لا بديل أمام إسرائيل وquot;حماسquot; من العودة إلى الـ1860
بدأ العد العكسي لانتهاء حرب غزة


معسكرات افتراضية جندت لتحارب على طريقتها

يوميات الحرب (6): مرض إسرائيل

القاهرة تشهد تحركاً دبلوماسياً مكثفاً لاحتواء المواجهات في غزة

عادل سمارة لإيلاف: إسرائيل تسعى لخلق نموذج كرزاي في قطاع غزة

التحقيق في إطلاق الصواريخ من لبنان مصيره الأدراج

الشعب أم المقاومة: مفارقة المنطق والجنون في غزة

دبلوماسي غربي يكشف عن كواليس مناقشات بلورة المبادرة المصرية

إيلاف ديجيتال - إيلي الحاج: صحيح أن القرار الدولي 1860 لم يضع حداً فورياً للحرب في غزة خلافاً لما كان عليه القرار 1701 الذي أنهى الحرب صيف 2006 بين إسرائيل وquot;حزب اللهquot;، وصحيح أيضاً أن إسرائيل وحركة quot;حماسquot; لم توافقا عليه فوراً بل اعتبرت كل منهما لأسبابها أنها غير معنية به، أولاً لأن مجلس الأمن إتخذ القرار دون العودة إليهما، وثانياً لأن القرار 1860 لا يحقق لأي من الطرفين أهدافه كاملة من حرب غزة فضلاً عن افتقاده آلية تطبيق واضحة حتى لو حسنت النيات حياله، ولا سيما في ما يتعلق بإرسال مراقبين دوليين إلى غزة. إلا أن الأصح هو عدم توافر بديل من هذا القرار يخرج إسرائيل وquot;حماسquot; معاً من الورطة التي وجدا نفسيهما فيها، وأن الـ1860 بالتباسه وغموضه يمكن إعتباره أفضل الممكن والبناء عليه لبدء مسيرة العودة إلى التهدئة، وإن بتعديل في قواعدها خلال الأيام الآتية.

بمعنى آخر يعلن القرار الدولي بدء العد العكسي لانتهاء حرب غزة ويترك التفاصيل للإتصالات الدولية الجارية من كل حدب وصوب، والمتمحورة على القاهرة التي لم تفلت زمام القيادة السياسية مرسخة قاعدة خبرها الدبلوماسيون العرب الذين خدموا فيها. قاعدة إن مصر هي عملياً جامعة الدول العربية وما تقرره تسير به بقية العرب في نهاية المطاف. ولا يغفل أي متابع للحركة السياسية والدبلوماسية التي واكبت حرب غزة أن القرار الدولي جاء مطابقاً للمبادرة المصرية ومستوحى منها. وإن كانت القدرة المصرية على التفاوض قد أدت إلى إقناع وفد quot;حماسquot; بإصدار موقف متجاوب مع القرار الدولي من القاهرة في موازاة موقف غير متجاوب صدر عن الحركة نفسها مع الفصائل التسعة الأخرى في دمشق، فإن مآل التطورات سيفرض في ختام الأمر إصغاء الرافضين بمن فيهم إسرائيل والنظر في الوقائع كما هي، وبالتالي إعادة قراءة القرار 1860 بمقاربة ذهنية ونفسية مختلفة.

فمن ناحية quot;حماسquot; يبدو جلياً أن توازن القوى العسكري ليس في مصلحتها على الإطلاق، إذ تجاوز عدد الضحايا ال800 وعدد الجرحى ال3300 في حين أن الرد على أعمال القتل الإجرامي والتدمير الهائل تقتصر في اليوم على إطلاق 30 صاروخ quot;قسامquot; لا تلبي المطلوب منها، وفي حين أن خسائر الجانب الإسرائيلي أقل بكثير مما كان متوقعاً في مثل هذه الحرب التي تبدو كأنها تدور من طرف واحد وتتخطى خلالها إسرائيل كل مرة الحدود التي تكون رسمتها quot;حماسquot; افتراضياً، مما يهدد الحركة وأهل غزة في آن واحد بأخطار وخسائر أكبر بكثير من التي وقعت حتى اليوم من غير أن يظهر في الأفق ما يغيّر في المعادلة السائدة. علماً أنه قد يكون مفيداً للحركة وللقضية معاً أن تمانع أياماً لفرض آلية وقف النار وفتح المعابر وانسحاب الجيش الإسرائيلي، على أن تقبل بعد ذلك بالقرار وتعتبره إنتصاراً لأهدافها.
أما في الجانب الإسرائيلي فإن ما تعتبره حكومة أولمرت quot;إنجازاتquot; حققتها في غزة حتى اليوم يظل مهددا بالإنهيار إذا وصل الجيش الإسرائيلي إلى مرحلة اقتحام الأحياء والشوارع الشديدة الإكتظاظ السكاني وسط مقاومة quot;حماسquot; الشرسة التي قد ترفع عدد الإصابات فيه بشدة، مما سيحرم هذا الجيش إدعاء الإنتصار على غرار ما حصل له في جنوب لبنان.

أمام إسرائيل فرصة ستستغلها على الأرجح بعد أيام من الإبتزاز والمراوغة لإرساء اتفاق بمساعدة الولايات المتحدة الأميركية ومصر يضمن الهدوء لمدة طويلة على حدودها الجنوبية ويمنع معاودة quot;حماسquot; هجماتها الصاروخية. أي أن العملية العسكرية استنفدت أهدافها وتلقت quot;حماسquot; ضربة قاسية وإن لم تكن قاتلة. وهذا يمكن إسرائيل من إدعاء الإنتهاء من quot;دويلة حماسquot; والخروج من غزة متطلعة إلى مفاوضات سلام مع السلطة الفلسطينية برعاية إدارة الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما، وبالتالي القبول كما quot;حماسquot; بأهون الشرور عليهما : القرار 1860.

إ

إيلاف ديجيتال عدد الاحد 11 يناير 2009- ص 3