محللون: فاروق القدومي أضر بنفسه قبل قيادات فتح

عامر الحنتولي- إيلاف: في وقت علمت فيه quot;إيلافquot; أن عمان ستوفد مسؤولاً حكوميًا لم يسم بعد إلى مدينة رام الله في القريب العاجل لتطويق التداعيات السلبية التي خلفتها القنبلة الوثائقية للمسؤول المجمد في حركة فتح فاروق القدومي إنطلاقًا من الحضن الأردني، فقد تبادر إلى معلومات quot;إيلافquot; أيضًا أن القدومي قد بدأ بحزم حقائبه للرحيل عن الأردن إلى العاصمة السورية دمشق، في إطار نصيحة من القيادة الأردنية للمسؤول الفتحاوي الذي كان قد تلقى علنًا دعوة أردنية لعدم التصريح بما يسيء لعلاقات الأردن مع الدول المجاورة، وعدم ممارسة أي أنشطة سياسية أو إعلامية إنطلاقًا من الأردن، إلا أن القدومي أسر لمقربين منه أنه فوجئ بالطلب الأردني، خصوصًا الشق المتعلق منه بتفضيل عمان رحيله عنها.

ومن جملة ما أسر به القدومي لزائرين قاموا بتوديعه فإنه أبلغهم أنه سيكشف وثيقة سياسية جديدة تؤكد ما جاء في الوثيقة السياسية الأولى، وتعطي اليقين لمن تشكك في وثيقته الأولى التي زعم عبرها أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والمسؤول الأمني الفلسطيني السابق محمد دحلان قد حضرا اجتماعًا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إرئيل شارون رتب للتخلص من ياسر عرفات الرئيس الفلسطيني السابق الذي توفي بصورة لا تزال غامضة حتى الآن، ودون أسباب نهائية إذ مال قادة فلسطينيون وقت وفاته في العاصمة الفرنسية باريس الى الرأي القائل بأن عرفات مات مقتولاً بالسم، وهو ما شكك به قادة آخرين في حركة فتح اعتبروا أن وفاة عرفات قد تكون نجمت عن أمراض شيخوخة، إذ كان الزعيم الفلسطيني السابق يعاني من مجموعة أمراض غير معلن عنها طيلة السنوات التي سبقت وفاته في نوفمبر تشرين ثاني العام 2004.

وفي شأن العلاقة الأردنية الفلسطينية فإن المسؤول الحكومي الأردني الذي سيسافر الى رام الله سيؤكد لقادة السلطة الوطنية الفلسطينية أن ما قاله القدومي لم يكن ضمن مؤتمر صحافي أجازته عمان للمسؤول الفلسطيني، وأنها لم تكن مطلعة على ما سيقوله لبضعة صحافيين زاروه في منزله بالعاصمة الأردنية، ودارت بينهم نقاشات عدة بشأن الحال الفلسطيني، وأن عمان تميل أساسًا الى جانب رام الله في إشارة ضمنية الى السلطة الشرعية التي يتولاها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وأن الإرتجال المتخبط لمدير جهاز الإستخبارات الأردني السابق الجنرال المقال محمد الذهبي بإتجاه تقريب حماس من المعادلة الأردنية، كان اجتهادًا خارج حلقات القرار الأردني الأعلى.

يشار الى أن أطراف فلسطينية عدة ألقت باللائمة على الحكومة الأردنية في تفجير القدومي لقنبلته السياسية التي هزت أركان السلطة الفلسطينية، خصوصا حركة فتح، وذلك في مناخ غير صاف يلف العلاقات الأردنية الفلسطينية تحت لافتات وعناوين كثيرة، إذ إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس لم يأتِ للأردن زائرًا منذ فترة طويلة وسط أنباء غير رسمية في عمان ورام الله تؤكد قرب سفر عباس الى عمان للقاء العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.