مهندس ايران كونترا والخبير في عقد الصفقات السياسية والتجارية
رفسنجاني: الوجه المخملي للسياسة الايرانية!

يشارك في المؤتمر الاسلامي العالمي للحوار في مكة المكرمة
رفسنجاني في السعودية للقاء الملك عبدالله

زيد بنيامين من دبي: ليست هي المرة الأولى التي يلعب فيها اكبر هاشمي رفسنجاني دوراً ما لتقريب وجهات النظر في المنطقة، فالرجل الذي جاء من عائلة مزارعة عرفت الصبر وطول البال من انتظار حصادها، سيستخدم نفس هذه التكتيكات للوصول الى ما يريد، وليكون وجه ايران الاسلامية في العالم، وهو نفس الوجه الذي سيتهم من قبل خصومه في الداخل بأنه بنى ثروته المالية مستفيدا من علاقاته الخارجية. ولد رفسنجاني في الخامس عشر من فبراير 1934، وهو نفس الشهر الذي سيلعب دوراً كبيراً في حياته وينقله من سجون الشاه الى قصوره، اسمه الحقيقي ( هاشمي بهرماني ) حيث اشتق اسمه من المدينة التي ولد فيها ( بهرمان ) وقد ولد في عائلة امتهنت الزراعة انجبت سبعة اطفال اخرين.

قررت العائلة ارسال ابنها وهو بعمر الرابعة عشرة الى مدينة قم من اجل دراسة المذهب الشيعي، وخلال تلك الفترة تعرف الى اية الله الخميني حيث قام الاخير بتدريس رفسنجاني القانون والعلوم وقيل ان الرجل اصبح ظل الخميني خلال هذه الفترة واحد اهم رجالات الحلقة المقربة من المرشد المستقبلي للجمهورية الاسلامية في ايران.

بعد التخرج كان هم رفسنجاني الاساسي اقلاق راحة العائلة الامبراطورية في ايران ولهذا السبب سجن 15 مرة خلال الفترة بين 1965 و 1979 وفي المرة الاخيرة ترك السجن مباشرة الى القصر ليكون ضمن المجلس الثوري الذي اسسه الخميني بعيد نجاح ثورته واصبح اول رئيس للبرلمان حتى عام 1989. تزوج رفسنجاني عام 1958 وانجب ثلاثة ابناء هم محسن ومهدي وياسر وابنتين فاطمة وفايزة والاخيرة ناشطة معروفة في ميدان حقوق الانسان والمرأة تحديداً ودخلت السياسة لتكون عضوة في البرلمان الايراني وتعمل ناشرة لصحيفة تدعى (زان).

بعد ايام من قيام الثورة اسس رفسنجاني مع عدد من رفاقة حزب الجمهورية الاسلامية لكن هذا الحزب لم يكون سوى محطة على طريق احتوى عدة محطات تغيرت في المواقف والاتجاهات والاحزاب ايضاً حيث عرف الرجل بكثرة انتقالته بين فريقي المحافظين والاصلاحيين بحسب ما تقتضيه مصلحته قبل ان يعود اخيراً الى المحافظين في عام 2000.

لا نستطيع ان نقول ان رفسنجاني لم يعجب بحياة البذخ التي عاشها الشاه والذي مثل له العدو الاول فيما مضى، فبدأ ينسج علاقاته مع العديد من الشخصيات الاقتصادية داخل وخارج الجمهورية الاسلامية وعرف جيدا quot;من اين تؤكل الكتفquot;.

ولم يكن من الغريب ان يظهر اسم رفسنجاني باعتباره المشتبه به الاول في فضيحة ايران كونترا والتي بدأت بمحاولة لتعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة وايران وانتهت بصفقة اسلحة وصلت ايران من اسرائيل في وقت حاولت فيه الولايات المتحدة معرفة مصير 6 محتجزين لها لدى حزب الله اللبناني الموالي لايران.

وقتها اصدر الخميني قراراً يعفي فيه رفسنجاني من المسألة القانونية لتنصب جهود الاخير خلال الفترة التالية على اقناع المرشد الاعلى بعبثية الحرب العراقية الايرانية وبضرورة وقفها خوفاً من انهيار اقتصادي سينهي الثورة الايرانية وهو ما تم، ليتجرع الخميني كأس السم ويوافق وقف الحرب دون ان يتنحى الرئيس العراقي صدام حسين عن الحكم وهو شرطه لوقفها.

بعد عام على انتهاء الحرب العراقية الايرانية انتخب رفسنجاني رئيساً لايران وبقي في هذا المنصب لفترتين رئاسيتين متتاليتين ليكون الرئيس الايراني الاول الذي يكمل هذه المهمة في تاريخ الجمهورية الاسلامية بعد الانقلاب الذي طال ابوالحسن بني صدر واغتيال محمد علي رجائي وتولي علي خامنئي منصب الرئاسة حتى وفاة الخميني ليكون مرشدا عاماً للجمهورية قبل شهرين من انتهاء فترته الرئاسية.

خلال عهده كرئيس عرفت ايران نمواً اقتصاديا كبيرا كما اقتربت سياسة بلاده من العديد من الجيران الخليجيين اللذين وقفوا مع العراق في حربه كما شارك في اقناع الرئيس العراقي صدام حسين اثناء غزوه للكويت بحيادية ايران من الصراع في الخليج رغم رفضها لتواجد الشيطان الاكبر ولكن ما جرى على الارض كان غير ذلك حيث تدخلت ايران في الفترة التي تلت وقف اطلاق النار ودعمت الشيعة في محاولتهم لاسقاط الرئيس العراقي.

نجح رفسنجاني في الاقتراب من العرب ودول وسط اسيا وعدد من جيران ايران لكن العلاقات مع اوروبا والولايات المتحدة ظلت على حالها طوال عهد الجمهورية الاسلامية رغم انه كان من الرافضين لفتوى الخميني باهدار دم سليمان رشدي الكاتب البريطاني الذي اصدر كتاب (ايات شيطانية).

بفضل رفسنجاني اصبح العديد من اقرباءه من اغنى اغنياء ايران مستفيدين من موقع وعلاقات قريبهم وذلك على مستوى العديد من الصناعات في هذا البلد ومنها الصناعات النفطية التي تعد الشريان الرئيسي لواردات ايران ولدى رفسنجاني العديد من العقارات في بلاده وتأتي بعض امواله ايضاً من صفقات الاسلحة.

اتهم ابنه مهدي عام 1997 بتلقي مبلغ 60 مليون يورو من شركة توتال الفرنسية كهدية له باعتباره مديراً عامة لشركة غاز ايران الحكومية من اجل ان تكون للشركة الفرنسية افضلية في الاستثمار بعدد من حقول الغاز الايرانية وهو امر نفاه الابن ويتم التحقيق حاليا في فرنسا مع رئيس شركة توتال في تلك الفترة بانتظار نتائج القضية.