ألكسندر وفيكتوريا... أحدث قصة تشغل بال الشارع المصري محليًا
مصر تعلن قرار الاتهام ضد 11 شخصًا في قضية للإتجار بالأطفال

إيلاف ديجيتال - نبيل شرف الدين: قالت مصادر قضائية مصرية إن سلطات الإدعاء العام اتهمت 11 شخصًا بينهم أميركيتان بالتورط في وقائع لشراء أربعة أطفال مصريين ولدوا حديثًا بهدف التبني الذي يحظره القانون المصري، وقالت المصادر إن الأميركيتين ـ من أصول مصرية ـ اتهمتا بالمشاركة في شراء أطفال مقابل مبالغ تصل إلى 20 الف جنيه مصري (3600 دولار ) للأنثى، ويزيد المبلغ إلى 25 ألف جنيه للذكر. وقالت المصادر إن تسعة من بين 11 شخصًا اتهموا في القضية محتجزون في مصر، ومن بينهم السيدتان الأميركيتان، وأشارت إلى أن الأطفال بيعوا من خلال وسطاء من بين الأطباء العاملين بإحدى المستشفيات الخاصة، وعدة مكاتب حكومية، كما أشارت إلى أن وزارة الصحة المصرية أغلقت المستشفى، وفتحت تحقيقات موسعة في هذه القضية وملابساتها، بالتوازي مع التحقيقات التي تجريها النيابة العامة في مصر. وتحظر القوانين المصرية تبني الأطفال من قبل الأجانب بشكل مطلق، ونادرًا ما يحصل مصريون على وصاية قانونية دائمة على أطفال لم يولدوا لعائلاتهم، وذلك بسبب قيود إجتماعية ودينية وقانونية بالغة الصرامة في هذا المضمار.

تفاصيل القضية

أما في تفاصيل القضية فقد أعلن المستشار عبد المجيد محمود النائب العام المصري تفاصيل قرار الإحالة في القضية الذي اشتمل على كل من المتهمين: مريم راغب مشرقي رزق الله (محبوسة) - جورج سعد لويس غالي (محبوس) - جميل خليل بخيت جاد الله (محبوس) - إيريس نبيل عبد المسيح بطرس (محبوسة) - لويس كونستنتين أندراوس (محبوس) - رأفت عطالله (هارب) - سوزان جين هاجلوف (محبوسة) - مدحت متياس بسادة يوسف (محبوس) - جوزفين القس متى جرجس (هاربة) - عاطف رشدي امين حنا (هارب) -أشرف حسن مصطفى (محبوس).

ونسبت النيابة العامة إلى المتهمين الثلاثة الأول quot;أنهم باعوا وسهلوا بيع الطفلين المسميين الكسندر (البالغ من العمر شهرين تقريبا) وفيكتوريا (البالغة من العمر شهرين تقريبا) للمتهمين إيريس نبيل وزوجها لويس كونستنين مقابل مبلغ نقدي بغرض التبني المحظور قانونا، وذلك باتفاق إيريس وزوجها لويس حال وجودهما بالولايات المتحدة مع المتهمة الأولى مريم راغب بواسطة المتهم الثالث جميل خليل على شراء طفلين ذكر وأنثى حديثي الولادة، مقابل مبلغ نقدي قدره 26 ألف جنيه مصري.

وأوضحت النيابة أن المتهمة الأولى مريم راغب اتفقت مع المتهم الثاني جورج سعد ـ وهو طبيب أمراض نساء وتوليد ـ على تدبير الطفلين، وعلى إثر ذلك قام بتوليد سيدتين مجهولتين في مستشفى quot;الاندلس الخاصةquot; الكائنة 14 شارع الوحدة العربية بشارع جسر السويس بالقاهرة، وحرر شهادتين تفيدان قيامه - خلافًا للحقيقة - بتوليد المتهمة الرابعة إيريس نبيل لهذين الطفلين المسميين (الكسندر وفيكتوريا) وأنهما توأم، وسلم الطفلين وشهادتي التوليد للمتهمة الأولى مريم راغب، التي احتفظت بهم في جمعية (بيت طوبيا للخدمات الاجتماعية) الخاضعة لإشرافها.
وأضافت النيابة أن مريم راغب أبلغت المتهمة الرابعة إيريس والخامس لويس فحضرا إليها برفقة المتهم الثالث جميل خليل، بعد سدادهما سلفا المبلغ النقدي المتفق عليه ثمنا لشراء الطفلين، فاستلماهما والشهادتين المذكورتين، مما مكن المتهمين إيريس ولويس من استخراج شهادات ميلاد وجوازات سفر مزورة للطفلين وقدماها للسفارة الأميركية بالقاهرة، لاتخاذ إجراءات سفرهما للولايات المتحدة لاصطحاب الطفلين، وذلك حال كونهم جماعة إجرامية منظمة عبر الحدود الوطنية.

البداية من السفارة

وقالت مصادر أمنية إن من بين هؤلاء المتهمين أربعة اطباء وممرضتين ومرشدًا سياحيًا، واضافت أن السفارة الأميركية أخطرت السلطات بهذه الحالة بعد ان اشتبهت في احدى النساء خلال زيارة للسفارة، وقال مسؤول بالسفارة الأميركية quot;نحن على علم بتلك التحقيقات وتقودها السلطات المصرية، ونتعاون بشكل كاملquot; لكنه امتنع عن تقديم أي معلومات أخرى في هذا الصدد.
وفي قرار الإحالة فقد نسبت النيابة للمتهمة الرابعة إيريس نبيل، والمتهم الخامس لويس كونستنتين أنهما اشتريا الطفلين المذكورين (الكسندر وفيكتوريا) مقابل مبلغ بغرض التبني بأن اتفقا مع المتهمة الاولى مريم راغب بواسطة المتهم الثالث جميل خليل على شراء الطفلين.

ونسبت النيابة للمتهمين الثاني والرابعة والخامس أيضا، أنهم اشتركوا مع موظفين عموميين (موظفي مكتب صحة زهراء عين شمس) بطريق المساعدة في تزوير محررات رسمية وهي : شهادة ميلاد صادرة باسم الطفلة فيكتوريا لويس كونستنتين، ونماذج التبليغ عن الولادة، وشهادة ميلاد أخرى باسم الطفل الكسندر لويس كونستنتين.

كما اشترك المتهمون في تزوير سجل قيد المواليد الخاص بمكتب صحة الزهراء بحي عين شمس حال تحريرها المختص بوظيفته بجعل واقعة مزورة في صورة واقعة صحيحة بأن قدموا إليهم إخطاري الولادة المزورين من المتهم الثاني جورج سعد، فأثبت الموظفون حسنوا النية تلك البيانات بالسجلات، فتمكن المتهمون من استخراج شهادات ميلاد ثابت بها خلافا للحقيقة البيانات الخاصة ببنوة الطفلين، مع علمهم بتزوير هذه المستندات الرسمية.

ونسبت النيابة أيضا للمتهمين جورج سعد وإيريس نبيل ولويس كونستنتين أنهم اشتركوا مع موظفين عموميين ، وصفهم قرار الإحالة بأنهما كانا حسني النية (موظفي مصلحة وثائق السفر والهجرة والجنسية) بطريق المساعدة في تزوير تذكرتي مرور، هما جوازا السفر باسم الطفلين الكسندر وفيكتوريا، ومستندات استخراجهما من quot;مكتب جوازات الأميريةquot;، بأن قدما - إيريس ولويس - شهادتي الميلاد المزورتين لاستصدار جوازي السفر المشار إليهما مع علمهم بذلك، فوقعت الجريمة بناء على تلك المساعدة على النحو المبين بالتحقيقات.

كما نسبت النيابة العامة للمتهم الثاني جورج سعد أنه ارتكب تزويرا في محرر عرفي بجعل واقعة مزورة في صورة واقعة صحيحة، بأن حرر إخطاري الولادة لكل من الطفلين فيكتوريا والكسندر، وأثبت فيهما قيامه بتوليدهما من المتهمة الرابعة إيريس نبيل وذلك بهدف تسهيل حصول الأخيرة على شهاداتي الميلاد السالف ذكرهما.