في منتدى القيادات النسائية العربية في دبي
المرأة بين القيادة والتغيير المؤسسي : كسرٌ للصورة النمطية

مروة كريدية من دبي: شكلّت قضية التغيير وضرورته في المؤسسات لتحسين فرص القيادة النسائية محورًا مهمًّا خلال منتدى القيادات النسائية المنعقد حاليًّا في دبي حيث دارت نقاشات عدة بين المشاركات فيما تركزت أسئلة الحضور حول آليات التنفيذ العملية بدلا من الإستغراق في عرض التجارب الشخصية ، فالمرأة العربية تتعرض لضغوط حادّة تعجز من جرائها عن تحقيق التوازن بين متطلبات الحياة اليومية الاسرية وحياتها العملية فيما زال الرجل العربي يرمي بكافة الأعباء المنزلية والمسؤوليات التربوية على المرأة وحدها ، علاوة عن الصورة النمطية التي تكرسها وسائل الاعلام عن المرأة الجسد الانثوي دون الالتفات الى قدراتها القيادية والإبداعية الأخرى .

وزيرة شؤون الأسرة الماليزية: الأمومة حق مقدس
وفي جلسة نقاشية حول تلك الاشكاليات غابت عنها المشاركة العربية واقتصرت على عرض تجارب شخصية من بلدان أجنبية تحدثت كل من معالي نج ين ين، وزيرة شؤون المرأة والأسرة وتنمية المجتمعات المحلية، ماليزيا، والسيدة آيلين لانغ، الرئيس والمسؤول التنفيذي الأول في مؤسسة كاتاليست، الولايات المتحدة الأمريكية، والدكتورة فال سينغ، زميل زائر ونائب المدير في المركز الدولي لتنمية القيادات النسائية، جامعة كرانفيلد، المملكة المتحدة.
ين ين اكدت على قدسية الأمومة في حياة المرأة مؤكدة انه على المرأة ألا تعمد الى التخلي عن التزاماتها الاجتماعية في مقابل الترقي إلى المناصب العليا، وقالت إن الأمومة على سبيل مثال حق مكتسب بل ومقدس للمرأة ولا يجب أن تغلفه من أجل ملاقاة متطلبات العمل، في حين طالبت بأن تكون البيانات التي تستند إليها الحكومات في اتخاذ قراراتها، تعكس اهتمامات وحقوق ومصالح الرجال والنساء على حد سواء.
ين ين تكلمت عن تجربة بلادها في تمكين المرأة في ماليزيا التي يصل فيها تعداد النساء إلى 13 مليون امرأة، منوهة بأهمية موضوع المنتدى الذي يُعقد في الوقت الذي تقف فيه المرأة في كافة أنحاء العالم على أعتاب مرحلة من التحرر الحقيقي بما سيكفل لها إطلاق طاقاتها الكامنة في شتى المواقع .

وقالت إن بلادها ومنذ أن نالت حريتها في العام 1957 عملت على الاستثمار في تعزيز قدراتها الداخلية حيث ركزت على ثلاث محاور رئيسية هي: الصحة والتعليم والبنية الأساسية، واستشهدت بمتوسط أعمار المرأة الماليزية الذي زاد من 54 عاما في مطلع مرحلة التحرير إلى 76 عاما حاليا، في مؤشر على مدى تطور الخدمات الصحية المقدمة للمرأة في بلادها، في حين توازى ذلك مع تضاعف معدل دخل الفرد خمس أضعاف خلال الفترة ذاتها.
واضافت بأن الحركة النسائية في ماليزيا تنبهت إلى أهمية العمل على اكتساب حقوق المرأة كاملة ومن ثم قام أكثر من عشرة آلاف امرأة ماليزية بمطالبة رئيس الوزراء مهاتير محمد بمراعاة حقوق المرأة الأمر الذي كان حافزا مهما لتأسيس وزارة شؤون المرأة والأسرة هناك، وقالت إن المرأة الماليزية تمكنت خلال أقل من عشر سنوات من تحقيق نجاحات ملحوظة كان أبرزها على سبيل المثال تمكنها من استصدار تشريعات جديدة تضمن حقوق المرأة، منبهة إلى أن لا يمكن لأي دولة أن تتقدم إذا ما أهملت أهمية دور المرأة التي تمثل نصف المجتمع.


قياديات يطالبن الرجال بالتعاون ويسعين لكسر الصورة النمطية عن المرأة
من جهتها فقد طالبت فال سينغ، زميل زائر ونائب المدير في المركز الدولي لتنمية القيادات النسائية، في جامعة كرانفيلد، مجتمع الرجال بالتعاون مع النساء ودعمهن للوصول إلى مواقع القيادة، في الوقت الذي استعرضت تجربة فريدة لرصد تقدم المرأة في المواقع القيادية ضمن الشركات المدرجة على قائمة المؤشر المالي لفينانشيال تايمز، والتي تم من خلالها رصد معلومات على مدار أكثر من عشر سنوات والتي أظهرت تقدم بطئ للغاية في هذا المجال من العام 1999 وحتى 2008، في الوقت الذي أظهرت فيه الدراسة تفاوت واضح في هذا الخصوص على المستوى الدولي.

أما آيلين لانغ تطرقت المتحدثة إلى مجموعة من المعوقات المهمة التي تعترض طموحات المرأة ومن بينها الصورة النمطية للمرأة كعنصر ضعيف وغير قادر على تحمل المسؤولية وهي النظرة التي تحرمها من فرص الترقي، ومحدودية الوصول إلى شبكات العلاقات غير الرسمية والتي تساهم في إمداد المرأة بالمعلومات اللازمة لدعمها في تبوء مواقع القيادة، والافتقار إلى نماذج نسائية يحتذى بها، وشددت على أهمية العمل على إيجاد الحلول الناجحة للتغلب على تلك المعوقات للاستفادة من طاقات المرأة كاملة.


كما استعرضت لانغ تجربة مؤسسة كاتاليست التي تشغل فيها منصب الرئيس والمسؤول التنفيذي الأول، حيث قالت إن المؤسسة أنشأت في العام 1962 تزامنا مع بزوغ الحركة النسائية في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث اهتمت المؤسسة آنذاك بإعداد وتمكين النسوة المتعلمات والباحثات عن فرص للدخول إلى سوق العمل، مشيرة إلى أن المؤسسة ما لبثت أن طورت استراتيجيتها عقب عشرين عاما عملت فيها المؤسسة كمركز لإعداد النساء للتوظيف.
لانغ قالت إن مؤسسة كاتاليست تحولت عقب ذلك في نهجها وأسلوب عملها من إعداد المرأة إلى تأهيل سوق العمل ذاتها لاستقبال المرأة، حيث عملت المؤسسة على إعداد بيئة عمل تراعي التزامات المرأة الاجتماعية ومنحها الفرصة للموازنة بين تلك الالتزامات ومتطلبات العمل، في حين أظهرت الدراسات التي أجرتها المؤسسة الأمريكية على مدار السنوات الأربع الماضية والتي أشارت إلى مؤشرات الأداء المالي الصحي والقوي للمؤسسات الاقتصادية التي تتبوأ فيها المرأة مواقع صنع القرار.
التكنولوجية تساهم في تحسين الحياة :

ايلاف التقت على جانب اعمال المنتدى بالسيدة منار الحشَّاش المدير العام لquot;دوت ديزاين وقيادية الأمم المتحدة الإليكترونية وهي مشاركة من دولة الكويت أشارت الى ان مشاركتها في المؤتمر جاءت من منطلق اختصاصها وقد هدفت الى تمكين المرأة وخصوصًا فئة الشباب من استخدام التكنولوجيا لتطوير الحياةquot;، مضيفة أن استخدام التكنولوجية يسهل حياة الناس اليومية كما تُحَسِّن معيشَتهم ويمكن استخدامها لتحسين مستوى دخل الإنسان سواء عبر توفير الوقت او الجهد أم عبر تحسين نوعية اداء العاملين حيث انها تمكن الفرد من إنجاز أعماله بشكل أفضل .

وأضافت بأن عالم التكنولوجيا في العالم العربي قضاياه واحدة بالنسبة للجنسين وهناك فجوة رقمية هائلة في المجتمعات العربية.quot; وعن مساهمتها في المنتدى قالت بأنها ستشارك في اعمال الجلسات المغلقة التي يتم في وضع الاستراتيجية المستقبلية للمؤسسة دبي للمرأة .