حقوقيون يطالبون بتخليد الذكرى والإحتجاج
تشييع جثمان quot;شهيدة الحجابquot;ظهر اليوم وسط دعوات بالتعقل

محمد حميدة من القاهرة: وسط حالة من الحزن والسخط وإحساس بالمرارة من الموقف الرسمي الالماني، يبدأ تشييع جثمان مروة الشربيني، التي اصبحت تعرف بـ quot;شهيدة الحجابquot;، بعد ظهر اليوم بتوقيت القاهرة الى مثواها الأخير في مدينة الإسكندرية. و في اتصال هاتفي لـ quot;إيلافquot; مع شقيق الضحية طارق الشربيني أكد ان الجنازة ستنطلق من أمام مسجد القائد إبراهيم الى مدافن برج العرب . وأضاف طارق الذي سافر الى ألمانيا لاستلام جثة شقيقته انه ام حوالى 2000 مسلم في صلاة جنازة شقيقته بمسجد السلام ببرلين في حضور السفير المصري رمزي عز الدين، بينما لم يحضر اي مسؤول ألماني ونفى تلقيه للعزاء من جانب اي مسؤول او الحكومة الألمانية .

وقال ان quot;هذا الموقف السلبي من جانب ألمانيا في التعامل مع الواقعة وتجاهل الإعلام لها ينم عن عدم احترام للجنسية المصريةquot; مشيرًا الى ان quot;هذا الموقف لو حدث لالماني او فرنسي او اسرائيلي لقامت الدنيا ولم تقعدquot; . وقال ان الجثمان وصل الى القاهرة في الساعة الثامنة مساء أمس الأحد وكان في استقباله السفير الالماني في القاهرة ورئيس جامعة المنوفية ورئيس قطاع الشؤون الثقافية والبعثات بوزارة التعليم العالي ونقل الجثمان الى المستشفى الالمانى بالإسكندرية. وأضاف ان الجنازة سوف تحضرها قيادات المحافظة التنفيذية.

وتعود أحداث quot;الجريمةquot; الى قبل عام تقريبًا عندما وقعت مشادة كلامية بين الزوجة ومواطن ألماني يدعى أليكس 28 عامًا في حديقة للأطفال، عندما طلبت منه أن يترك الأرجوحة لابنها الطفل، إلا أنه قام بسبها واتهامها بأنها quot;إرهابيةquot; بسبب ارتدائها الحجاب. واعتاد من بعدها التعرض للزوجة ونزع الحجاب عن رأسهاquot; مما اضطرها إلى تقديم شكوى ضده وقضت المحكمة أواخر العام الماضي , بتغريمه 750 يورو , أي ما إلا أن المتهم استأنف الحكم وتربص بالسيدة داخل المحكمة , و أخرج سكينًا كان بحوزته وقام بطعنها 18 طعنة فأرداها قتيلة على الفور كما وجه بعض الطعنات إلى زوجها وشخص آخر أثناء محاولتهما إنقاذها .وحاول أفراد الشرطة التدخل لفض الاشتباك , من خلال إطلاق عدة أعيرة نارية , لكن إحداها أصابت الزوج الذي سقط مغشيًا عليه، ويرقد حاليًا في غرفة العناية المركزة بأحد المستشفيات في مدينة دريسدن.

دعوات إلى الاحتجاج
وقد شهدت الساعات الأخيرة نشاطا إلكترونيًا ملحوظًا تضامنًا مع الفقيدة وغضبًا من الموقف السلبي للحكومة الألمانية. فعلى موقع الفايس بوك الاجتماعي الشهير كون أصدقاء الفقيدة مجموعات متنوعة وصل عددها الى أكثر من 20 مجموعة تستنكر الجريمة وموقف الحكومة الألمانية السلبي . ووصل أعضاء مجموعة quot;الشهيدة مروة ورد الفعل السلبي كالعادةquot; حتى كتابة هذه السطور 55 عضوًا، طالبوا بعدم السكوت والصمت على الجريمة

وطالب مؤسس مجموعة quot;ليس دم السيدة مروة الشربيني رخيصquot; بتخليد ذكرى الشهيدة على غرار تخليد الغرب لذكرى المغنين والراقصين كما طالب بإرسال رسائل للسفارة الألمانية في مصر والخارجية الألمانية اعتراضًا على إهمالهم والمطالبة بمعاقبة القاتل بأشد عقوبة . وقال ان quot;دم مروة ليس رخيص لأنها ماتت وهي تدافع علي التزامها بدينها عن شئ لا يخصها وحدها بل عن الدين الاسلامي ويقع على المليار مسلم وزر قتلهاquot; .

وتحت عنوان quot;دم مروة الشربيني لا يجب ان يهدر quot;طالب أعضاء الـquot;غروبquot; بالتجمع امام السفارة الألمانية والتظاهر ضد ما حدث . وبدا جروب حملة quot;لجمع مليون توقيع ورسالة الى المانيا ليعرفوا ان دم مروة غالquot; وطالبت مجموعات أخرى بتنظيم مظاهرات مليونية في وقت واحد فى جميع الدول أمام السفارات والقنصليات الألمانية للتعبير عن الغضب ضد ما حدث.

تحرك حقوقي
وفي تطور ذي علاقة دخلت مؤسسات حقوقية على خط الدفاع عن مروة وأدان مركز سواسية لحقوق الإنسان ومناهضة التميز الحادث، واعتبره quot;سبة في جبين الحضارة الغربيةquot;، وطالب الحكومة الألمانية بتطبيق العقوبة على الجاني دون أي محاباة، إذ تعد تلك الجريمة اعتداء عنصريًا على الآخر، وجريمة في حق الإنسانية، وأشار المركز أيضًا في بيانه الصحافي إلى أن تلك القضية تعد امتدادًا للحملة الغربية الشرسة ضد الزي الإسلامي ممثلاً في الحجاب والنقاب. كما طالب المركز جميع الدول، خاصة الغربية منها في مختلف أنحاء العالم، أن تقف إلى جوار الضحية حتى تحصل على حقوقها كاملة، وطالب السلطات الألمانية التعامل مع القضية بمنتهى العدل، خاصة أن الحادث تم داخل ساحة إحدى المحاكم على مرأى ومسمع القضاة.

دعوات للتعقل
وعلى جانب اخر طالب بعضهم بالتعقل في مواجهة الجريمة وقال عبد العظيم حماد رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة الشروق المصرية تحت عنوان quot;حادثة دريسدن :الغضب مطلوب ..والتعقل ايضًاquot; ان الانفعال المرفوض هو تعميم الاتهام بالعنصرية وكراهية الإسلام والمسلمين من كل الألمان مواطنين وسلطات عامة،مشيرًا إلى ان المحكمة التي عاقبت الجاني وأدانته هي في الأساس ألمانية واستندت في حكمها إلى القانون الالماني،quot;لكن هذا التعقل لا يجب ان ينسينا جملة من الحقائق الخطيرة الدالة على تحيز مسبق بدرجة او بأخرى ضد الإسلام والمسلمين في مواقع عديدة من الدول الأوربية وهو تحيز يصل في احيان كثيرة الى درجة ازدواج المعايير والمغالطة والتضليل quot;.

وأشار الى ان حادثة دريسدن غابت تمامًا عن الإعلام الالماني مقارنه بالمخرج الهولندي فان جوخ الذى لقى مصرعه على يد مسلم متطرف بسبب فيلمه المسيء للإسلام . وقال ان لو كانت القتيلة يهودية لارتعدت فرائص أوروبا كلها وليس ألمانيا فقط واهتم بالحادث كل الإعلام في أوروبا .وطالب ناشطي حقوق الإنسان وحوار الحضارات في مصر وجميع البلدان الإسلامية وناشطي المدونات والفايس بوك والتويتر ان يندفعوا بزخم ودون توقف للتعبير عن الغضب والاحتجاج دون قطع قنوات الحوار ودون تحريض متطرف على العنف.