من يحارب حروب الوكالة يكتفي بالصوت الرفيع! ( 1/2 )
سامي النصف: قالوها سابقًا... إيران تحارب أميركا على تخوم دمشق!

الكاتب الكويتي في صحيفة الأنباء سامي النصف

فهد سعود وزيد بنيامين من الكويت: إعتبر الكاتب الكويتي سامي النصف أن إسرائيل على الرغم من كل الضرر الذي ألحقته بالعرب طوال العقود الماضية، إلا أنها لا تعد العدو الأول والخطر الأكبر للعرب، فإسرائيل ndash; والحديث للنصف - تحتل الأراضي وترجعها، تأكل ولا تستطيع الابتلاع، وهي عدو ظاهر، كما أنها لم تذب الهوية العربية لعرب فلسطين فلا تفرض أسماء معينة أو تمنع الحديث بالعربية ، بينما إيران، التي احتلت عربستان الأكبر من فلسطين والأكثر خيرات منها، فهي تمنع الحديث بالعربية وتمنع الأسماء العربية في عربستان، كما أنها استولت على نصف شط العرب، والجزر الإماراتية الثلاثة، فهي تأكل وتهضم ولا ترجع ما تأكله.

وعن ترحيبه بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في الكويت، على الرغم من معارضة الكثير من النواب الكويتيون لذلك، قال النصف quot; الحقيقة الترحيب بالرئيس محمود عباس، هو ترحيب برمز أكثر من ترحيب بفرد، وان كنت اجلّ الرئيس محمود عباس، ما نلاحظه في السنوات الأخيرة وجود هجمة شرسة على الخطاب العاقل العربي، الهجمة في جزء منها على عباس وعلى الرئيس المصري ودول الخليج.

وأضاف الكاتب السياسي قائلاً إن الملامة تقع على من قام بتوريط الأمة، وتوريط الفلسطينيين والأمة الإسلامية بقرار الحرب التي تعرضت لها غزة مؤخرًا، معتبرا أن هذه الحرب وغيرها مثل احتلال بعض اللبنانيين عاصمة بلادهم تقع تحت حروب الوكالة التي تدعمها إيران.

وسامي النصف كان مستشارًا إعلاميًا لدى الشيخ صباح الأحمد الصباح وهو مستشار رئيس الوزراء الكويتي السابق والناطق باسم الحكومه الكويتيه السابق، وهو من الكتّاب الذين تثير أراؤهم الكثير من ردود الفعل في الوطن العربي وليس الكويت فقط، قد أجرت إيلاف معه هذا الحوار على هامش القمة الاقتصادية والتنموية والاجتماعية التي اختتمت في الكويت أيام.

وهاكم الجزء الأول من الحوار:

ما هو تأثير القمة الاقتصادية القادم وهل تتوقع أن تحقق نتائج ايجابية على العام 2009 ؟

سامي النصف: أتصور أن تكون هناك نتائج ايجابية على المدى القريب، وآنا متفائل بشدة، وشق التشائم مبني على زعم غير قائم، وهو نتائج القمم السياسية، من الصعب أن تقيس إخفاقات القمم السياسية، وترمي بها على القمم الاقتصادية، القمة الاقتصادية مكاسبها كبيرة واعتقد أن نتائجها ستكون كبيرة ايضًا، لسبب بسيط أن جميع الإطراف ستشعر أنها مستفيدة، حتى لو تباينت سياسيًا.

من الواضح أن محيطنا العربي هو السوء، في التنمية والبطالة، وبالتالي نتائج هذه القمة ستدعو الدول المتباينة سياسيًا لكي تفتح أسواقها، حتى تشغل أبناءها وتعزز وتدعم اقتصادها. القمم السياسية كانت تأتي بتوصيات يشعر الكثيرون منها أنهم لا يستفيدون بشكل مباشر، بل في الكثير من الأحيان، تفرض أموالاً تذهب دون عائد، أو مستحقات أو متطلبات لا تشعر الدول التي فرضت عليها إنها ستستفيد منها.

الاهتمام بالهم الاقتصادي كان حلمًا

* وصفت في مقال سابق القمة الاقتصادية بأنها وصفة او روشيتة جديدة للأمراض العربية المزمنة والخطيرة، التي أثبتت التجربة المعيشية إن الروشيتات السياسية ثمرها زاد وضع الأمة العربية سوءًا، فما هي هذه الإمراض؟

سامي النصف: يعني من الواضح أن الأمة العربية لديها جملة من الأمراض في ما يخص جانبها السياسي أو جوانبها الأخرى، تظهرها هزائم عسكرية، تظهرها مؤشرات. في آخر 60 عامًا، وبعد قمة انشاص كانت جميع القمم سياسية، أكثر الصحف توزيعًا في وطننا العربي هي الصحف السياسية، لو سألت المواطن العادي في مصر سيخبرك عن الأهرام والأخبار والنهار، لو ذهبت إلى العالم المتقدم تجد أن صحيفة الوول ستريت جورنال المشغولة بالهم الاقتصادي توزع مليونين نسخة وواشنطن بوسطن 900 ألف نسخة، الفاينشال تايمز في انكلترا توزع 450 ألف نسخة وهي الوحيدة التي زاد توزيعها في الأشهر الثلاثة الأخيرة، بينما الغارديان توزع 180 ألف نسخة.

الهم العربي ولج بروشتة سياسية، القمم تتبناها والشعوب تلحقها، ووسائل الإعلام تتفرغ لها، هذه الروشتة جربناها بدل المرة عشر مرات، من الواجب أن نتحول إلى الهم الاقتصادي كحال الدول المتقدمة، أن نهتم بكيفية رفع مستوى المعيشة للمواطن العربي، أن نعي التحديات الحقيقية القادمة هي تحديات اقتصادية، الوطن العربي يزداد سكاناً بنسب غير مسبوقة في العالم على الموارد نفسها، الآن إذا لم نطور قدراتنا الذاتية لاستغلال امثل لمواردنا، للنفط، للزراعة، للنيل والمياه وغيره، اعتقد أننا في طريق إلى نكبة اكبر من كل النكبات التي شهدناها.

اذكر أنني في عام 2002 كتبت في الأنباء والأهرام والشرق الأوسط، ادعوا إلى مثل هذا القمة، وهذا حلم بالنسبة إلي، وسألت لماذا تحتكر الأمانة العامة من الساسة، ولماذا لم يكن لدينا أمين عام كالدكتور زويل، وهو من خلفية علمية لكي يشجع عملية العلم وغيره، أو أمين عام مثل عبد اللطيف الحمد الذي هو شخصية اقتصادية بارزة.

ما زلت أتصور أننا لو بدأنا قممنا قبل 60 عامًا بقمة اقتصادية في انشاص، أو بجزء من القمة يخصص للشأن الاقتصادي، علينا أن نتعلم التعامل مع المواضيع بشكل متوازي، مثلما يحدث الآن، لدينا اليوم قمة غزة ولدينا قمة اقتصادية بشكل مواز، قمنا بهذا الأمر وأعطينا جزء من النقاش للهم السياسي وكانت هناك هموم سياسية مثل القضية الفلسطينية وتداعياتها قبل قيام دولة إسرائيل، وخصصنا جزء آخر يتفرغ لكيفية إعلاء شأن المواطن، وتوحيد الأنظمة والقوانين لإختلف الأمر تمامًا. أوروبا بدأت عام 1951 عبر مؤتمر الحديد والفحم وانتهت الأمور إلى توحيد أوروبا ومنع الحروب بين ألمانيا وفرنسا وتطورت أوروبا إلى ما نشاهده، اعتقد أن نأتي متأخرين ستون عامًا أفضل من ألا نأتي، ونحن العرب مشهورون بالفرص الضائعة.

لم نعد نهتم بالإجماع، الآن لدينا عقلية جديدة، من يريد الالتزام فليلتزم، ومن لا يريد فهو سيدفع الثمن، وهو له الحق، ولن تفرض عليه الجامعة العربية بقوة السلاح أن يغير تشريعاته الشخصية، أو أن يفتح بلده لسكك الحديد وغيرها.

ما رأيك في الجدل الذي دار حول تعدد القمم العربية حول أحداث غزة؟

سامي النصف: جرت العادة لدى الإسرائيليين انه لدى الحرب يتحدوا، وبعد الحرب تكون المحاسبة، ولكننا كعرب انقسمنا مع بدأ الحرب، وضمن الانقسام شهدنا أكثر من قمة، ولم نكن نعرف أسباب عقد أكثر من قمة، وما طرح في قمة الدوحة كان من الممكن أن يطرح في الكويت، حتى الوقت الذي خصص في قمة الدوحة، كان يمكن أن يخصص في الكويت، ولم تخرج النتائج عن الشجب والتنديد، والفارق الجغرافي لم يكن ليخرج عن فارق التوصيات، فالقمم أتت ضمن مظلة التباين السياسي والتي تدعم فكرة القمم الاقتصادية الأكثر جدوى والأكثر نفع من القمم الاقتصادية.

قرأت لك مقالاً تنتقد الهجوم على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وتعلن عن ترحيبك فيه بالكويت لحضور قمة الكويت الأخيرة، في وقت طالب 21 نائبًا كويتيًا بعدم السماح له بالحضور؟ ولعلك تكاد تكون الصحافي الكويتي الوحيد الذي انبرى ورحب به؟ ما الذي دعاك لهذا الأمر؟

سامي النصف: الحقيقة الترحيب بالرئيس محمود عباس، هو ترحيب برمز أكثر من ترحيب بفرد، وان كنت اجل الرئيس محمود عباس، ما نلاحظه في السنوات الأخيرة وجود هجمة شرسة على الخطاب العاقل العربي، الهجمة في جزء منها على عباس وعلى الرئيس المصري ودول الخليج.

اليوم حتى تهاجم الرئيس عباس يجب أن يكون صاحب القرار في غزة، لأن غزة هي التي تتعرض للدمار، والجزء الذي يسيطر عليه الرئيس العاقل محمود عباس، هو رام الله والضفة الغربية التي لا تعاني من القتل والتدمير، وهنا المعادلة معاكسة، علينا أن نحاسب المسؤوليتين للقطاع الذي يتعرض للدمار والقتل، وكان يجب أن يكون أول سؤال نطرحه، هل كنتم تعلمون بردة الفعل الإسرائيلية أو لا؟ فإذا قالوا لا نعلم فهذه مصيبة، لأنه اتضح في غزة فيما بعد خطف الجندي الإسرائيلي وحرب لبنان ان إسرائيل لا تتهاون في الرد العنيف، واحد الأمور التي تعشقها إسرائيل هو تدمير البني الأساسية لدى الخصم، حتى ينشغل خلال الأعوام التالية بإعادة البناء وهذه معادلة صفرية، وصرف المليارات على إعادة هيكلة مبانٍ كانت موجودة.

وإذا كان الجواب نعم فإن ذلك كارثة فما الذي حضرتم له، في البدء والمنتهى، فالملامة على من قام بتوريط الأمة، وتوريط الفلسطينيين والأمة الإسلامية بهذا القرار، وان نأخذ اللوم من هذا الطرف أو هذا الفصيل إلى الرئيس محمود عباس، اعتقد قضية لا حكمة فيها، والحال كذلك لوم المعسكر العاقل أو المعتدل من الأزمة، من أوقف النار هو الجهد المصري وليس إيران وغير إيران، الآن ضمن هذه المعادلة كان ترحيبي بالرئيس محمود عباس.

بعض اللبنانيين يغزون عاصمة بلادهم ويحتلونها!

على من تضع اللوم فيما حدث في غزة؟

سامي النصف: نحن أمام معاهدة سايكس بيكو جديدة، الفارق أن المعاهدة فرضت من الخارج، أما الآن فالوطن العربي أصبح رجل المنطقة المريض، وتبدل القوى الخارجية لتكون داخلية، لكي تتوزع الأدوار من خلال إطلاق الحروب، فيحدث شرخ وحالة وصاية وسيطرة على الوطن العربي.

العراق كان يملك زمام نفسه في عهد رئاسة دكتاتورية سيئة مثل صدام حسين لكنه كان عراقًا واحدًا، أما الآن فالقرار ليس واحدًا فما يرضى عليه الشمال لا يرضى عليه جنوب، وقد يختلف معه الوسط، أصبح العراق في طريق التفتيت والانقسام، وفي لبنان ايضًا الموضوع نفسه، هناك بعض اللبنانيين يغزون عاصمة بلادهم ويحتلونها وهي ضمن حروب الوكالة لتفتيت الوطن العربي والحصول على المزيد من الأراضي، واقصد هنا إيران، التي احتلت عربستان الأكبر من فلسطين والأكثر خيرات منها، واستولت على نصف شط العرب، والجزر الإماراتية الثلاثة، والفارق بينها وبين إسرائيل أن الأخيرة تحتل الأراضي وترجعها، تأكل ولا تستيطع ابتلاعها وهي عدو ظاهر، إيران تأكل وتهضم ولا ترجع ما تأكله، حتى إسرائيل لم تذيب الهوية العربية لعرب فلسطين، فلا تفرض أسماء معينة أو تمنح الحديث بالعربية، بينما إيران تتعامل مع عربستان فهي تمنع الحديث بالعربية وتمنع الأسماء العربية.

كلام الرئيس الإيراني في قمة الدوحة لم يذكر فلسطين بل غزة فقط، وهي أجندة إقليمية وصلت إلى فلسطين، وهي معادلة انشطار أخرى، غزة والضفة بدل دولة فلسطينية واحدة. لم تهدأ المنطقة منذ أن بدأ التدخل الإيراني في شؤونها، ولن ينتهي هذا الدور قريباً، طالما نحن العرب في غفلة من هذا الأمر، ونوجه الاتهامات إلى المخلصين من أبناء الأمة العربية اللذين يحاولون حقن الدماء، ونغض النظر عن بعض من يحرضنا ونحن من يدفع أثمان هذه الحروب.

بعد عام 2003، كتب محمد صادق الحسيني في الشرق الأوسط وهو كاتب معروف وكان مستشاراً للرئيس الإيراني يقول أن خطأ صدام انه حارب الولايات المتحدة على تخوم بغداد، بينما على إيران محاربة الولايات المتحدة على تخوم دمشق، مرة أخرى فالدم دمنا والمباني مبانينا، والأموال أموالنا، ومن يحارب حروب الوكالة يكتفي بالصوت الرفيع.

أغبى جريمة قتل !

بعيداً عن النص السياسي والاجتماعي الساخن، لماذا اعتبرت جريمة قتل سوزان تميم على إنها اغبى جريمة قتل في القرن الحادي والعشرين؟

سامي النصف: جدًا... جدًا... جدًا... لم نعد نتقن ما نعمله، حتى جريمة مثل هذه لم أجد اغبى منها، لم نستطع أن نتقنها.
لا تتوقع من إنسان وصل إلى هذه المكانة يعمل لديه 100 ألف مما يجعله quot;دولةquot;، - لان المئة ألف لديهم كل واحد خمسة أو ستة أفراد يعيشون منه-، يقوم بتخطيط ساذج وسطحي بهذه الدرجة، وقد وصلت إلى قناعة، أن علينا أن نقيد القرار لدى المسؤولين ايضًا، لأن من الحرام تدمير 100 ألف شخص بسبب رجل اجتهد وذهب إلى امرأة شديدة المشاكل.

في الدول المتقدمة، يتم تقييد قرارات مثل هذا الشخص وحتى قراراته الاجتماعية، لان الضرر لا ينتهي عنده، بل عند المائة ألف والمشاريع التي أقيمت عبر شركته، أرجو أن نتحول من الفردية السياسية والاجتماعية، إلى الفكر الجماعي، حتى لا نبدأ بحروب خسرناها وانتهينا بقضية سوزان تميم.

في الجزء الثاني من الحوار مع سامي النصف:
* الكل يكتب ساخراً ورافضاً.. زارعاً ثقافة السخط لدى المواطن الكويتي
* كُتــّاب الكويت حولوها الى تورا بورا!!