كتائب القسام تتوعد بالرد
اغتيال صيام... صورة النصر الإسرائيلي المنشودة


كتائب القسام تتوعد بالرد على اغتيال سعيد صيام

اغتيال سعيد صيام أصاب قادة حماس في مقتل

نضال وتد من تل أبيب، وكالات: جاء اغتيال سعيد صيام وزير الداخلية في حكومة إسماعيل هنية المقالة في غزة اليوم، ليوفر للجهاز السياسي الإسرائيلي صورة النصر التي كان ينتظرها ثلاثي الحكم لوقف العمليات، خصوصا مع ما رافق ذلك من تقارير إسرائيلية وعربية سابقة أشارت إلى اغتيال ثلاثة من مرافقي القيادي البارز في حماس محمود الزهار.

وقالت المراسلة السياسية للتلفزيون الإسرائيلي، أيلاه حسون، عن اغتيال صيام قد يكون هو الصورة الأخيرة التي يرغب القادة الإسرائيليون بالتقاطها لإعلان نصرهم، قبل أن يتورط الجيش الإسرائيلي في عمق غزة، لاسيما بعد قصف مركز الأونروا وبرج الصحافيين وهو ما عرض إسرائيل لمزيد من الضغط الدولي.

وأبرزت المواقع الإسرائيلية المختلفة على الشبكة حقيقة كون الوزير الفلسطيني سعيد صيام من أبرز القيادات في حكومة حماس، وأنه هو مؤسس القوة التنفيذية للحكومة الفلسطينية في غزة، واعتبرته أكثر قادة حماس تطرفا.

وفي هذا السياق ذكر موقع هآرتس، الليلة أن اغتيال صيام يضاف على قائمة الإنجازات المهمة التي تم تحقيقها في الحرب ضد حركة حماس، لاسيما على ضوء التقارير الواردة من مصر بشأن تلقي مصر أجوبة إيجابية من عاموس غلعاد، موفد الحكومة الإسرائيلية على القاهرة، بشأن المبادرة المصرية، وهي تقارير تصر الجهات الإسرائيلية على نسبها إلى مصادر مصرية فقط. مع ذلك أشار موقع هآرتس إلى أنه في حال تم الإعلان عن وقف لإطلاق النار خلال اليومين القادمين فسوف تنهي إسرائيل عملياتها في القطاع وهي في موقف متفوق للغاية.

وأكد الموقع أن ما يحدث في غزة اليوم هو محاولة إسرائيلية لتحقيق صورة الانتصار في المعركة على حماس، ويدرك الجيش الإسرائيلي أن إعلان حماس عن موافقته المبدئية على المبادرة المصرية، يمثل عمليا بداية العد التنازلي للحملة.

وأضاف الموقع أنه في ظل عدم وجود قرار بتوسيع العمليات البرية فإن الجيش الإسرائيلي يسعى لضرب أكبر عدد من رموز حماس وسلطتها في القطاع.

في المقابل قال موقع يديعوت أحرونوت في تعليقه على تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية بشأن الموقف الإسرائيلي من المبادرة المصرية، إنه لم يصدر لغاية الآن أي قرار إسرائيلي رسمي، وأن مثل هذا القرار لن يصدر قبل الاجتماع المقرر الليلة بين عاموس غلعاد والثلاثي أولمرت وليفني وبراك، حيث سيقدم غلعاد تقريرا عن محادثاته في القاهرة، وقال الموقع، إنه من المنتظر أن يعقد المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية اجتماع خاصا الجمعة للبت في الموقف الإسرائيلي. واعتبر الموقع أن الهدف من استمرار القتال هو تحقيق المزيد من الأهداف.

أما موقع واللا فاكتفى بالإشارة على أن الوزير صيام كان في الخمسين من عمره، ويسكن حي الشيخ رضوان، عمل وزيرا للداخلية في حكومة حماس. وهو من أكثر قادة حماس تطرفا، والمسئول عن قوى الشرطة، وسبق له أن نجا من محاولات اغتيال عديدة قامت بها إسرائيل في السابق.

لكن اللافت في التغطية الإسرائيلية، هو إشارة المواقع الإسرائيلية وقنوات التلفزة الإسرائيلية إلى اعتزام سفر وزيرة الخارجية الإسرائيلية، الجمعة إلى واشنطن حيث ينتظر أن توقع على مذكرة تفاهم أمنية استخباراتية مع الولايات المتحدة، تكون ملزمة للإدارة الأمريكية القادمة وتتضمن أساسا مطلب إسرائيل بضمانات أمريكية لمسالة مكافحة ومحاربة تهريب السلاح إلى غزة، ولا سيما من غيران، مع التعهد بملاحقة ومتابعة السفن في عرض البحر، وخصوصا الإيرانية والسودانية، في حال الاشتباه بأنها محملة بالأسلحة.

وكانت مصادر رسمية أمنية نقلت للصحف الإسرائيلية الخميس أن التعليمات التي زود بها غلعاد، قضت بأن يطرح على الجانب المصري أسئلة وقضايا تتعلق فقط بمسالة تهريب السلاح إلى غزة .

إلى ذلك فإن تصريحات لوزير العمل والرفاه الاجتماعي، يتسحاق هرتسوغ، أشارت على أنه على الرغم من احتمال الإعلان عن القبول بوقف إطلاق النار خلال أيام قريبة إلى أن مباشرة تنفيذ وقف إطلاق النار قد يستغرق وقتا، مما يوحي ربما بأن إسرائيل وإن كانت تحاول المماطلة إلا أنها تدرك أن عليها وقف العمليات قبل دخول أوباما للبيت البيض الأسبوع القادم لتفادي إحراجه وإفساد مراسم التتويج.

الرد سيكون بالافعال

قال مسؤولون في حركة المقاومة الاسلامية quot;حماسquot; ان وزير الداخلية في حكومة الحركة سعيد صيام قتل في غارة جوية اٍسرائيلية على قطاع غزة يوم الخميس. كما قتل ابنه وأخوه وثلاثة أشخاص اخرين في الهجوم الذي دمر منزلا مستأجرا في مخيم جباليا للاجئين وأحدث حفرة كبيرة في الارض. وقال مسعفون ان أربعة أشخاص اخرين قتلوا في منزل مجاور.

وأظهر التلفزيون المحلي في غزة جثمان صيام ينقل الى المستشفى وكان لا يزال من الممكن التعرف على وجهه وكانت عيناه مفتوحتين. وكان صيام مسؤولا عن قوة الشرطة التابعة لحماس والمؤلفة من 13 الف فرد كثير منهم يشاركون في قتال اسرائيل. وقد أسس ما يسمى بالقوة التنفيذية وهي فرع أمني لحماس أقيم أصلا لمنافسة الحرس الرئاسي للرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وتعهد محمد نزال المسؤول في حماس بالثأر لمقتل صيام قائلا لتلفزيون الجزيرة quot;هذه الدماء ستكون لعنة على أعدائنا.quot; وعين صيام وزيرا للداخلية بعد فوز حماس في الانتخابات الفلسطينية في يناير كانون الثاني 2006. وبعد 18 شهرا طرد مقاتلو الحركة الاسلامية خصومهم من حركة فتح خارج قطاع غزة. ويمثل مقتله خسارة كبيرة لحماس فقد كان يعتبر زعيما نابها وخطيبا مفوها.

واكد مصدر طبي فلسطيني اولا مقتل شخصين في غارة على منزل شمال مدينة غزة، مشيرا الى ان احد القتيلين هو اياد صيام، في حين لم يتم التعرف بعد على هوية الجثة الثانية. وفي وقت لاحق، اعلنت فضائية quot;القدسquot; التابعة لحماس quot;استشهادquot; وزير الداخلية في حكومتها سعيد صيام وابنه محمد صيام وشقيقه اياد صيام في غارة اسرائيلية على غزة.

واعلنت الفضائية التي تبث من بيروت quot;استشهاد القيادي سعيد صيام وابنه محمد وشقيقه اياد في غارة جوية على منزل شقيقه في حي اليرموك في (شمال) غزةquot;. واكد موقع الكتروني تابع لحركة حماس هذا النبأ.

وتوعدت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس بالرد على اغتيال صيام مؤكدة ان quot;دماءه لن تذهب هدراquot;. وقالت كتائب القسام في بيان انها quot;تزف الشهيد القائد سعيد صيام الذي استشهد في عملية اغتيالquot;. واضافت ان quot;دماءه لن تذهب هدرا والرد سيكون باذن الله لا بالكلمات بل بالافعالquot;.