رانية الاخضر من استوكهولم: كشف كتاب حديث الإصدار عن معلومات سرية حول تعرض وزيرة الخارجية السويدية الراحلة أنا ليند لتهديدات أميركية في حال عدم تسليم المصريين المتهمين بالإرهاب أحمد عجيزة ومحمد الزيري إلى مصر في العام 2001 .

وكانت الوزيرة ليند، التي قُتلت على يد شاب سويدي من أصل يوغوسلافي في العام 2003 ،تعد هي المسؤولة بشكل مباشر عن تسليم عجيزة والزيري الى الولايات المتحدة الاميركية في إطار الحرب على الارهاب. إلا ان الكتاب الذي أصدرته السكرتيرة الاعلامية السابقة للوزيرة ليند إيفا فرنشيل يكشف عن ضغوطات أميركية تعرضت لها السويد لاتخاذ قرار تسليم المصريين الى سلطات بلادهما.

تقول فرنشيل :quot; ان ليند تلقت رسالة تهديد بتنفيذ مقاطعة تجارية ضد الاتحاد الأوروبي في حال لم تتم الاستجابة للرغبات الاميركيةquot;. وكانت اميركا قد طالبت بمساهمة وكالة الاستخبارات الاميركية quot;سي أي إيquot; في ترحيل المصريين.

وتشير فرنشيل الى أنها لم تكن تعلم مدى جدية تلك التهديدات إلا أنها تلقت من أكثر من مصدر معلومات تؤكد تعرض السويد الى ضغوطات كبيرة.
كما نفت السيناريو القائل بأن ليند رحلت مصريين متهمين بالارهاب، منتهكة بذلك قانون حقوق الانسان، الى دولة تستخدم التعذيب ومن ثم الاعتماد على الـ quot;سي أي إيquot; لاخراجهما ثم الانتظا بضعة أشهر وإعلام quot;رئيسهاquot; (رئيس الحكومة السابق يوران بارشن).

وتشير الكاتبة الى أن ليند ناقشت مطولاً قرار الترحيل مع بارشن بعيد اتخاذ الحكومة قرارها في هذا الشأن. وبعد وقت قصير من اتخاذ القرار تم تسليم عجيزة والزيري الى عملاء من الولايات المتحدة ونقلا بطائرة الى القاهرة.

خطوة السويد هذه أثارت ردود فعل من قبل المنظمات الانسانية العالمية. وكانعجيزة والزيري قد أكدا في وقت لاحق تعرضهما الى التعذيب على يد السلطات المصرية، كما تلقيا تعويضات مالية من قبل الحكومة السويدية.

واعتبر منتصر الزيات المحامي عن عجيزة في أيلول (سبتمبر) الماضي أن الحكم القضائي الذي صدر في السويد بدفع ثلاثة ملايين كورون (300 الف يورو) تعويضات لعجيزة، لا يجبر الجريمة التي ارتكبتها دولة السويد في حق أحمد عجيزة حين سلمته للسلطات المصرية.

وقال الزيات quot;إن الأضرار التي نجمت عن قرار التسليم.. أضرار فادحة ماديا ومعنويا.. فقد تعرض للضرب والتعذيب الشديد في مصر مما أدى لإصابته بإصابات بالغة في عموده الفقري، بما يعجزه عن الوقوف، أو ممارسة حياته بشكل طبيعيquot;.

أما رئيس الحكومة السابق من جهته قال: quot; ان الحكومة السويدية كانت حينها مسؤولة عن قرار الترحيل لم يكن سهلاً...الحالة كانت صعبة وتطلبت الكثير من التحضير، وليند كانت مسؤولة عن تلك التحضيراتquot;.