لندن&- سهى زين الدين: لا يزال حجم ثروة بن لادن والأعمال التي يمارسها لتمويل منظمته غير معروف حتى الساعة. وبينما ذكرت صحيفة "صانداي تيليغراف" بأن الترجيحات تشير الى امتلاكه& قرابة 300 مليون جنيه استرليني (أكثر من 432 مليون دولار) جنى (بحسب الصحيفة) ما يزيد عن 18 مليون جنيه استرليني& (اكثر من 22 مليون جنيه استرليني) من عقد معماري لتوسيع مقامي مكة والمدينة المنورة، تبقى تجارته بالصمغ العربي مورد رزق هام الى جانب عائدات اخرى حصدها من التجارة واعمال متنوعة.. كم يرجح بأن رواج المخدرات في افغانستان& يشكل احد ايراداته الرئيسية.
&في كل لحظة يباع فيها مشروب غير روحي في العالم& يزيد أسامة بن لان غنى وثراء..& ومعه تزيد& هجمات شبكته الإرهابية في الغرب.
فمعظم المشروبات تحتوي على الصمغ العربي، مادة توضع في سدة القارورة والعلبة، يصنع& معظمها في السودان من قبل شركة الصمغ العربية التي يملك بن لادن الجزء الأكبر منها. ولا يزال حجم انخراطه في هذه الصناعة غير& معروف. وبلغت قيمة ارباحه منها حتى الان عشرة ملايين جنيه استرليني (أكثر من 14 الف دولار)، مؤمنا عائدات تكفي تنظيمه الإرهابي لسنوات طويلة.
يقول سيمون ريف مؤلف كتاب "أبناء آوى الجدد" الصادر أخيرا: " من المحتمل انه كلما اشترى أحد ما مشروبا أميركيا غير كحولي يكون يساهم في تمويل خزينة بن لادن".
وما& جنى بن لادن من هذه التجارة التي تدخل ايضا في الصناعات التجميلية والغذائية،& سوى جزءا& صغيرا من ثروته الكبيرة.
الحجم الدقيق لثروته لا يمكن الا التكهن به اما تحديده فأمر& في غاية الصعوبة.& غير ان معظم التقديرات تشير الى انها تناهز 300 مليون جنيه استرليني.
يقول دانيال& بنجامين من مركز الدراسات الاستراتيجية والعالمية في واشنطن: "يملك بن لادن امكانات وقدرات اعظم من حكومات عديدة" ويرجح أن "ثمة شيوخ وأثرياء عرب وخليجيين يقومون بالأعمال الخيرية للعالم الاسلامي يذهب ريع تبرعاتهم لمنظمة بن لادن، كذلك& التبرعات التي تجنيها المساجد الراديكالية تذهب الى جعبة منظمة المذكورة".
نبذة عن بن لادن:
ولد أسامة بن لادن في الرياض عام 1957، وهو أحد بناء محمد بن لادن الذين يزيد عددهم عن الخمسين ولدا.
والده مؤسس& واحدة من أهم شركات البناء في المملكة. عند وفاته، اخذ أسامة ميراثه ليتمتع بإنفاقه في الملاهي الليلية في بيروت مطلع السبعينات. لكن سرعان ما تزوج& ليخوض من بعد ذلك في ميدان الهندسة المدنية.
بعد اجتياح الاتحاد السوفياتي لافغانستان عام 1979، اسس& مقاومة المقاتلين الاسلاميين. وتدفقت عليه اموال المساعدات من كل صوب وجنب-& ولاسيما من السي آي إيه-& ومن حكومات أخرى.
مع انسحاب الجيش الاحمر اواخر الثمانينات، ركز بن لادن عمله على توسيع انتشار منظمته "القاعدة" التي تأسست خلال الرب الافغانية. وبدأ& تنظيمه يدعم ويمول& "الكفاح الاسلامي" ونشاطه حول العالم ضد& كل من يناهض المسلمين.
ويرى بول ويلكينسون من مركز دراسة الارهاب والعنف السياسي في جامعة سانت اندرو باسكتلندا أن" عناصر القاعدة ومكوناتها المختلفة من أفراد ومصادر معلومات& استخدمت لتحريك عجلة أمواله، ما سمح بن لادن أن يتصرف كميسّر خارق للارهابيين، والبعض رجح وجود علاقة بينه وبين الجهاد الإسلامي".
ويضيف: "إنها منظمة افعوانية الرأس.. طبيعتها العالمية تجعل من الصعب جدا اللحاق بها".
ووردت لمحة سريعة عن العمل الداخلي في القاعدة في محاكمة أربعة من جماعة بن لادن في نيويورك في تموز (يوليو) الماضي& لضلوعهم في تفجيرات سفارتي الولايات المتحدة في افريقيا عام 1998 التي ذهب ضحيتها 224 شخصا.
جمال الفضل في المحكمة، الذي اكد على انه كان المسؤول المالي للمجموعة، قال& للمحكمة& عن وجود شبكة حسابات مصرفية عالمية. أحدها، بحسب قوله، في مصرف باركلي في لندن، مؤكدا على ان المجموعة& في غاية التنظيم& وممولة من ثروة بن لادن الخاصة.
يشار إلي أن الفضل فر من "القاعدة" عام 1996 بعدما القي القبض عليه يتقاضى الرشاوى& من أعمال بن لادن العالمية.
ونفى مصرف باركلي أمس أن تكون لديه أي تسجيلات لحسابات على ارتباط ببن لادن.& وقال ناطق باسم المصرف: " لديننا كشوفات تؤكد على إننا نعمل في السليم ونتبع القانون المصرفي".