فوجئت صحافية لبنانية تعمل في إحدى الجرائد في الخليج باتصال وردها من بيروت، قال المتصل إنه من مكتب المدير العام السابق للأمن العام في لبنان اللواء الركن جميل السيد الذي ما لبث أن كلمها بلهجة صارمة quot;كما كان يفعل عندما كان في منصبه في عز سطوة الهيمنة السورية على لبنانquot; على ما قالت لـ quot;إيلافquot;، مضيفة أنه هددها بجرها إلى المحاكم في لبنان إذا تناولت اسمه من قريب أو بعيد في قضية اغتيال الرئيس الحريري . مع أنها كما تقول ، لم تفعل سوى كتابة سرد أرشيفي لما جرى في تلك الحقبة وما تلاها ولا تزال تجهل ما الذي أثار غضب اللواء السيّد.

بيروت: يؤكد متابعون من أركان قوى 14 آذار( مارس) لـ quot;إيلافquot; أن ثمة توزيعاً للأدوار تتولاه غرفة عمل كُلف بموجبه اللواء السيّد ترهيب كل من يحمل قلما في لبنان وخارجه ، وأن ما حصل للصحافية اللبنانية في الخليج تعرض له صحافيون وكتّاب آخرون في لبنان وخارجه، والغاية هي فرض ستار من quot;التهيّبquot; إن لم يكن من الخوف على غرار ما كان الأمر قبل انسحاب الجيش السوري من لبنان، عند تناول أي صحافي قضية اغتيال الحريري وتطوراتها في الشق القضائي، وصولاً إلى أن يصبح quot;الرقيب الذاتيquot; الداخلي في مستوى تأثير الرقيب الخارجي.

وفي موازاة هذا الدور حيال الصحافيين والإعلاميين والكتاب، والذي يتوقع أن يتصاعد مع زيارة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري لدمشق اليوم السبت، تنشط quot;غرفة العملquot; بعيداً عن الأضواء في الشق القضائي، ويتمثل دورها في هذه الحقبة تحديدا في زرع الشكوك بكل ما أنجزت لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الحريري وما أعقبها من اغتيالات سياسية وما يمكن أن يستند القرار الظني.

ويشرف على عمل المواكبة القضائية هذه قانوني كبير على المستوى الدولي من جامعة هارفرد استعانت به السلطات في دمشق . وللمفارقة ، علمت quot;إيلافquot; إن بعض القريبين من عائلة الحريري اتصلوا بالخبير القانوني لتكليفه متابعة القضية من لندن، لكنه اعتذر وأبلغهم أنهم تأخروا، وأنه التزم مع السلطات في دمشق. وفي المرحلة الأخيرة بدأت الخطة المضادة التي وضعها الخبير القانوني الدولي ، وكان التركيز فيها على إزالة الصدقية عن الرئيسين السابقين للجنة الدولية ديتليف ميليس وسيرج برامرتز، في انتظار أن يبدر شيء ما عن الرئيس الحالي للجنة والمدعي العام في المحكمة القاضي الكندي دانيال بلمار.

يذكر أن آخر هجوم شنه اللواء السيد كان في بيان صدر الجمعة ولم يوفر فيه المستشار الاعلامي للرئيس الحريري هاني حمود ومدير التحرير العام لـquot;موقع المستقبلquot; الالكتروني أيمن جزيني فوصفهما بأنهما quot;من شتامي الازقةquot;. ورأىquot;ان معالجة موضوع الاستنابات القضائية السورية، التي هي عبارة عن مذكرات استدعاء للاستجواب وليست مذكرات توقيف حتى الان، لا تكون ابدا من خلال اتهام سوريا بالتسييس للمقايضة بين زيارة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وسحب الاستنابات، ولا تكون المعالجة ابدا من خلال حملة ضد اللواء السيد يقودها عبر تلفزيون quot;المستقبلquot; وموقع quot;تيار المستقبلquot; الالكتروني، بعض شتامي الازقة الذين يتمترسون في السرايا الحكومية برئاسة مستشاره هاني حمود وكاتبه ايمن جزيني وآخرينquot;. واضاف مخاطباً الرئيس الحريري: quot;أليس افضل وأشرف للمحيطين به ان يشتكوا على اللواء السيد لدى القضاء، بدلا من استخدام وسائل اعلام واموال تيار quot;المستقبلquot; في حملة اتهامات وشتائم لا تليق بدولة الرئيس وبشعار دولة القانون والمؤسسات الذي يكرره على الدوام؟quot;.