انتهت المباراة ليلة الاربعاء بتأهل المنتخب الجزائري الى المونديال، وقد فرح الجزائريون الذين حضروا الى السودان لمتابعة المباراة مباشرة، لكن فرحتهم انتهت بسرعة لدى توجههم الى مطار الخرطوم الدولي ليكتشفوا ان هناك تأخرا في رحلات الجزائرية للطيران ترك نحو عشرة آلاف شخص عالقين. ووسط غضب العالقين من المعاملة السيئة التي يعانون منها، وساعات الانتظار الطويلة، قرر وزير التضامن الجزائري ووزير الرياضة تمديد إقامتهما في الأراضي السودانية إلى حين إيجاد حل للمأزق.

quot;حرب
حرب كرة القدم: مصر x الجزائر

الخرطوم: يعاني آلاف الجزائريين لليوم الثاني على التوالي من وضع كارثي في مطار الخرطوم الدولي، حيث تسبب تأخر رحلات quot;الجزائرية للطيرانquot; في ترك نحو عشرة آلاف شخص عالقين وسط تدهور لافت لكثير منهم، وما زاد المشهد سوءا نفاذ النقود والمحاذير الصحية التي تلقي بظلالها على هؤلاء المشجعين الجزائريين الذين وفدوا إلى الأراضي السودانية لمناصرة منتخبهم الوطني في آخر شوط من رحلة صعوده إلى كأس العالم ليلة الأربعاء.

ووسط غياب غير مفهوم لإداريي شركة quot;الجزائرية للطيرانquot; المملوكة للحكومة، لاحظت quot;إيلافquot; في جولة في مطار الخرطوم الدولي والساحات المحيطة به، تواجد آلاف الجزائريين وهم يفترشون الأرض تحت الشمس الحارقة في انتظار لحظة فرج طال انتظارها.

وتسببت المعاملة السيئة التي حظي بها هؤلاء quot;المُحتجزونquot; من طرف الأمن السوداني، في نشوب مواجهات أخذت منحى خطرا بعد تدخل قوات مكافحة الشغب السودانية وقيامها بضرب المشجعين الجزائريين بالهراوات، ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوفهم.

واشتكى فتحي ونذير وجمال من الحرج الذين باتوا يعانون منه، حيث أجبروا منذ منتصف ليلة الأربعاء على الوقوف في طوابير طويلة على مستوى المدخل الخاص بالحجاج السودانيين، بعد استبعادهم من بهو مطار الخرطوم الدولي، حيث تبيّن لهم بعد ساعات من الانتظار المملّ أنّ الرحلات باتجاه الجزائر محتبسة إلى أجل غير معلوم.

المثير في الموضوع، أنّ بعض المحظوظين ممن أسعفهم الحظ في الوصول إلى الساحة الخارجية للمطار، صُدموا بعدم توفر أي فرص للرحيل، ولما أرادوا الخروج منعتهم الشرطة السودانية، وعبثا حاولوا إقناع أمن المطار بضرورة إطلاق سراحهم من أجل الأكل والدواء، إلاّ أنّ السلطات المحلية بقيت مصرّة على موقفها، وسعت quot;إيلافquot; لاستيضاح الموقف مع رجال أمن سودانيين، إلاّ أنّهم أحجموا عن المحادثة،وأكثر من ذلك طلبوا من الإعلاميين الجزائريين الانصراف وعدم إزعاجهم بالأسئلة.

بدوره، يقول محمد الصالح الذي قدم من محافظة باتنة الجزائرية وهو يذرف الدموع:quot; لقد أهاننا رجال الأمن السودانيون بالضرب، أحس بالإذلالquot;، وعلّق شريف صاحب الـ19 ربيعا:quot;إنها المأساة، أين هي الحكومة الجزائرية؟quot;، واضاف حملنا هذا الانشغال إلى نائب القنصل الجزائري في السودان، هذا الأخير أكّد لنا أنّ الجميع سيسافرون، لكن السفارة لا تعلم شيئا عن مواعيد قدوم الطائرات، وطالب المسؤول ذاته مواطنيه بالتحلي بالصبر، مشيرا إلى أنّ السفارة الجزائرية تتكفل بجميع الجزائريين، وقد سمحت لهؤلاء بالمبيت داخلها، وتمكينهم من الماء والأكل.

ويلقي الكل هناك باللائمة على مجموعة quot;الجزائرية للطيرانquot;، ويرون أنّ استمرار الوضع الراهن سيؤدي إلى تفجير كارثة إنسانية حقيقية، في وقت فضل وزير التضامن الجزائري جمال ولد عباس وزميله وزير الرياضة الهاشمي جيار، تمديد إقامتهما في الأراضي السودانية إلى حين إيجاد حل للمأزق الحاصل.

إلى ذلك، علمت quot;إيلافquot; من مصادر سودانية أنّ بعض المشجعين الجزائريين أقدموا على سلوكيات quot;طائشةquot;، بينها تكسير عدد من المعدات داخل المطار، والاستيلاء على نحو 50 ألف جنيه سوداني من خزانة إحدى الكافيتريات، وهي تصرفات مشينة قال قطاع من المشجعين الجزائريين العقلاء إنهم دفعوا ثمنها رغم أنّ لا مسؤولية فيهم فيما ندّ عن الآخرين.

وقدّر الإعلاميان الجزائريان هيثم رباني ومروان بن عبد الله، أنّ هذه المعضلة الصعبة ستنتهي بوضع شركة quot;الجزائرية للطيرانquot; لبرنامج ترحيل واضح لمواطنيها، فيما شدّد رباني وبن عبد الله على حتمية تدخل السفارة الجزائرية في الخرطوم لحسم الموقف وإنهاء معاناة آلاف المشجعين الجزائريين، من خلال التنسيق مع الخارجية الجزائرية.