المئات من الوجوه السياسية والإعلامية في استقباله
الكويت: المحمد عاد بquot;البيعةquot;... والمسلم واصل التهديد

الكويت تشهد إحتفالا غير مسبوق بعودة ناصر المحمد من رحلة علاج

تظاهرة شعبية في استقبال ناصر المحمد

رئيس وزراء الكويت يعود إلى بلاده الليلة

عامر الحنتولي من الكويت: مشهد لافت انطوى عليه ليل العاصمة الكويتية أمس، فرغم موجة غبار متدنية جدا آثر المئات من الكويتيين الخروج الى صالة الإستقبال في مطار الكويت الدولي لإستقبال رئيس الوزراء الكويتي المستقيل الشيخ ناصر المحمد الصباح الذي عاد الى بلاده أمس مختتما فترة نقاهة في العاصمة السويسرية جنيف من بعد تدخل جراحي في أحد مشافي الولايات المتحدة الأميركية في شهر مارس آذار الماضي، وذلك بعد يومين من قبول استقالة حكومته وتفويضها تصريف العاجل من الأمور، قبل حل البرلمان في اليوم التالي اثر صدامات مريرة بين الحكومة والبرلمان أغضبت أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح الذي تلى لاحقا خطابا أميريا شاملا قال فيه أن أمن واستقرار الكويت مسؤولية الجميع، متهما جهات في الداخل بأنها معاول هدم، مطالبا شعبه بحسن الإختيار في الإنتخابات المقبلة التي ستجري يوم السبت المقبل.

واللافت في مشهد الإستقبال هو رصد المئات من الوجوه السياسية والإعلامية التي احترفت خلال الأسابيع الماضية التشويش والهجوم على حكومة الشيخ ناصر المحمد، واعتباره في محطات عدة غير مرهل لقيادة حكومة كويتية، وهو ما آثر معه الشيخ المحمد طيلة الشهور الماضية عدم الرد عليه وتجاهله، قبل أن يرد أمس بإبتسامته وهو ينزل من الطائرة، إذ قال أن quot;الكويت قلبها كبير... وأن قلبه مفتوح للجميعquot;، إلا أن اللافت أن صحفا كويتية اعتبرت تظاهرة استقبال المحمد أمس أنها quot;بيعة شعبيةquot; للرئيس الجديد لحكومة ما بعد الإنتخابات، وسط تردد وتضارب كبيرين في شأن هوية الرئيس المقبل.

وإذ يعود الأمير الكويتي الليلة الى بلاده بعد جولة قادته الى المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان والصين التي وقع فيها اتفاقيات اقتصادية مهمة، وتحدث منها عن اقتصاد بلاده السليم وتصميمه على تحويل بلاده الى مركز مالي عالمي فإن الإنظار عادت لتتجه من جديد الى حراك ونشاط قمرة القيادة السياسية التي عاد اليها مجددا أمس الشيخ ناصر المحمد، لرصد وربط أي اشارات قد تصدر عن بيت الحكم الكويتي في شأن هوية رئيس الوزراء المقبل، دون استبعاد الإحتمال القوي بإعادة تكليف الشيخ ناصر المحمد الصباح لتأليف وزارة هي السادسة منذ آل حكم الإمارة الصغيرة الثرية الى الشيخ صباح الأحمد الصباح الذي كلف أخيه ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الصباح بالخروج لإستقبال الشيخ المحمد في مطار الكويت الدولي، وهي بالتأكيد اشارة أميرية الى الموقع الخاص الذي يحتله الشيخ المحمد في قلب وذهن الأمير الكويتي الموسوم لعقود طوال في الداخل والخارج بالحكيم لإسهاماته القوية في اطفاء حرائق اقليمية في الإقليم.

وينتظر ndash;وفقا للدستور الكويتي- أن يسمي أمير دولة الكويت رئيس وزراء جديد في اليوم التالي لإعلان النتائج الرسمية لإنتخابات مجلس الأمة الكويتي التي ستجري يوم السبت المقبل، في ظل حال قد لا يأتي من المفاجآت التي يتوقع معها انسياب آمن للعلاقة بين الحكومة الجديدة ومجلس الأمة، خصوصا إذا ما فشل من سمتهم الحكومات السابقة دوما بأنهم نواب تأزيم في العودة الى المجلس الجديد.

في موضوع آخر لقي افتتاح المقر الإنتخابي للنائب السابق ومرشح الدائرة الثالثة فيصل المسلم حضورا حاشدا وكثيفا، إذ تمنى المسلم للشيخ المحمد الشفاء من المرض الذي ألم به، مؤكدا تصميمه القوي على مواصلة دوره كنائب في المساءلة والإستجواب عن أي واقعة تقصير أو فساد أو هدر للمال العام، منتقدا بقوة quot;الإعلام الفاسدquot; مشيرا الى أن بعض الصحف تتحدث عن احتمالات خسارته أو فوزه بالمركز العاشر بالدائرة الثالثة إذ انتقد ذلك واعتبر أن صاحبي المركزين الأول والأخير ليسوا سوى ممثلين للأمة والشعب، وذلك في إشارة ضمنية الى ما دأبت صحيفة quot;السياسةquot; الكويتية على كتابته ضد المرشح المسلم.

كان المسلم قد اتهم رئيس الوزراء المستقيل بتحرير شيكات بنكية لعدد من نواب المجلس السابق، قبل أن يقدم استجوابا للشيخ المحمد، وهو ما نفاه الأخير، متوجها الى النيابة العامة شاكيا النائب السابق الذي تراجع عن اتهاماته، مؤكدا أن كل القصة تتعلق بمعلومات قوية عن تحرير تلك الشيكات، وأنه لا يملك أي أدلة عليها لذلك استخدم حقه الدستوري كنائب في مساءلة رئيس الوزراء.