هواجس خليجية من محاولات لإبعاد العراق عن محيطه العربي
دول الخليج تربط مبادراتها المقبلة تجاه العراق بتحجيم بعض القوى
تاج الدين عبد الحق من أبو ظبي:
ذكرت مصادر دبلوماسية خليجية أن اللقاء الذي جمع وزراء خارجية دول التعاون مع وزراء خارجية الولايات المتحدة وكل من مصر والاردن مؤخرًا في البحرين، كان مناسبة لطرح هواجس خليجية عنأن هناك أطرافًا سياسية عراقية تسعى عن سابق تصميم إلىإبعاد العراق عن محيطه العربي، لتسهيل بقائه رهينة بيد قوى إقليمية تحمل اجندات خاصة ازاء دول المنطقة. وقالت هذه المصادر إن دول الخليج العربية التي لا تمانع من حيث المبدأ شطب مديونياتها المستحقة على العراق، والتي تتطلع إلى تمثيل دبلوماسي واسع مع العراق، تجد أن هناك أطرفًا في العراق تسعى الى عرقلة هذه التوجهات خدمة لأطراف خارجية تسعى للإبقاء على العراق ضعيفًا وساحة من ساحات تصفية الحسابات السياسية الاقليمية والدولية .

وفيما كان رأي الولايات المتحدة بأن مبادرات خليجية بشأن التمثيل الدبلوماسي وبشأن شطب الديون سيساهم في قطع الطريق أمام القوى والمليشات المناهضة للعملية السياسية وفصل العراق عن محيطه العربي، قالت الدول الخليجية إن أي خطوة من هذا القبيل ستكون من دون معنى في ظل اجواء الانفلات الامني والتجاذب السياسي داخل الساحة العراقية. واشارت بعض دول التعاون الى انها كانت قد قامت بمبادرات مبكرة بشأن التمثيل الدبلوماسي والتعاون الاقتصادي الا ان تلك المبادرات اجهضت بسبب عمليات الخطف التي استهدفت الدبلوماسيين اوالاعتداء الذي طال مصالح هذه الدول .

وقالت المصادر الخليجية ان دول الخليج ترى ان المعادلة السياسية الحالية في العراق غير قادرة على انتشال العراق من ازماته الامنية والسياسية ، وأن نزع سلاح المليشات يجب ان تكون له الاولوية باعتبارة مدخلاً لمعالجة كافة اوجه الاوضاع المتردية في العراق ، مشيرة الى وجود استعداد خليجي للمشاركة بفعالية في عمليات البناء والاعمار متى توفر الظرف الامني المناسب .

على صعيد آخر، قالت مصادر اماراتية مطلعة بأن أبوظبي حصلت على ايضاحات بشأن تصريحات كانت اطراف عراقية قد ادلت بها واتهمت الامارات فيها بأنها تعمل على افراغ العراق من كوادره البشرية. وقالت المصادر ان الايضاحات جاءت على هامش الاجتماعات التي عقدت في البحرين والتي حضرها وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبد الله بن زايد ال نهيان ووزير خارجية العراق هوشيار زيباري . وكانت العلاقات بين الامارات والعراق قد ظللتها غمامة سوداء بسبب اعتراضات اطراف برلمانية عراقية في مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي الذي عقد في اربيل شمال العراق على تضمين البيان الختامي لذلك الاجتماع دعوة ايران لانهاء احتلالها للجزر الثلاث والقبول بتسوية سلمية على اساس مباديء الشرعية والقانون الدولي، لكن الحكومة العراقية تبرأت من تلك التحفظات وسحب الوفد البرلماني العراقي أي تحفظات من ذلك القبيل .

الى ذلك اشاد الشيخ عبد الله بن زايد ال نهيانوزير الخارجية الاماراتي بدعوةَ الدول الأعضاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربية لاجتماع دول الجوار للعراق الذي بدأ اليوم في الكويت وقال ان هذا الاجتماع المهم يعتبر تطورًا إيجابيا في مسيرة اجتماعات دولِ جوار العراق، مشيرًا الى أن الدول الأعضاء في المجلس جيران للعراق ولها جميعًا مصلحةٌ في ان ترى العراق مستقرًا وموحدًا ومزدهرًا. وقال إننا نتطلع إلى أن يكونَ العراق شريكًا كاملاً وفاعلاً في هذه المنطقة، وان يسهمَ بإيجابية وفعالية في خططِها التنموية وان يستفيدَ منها أيضًا لأن ذلك سيساعد على ترسيخٍ الأمن والاستقرار وتعزيزِ الازدهار والرخاء في منطقتنا.
وقال إننا ننظر بتفاؤلٍ كبير إلى التطوراتِ الإيجابية الأمنية في العراق وكلنا أمل بأن تشهد هذه الأوضاع مزيدًا من التحسن والتقدم لحقن الدماء ووضع حد للدمار الذي يدمي قلوبنا جميعًا. واشاد بالجهود المبذولةْ لتحقيق التوافقِ السياسي والمصالحة الوطنية في العراق الشقيق معربًا عن امله في أن تتواصلَ العملية السياسية حتى تحقِّق مبتغاها وما نتمناه جميعًا لها، فمن خلال هذا التوافق سيزدهر العراق بسواعدِ أبنائِه وتكاتِفهم وبوحدتهم ويستعيد دوره وتنقشع عن أجوائه كل ما يعكّر صفوَه ويعرقل مسيرةَ نموِه واستقراره.
وقال ان بلاده ملتزمة بالعمل بشكل ثنائي ومن خلال الأطر الجماعية القائمة من أجل ان يشكّل الاجتماع منعطفًا مهمًا في العمل من أجل خير العراق ومصلحة شعبه ومن أجل مسيرة السلام والأمن والتقدم في المنطقة وفي العالم.