدة يتهم فيها بالتطبيع، وأن يشكل هذا الأمر سابقة لما وصفه بـquot;مقاطعة التطبيعquot;، معتبرين أن زيارة رجل في مثل مكانة شيخ الأزهر للأراضي الفلسطينية التي لم تزل ترزح تحت الاحتلال، حتى لو كانت الزيارة بدعوة من رئيس السلطة الفلسطينية، إذ سبق أن أكد أسلافه من شيوخ الأزهر رفضهم زيارة الأراضي المحتلة، إلا في ظل دولة فلسطينية، وبتأشيرة من السلطات الفلسطينية، وليست الإسرائيلية، كما تقضي الأوضاع الأمنية ذلك في الوقت الراهن .

وعد بدراسة الأمر
هذه الدعوة (الاختبار) تلقاها بالفعل شيخ الأزهر، خلال استقباله للسفير الفلسطيني بالقاهرة منذر الدجاني، الذي سلمه الدعوة إلى حضور ذلك المؤتمر، وفي ختام المقابلة أكد شيخ الأزهر دعمه وتأييده لأبناء الشعب الفلسطيني في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية التي يتعرضون لها ورفضه التام لتلك الاعتداءات التي وصفها بأنها quot;مخالفة لكل الأعراف والمواثيق الدوليةquot;، على حد تعبيره .
كما أعرب شيخ الأزهر عن أمله quot;بأن تنكشف الغمة قريبًا عن أبناء الشعب الفلسطيني ويزول الاحتلال، وأن تقام الدولة الفلسطينية المستقلة لعودة الأمن والاستقرار إلى المنطقة، وجدد استعداد الأزهر لتقديم كل أشكال الدعم للشعب الفلسطيني حتى يحصل على حقوقه المشروعةquot; .
ومضى طنطاوي قائلاً في تصريحات صحافية عقب ذلك اللقاء إنه quot;استعرض مع السفير الفلسطيني الاوضاع في الأراضي المحتلة، في ظل ما يتعرض له الفلسطينيون من عدوان، مؤكدًا على ضرورة وحدة الصف الفلسطيني لمواجهة العدو المشترك والسعي لإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريفquot;، وفق تعبيره .
من جانبه، قال منذر الدجاني السفير الفلسطيني لدى القاهرة إنه قام بتسليم دعوة من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للدكتور طنطاوي شيخ الأزهر، لحضور المؤتمر الشعبي حول القدس الذي سيفتتحه عباس، ويشارك فيه عدد كبير من قيادات العالم الإسلامي والعربي لمناقشة تطورات القضية الفلسطينية ونصرة مدينة القدس .
واختتم السفير الفلسطيني تصريحاته بالقول إن شيخ الأزهر وعد بدراسة إمكانية مشاركته في المؤتمر في ضوء ارتباطاته ومسئولياته، معربًا عن أمله أن يشارك في المؤتمر لمنح دفعة سياسية ومعنوية قوية، وأضاف أن شيخ الأزهر أكد له دعمه الكامل لحقوق الفلسطينيين، ورفضه التام لكافة الممارسات الإسرائيلية ضدهم.