باريس - من جورج ساسين: نفت فرنسا المعلومات التي تحدثت عن طلب تقدمت به باريس لتأجيل مؤتمر الفرنكوفونية المقرر في 21 و22 تشرين الاول في بيروت، الا ان مصادر واسعة الاطلاع تمنت ان يتخذ لبنان قرارا سريعا بداية الاسبوع المقبل في هذا الشأن لأن "الكرة في ملعبه".
ومن المرجح ان يتم التوافق على تأجيل القمة الى ايلول 2002 في العاصمة اللبنانية.
وقال الناطق باسم الخارجية فرنسوا ريفاسو: "لم نطلب تأجيل المؤتمر، والتحضيرات الجارية لقمة بيروت تتم بطريقة مرضية، وهي تتواصل. وتعرفون الاهمية التي تعلقها فرنسا وشركاؤها على هذه القمة. ولاحظنا وفهمنا ان السلطات اللبنانية تتساءل حول تاريخ انعقاد القمة. وعلى سبيل المثال فإن هذه السلطات على اتصال بالامين العام للامم المتحدة كوفي انان لاستيضاح تاريخ الاسبوع الرفيع المستوى حيث يلقي رؤساء الدول ووزراء الخارجية خطاباتهم في الجمعية العمومية للامم المتحدة. وتذكرون ان الناطق باسم انان قال ان هذا الاسبوع سيؤجل الى نهاية تشرين الاول وبداية تشرين الثاني".
وهل تدفع باريس في اتجاه اقناع كوفي انان بتأجيل "الاسبوع الرفيع المستوى" في نيويورك. اجاب ريفاسو: "اننا نجري تقويمنا للوضع في ضوء المجريات الدولية. ولم نطلب اي تأجيل".
وسئل هل تشاورت فرنسا في هذا الامر مع لبنان. فأجاب: "تعرفون ان الحوار مستمر ومكثف مع السلطات اللبنانية، وتعرفون ايضا ان لقاء رفيعا جرى اخيرا"، في اشارة الى اجتماع الرئيس جاك شيراك ورئيس الوزراء رفيق الحريري السبت الماضي في قصر الايليزيه.
واضاف ريفاسو: "يجب توجيه سؤالكم حول موعد المؤتمر الى السلطات اللبنانية".
وهل هناك احتمال لنقل القمة من بيروت الى فرنسا او المغرب. أجاب: "لا اريد ترجيح فرضية على اخرى"، مؤكدا ان طرح موضوع تأجيل المؤتمر ليس محصورا بقمة الفرنكوفونية لأن ما جرى في 11 ايلول في الولايات المتحدة فرض اجندة جديدة لكل الاجتماعات الدولية سواء في الامم المتحدة او منظمة التجارة العالمية في الدوحة او الكومنولث في اوستراليا او البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في الولايات المتحدة.
الى ذلك، افادت مصادر مطلعة ان باريس "لا تريد احراج لبنان من خلال اعطاء رأيها في التأجيل ام لا، فهو بلد سيد يتخذ قراره بنفسه، وهو البلد المضيف، لكن بحث هذا الامر يتم ايضا بالتشاور مع رؤساء الدول المشاركة".
ولفتت هذه المصادر الى "ان نجاح المؤتمر يتم عبر الحضور المكثف لرؤساء الدول الاعضاء في الفرنكوفونية، واذا كان عدد كبير من هؤلاء، ومن بينهم الرئيس شيراك ورؤساء كندا وبلجيكا وسويسرا والغابون وشاطىء العاج وغيرهم قد اعربوا رسميا عن رغبتهم الشخصية في حضور المؤتمر الا ان العمليات الانتحارية التي جرت في الولايات المتحدة واحتمال توجيه ضربات عسكرية الى افغانستان وجماعة اسامة بن لادن، وانعكاساتها على الاوضاع الاقليمية والدولية، بدلت روزنامة زعماء العالم وفرضت من جهة اخرى متطلبات أمنية جديدة على منظمي المؤتمرات الدولية والمشاركين فيها، وهذا لا يعني ابدا وجود مخاطر امنية في لبنان".
واضافت هذه المصادر: "ان نجاح مؤتمر بيروت مرتبط ايضا بالتحضيرات السياسية والمواضيع التي كانت ادرجت في جدول الاعمال، لكن الاحداث الاخيرة منذ مؤتمر دوربان فرضت التريث على منظمي المؤتمرات الدولية لئلا يتكرر الاحتقان وتظهر الى العلن تناقضات سياسية في غير محلها".
من جهة اخرى، رأى مصدر واسع الاطلاع انه من الانسب الاسراع في اتخاذ قرار لتأجيل القمة الى موعد آخر على ان يعقد اجتماع وزاري قبل عيد الميلاد المقبل للاتفاق على الموازنة والمشاريع العامة. وهذا الاجتماع يكتسب طابعا تقنيا ويمكن تنظيمه بسرعة.
وكان بعض العواصم الفرنكوفونية ينتظر قرار تأجيل القمة في اثناء جلسة مجلس الوزراء اللبناني أول من أمس.
واكد هذا المصدر "أن القمة ستنعقد حتما في بيروت وإن تأجلت سنة للاسباب المشار اليها".
الى ذلك، اعلن رئيس جمهورية بينان ماتيو كيريكو بعد اجتماعه امس في قصر الايليزيه مع الرئيس شيراك: "اذا كانوا (اللبنانيون) يريدون قمة من اجل القمة فيمكنهم عقدها، ولكن اذا ارادوا تنظيم قمة يحضرها عدد كبير من رؤساء الدول فان السلطات اللبنانية ستختار الطريق الصحيح".
وأضاف: "علمت ان عدداً من القمم قد تأجل. واذا كان اللبنانيون يصرون على عقدها، واذا اعطي الدليل بأن الموضوع الامني لن يمنع بعض رؤساء الدول من الحضور، عندها فلنترك الرئيس وحكومته اعني اصدقاءنا اللبنانيين يقررون".
&
&
&&&&&&&&&&&&&&&& غسان سلامه

* في بيروت "النهار"، اكد وزير الثقافة غسان سلامة ان "لبنان يعتبر انه غير معني بالاحداث الحاصلة على الساحة الدولية وهو جاهز تماماً لعقد القمة الفرنكوفونية في موعدها المحدد" في 26 و27 تشرين الأول. وقال ان "لبنان بلد آمن ومضياف وغير خائف على الاطلاق". كما شدد على ان مجلس الوزراء لم يتخذ اي قرار بتأجيل القمة. ونفى تلقي لبنان اي اتصالات او اي طلب رسمي لارجاء القمة من اي من الدول او المنظمات الخمس والخمسين المشاركة في القمة، موضحاً ان رئيس الجمهورية اكتفى باعلام مجلس الوزراء باتصال هاتفي تلقاه من الامين العام للأمم المتحدة يشير الى امكان حصول تضارب في المواعيد بين القمة الفرنكوفونية ودورة الجمعية العمومية للأمم المتحدة. وقال: "يجب ان يكون واضحاً لدى الجميع ان القمة التاسعة اذا ما أُجل موعدها فانها لن تعقد الا في بيروت لأن ليس هناك من سبب لبناني او من قرار لبناني لتأجيلها اذا أُجلت". ونفى ما اوردته وكالة "رويترز" عن ان الامين العام للمنظمة الفرنكوفونية الدكتور بطرس بطرس غالي اقترح تأجيل القمة، مؤكداً انه "لم يقترح اي امر ولم يطلب منا تأجيل موعد القمة".
وبدوره اعلن السفير الكندي هايغ سرافيان ان رئيس وزراء بلاده جان كريتيان "جاهز للمشاركة في القمة الفرنكوفونية اذا انعقدت في موعدها المحدد" نافياً ان تكون كندا وفرنسا قد تمنّتا تأجيل القمة.
&
&&&&&&&&&&& الحريري الى بروكسيل

الى ذلك يواصل رئيس الوزراء رفيق الحريري تحركه الخارجي الذي بدأه الاسبوع الماضي، ويزور غداً بروكسيل لاجراء محادثات مع المسؤولين الكبار في الاتحاد الاوروبي.
وأفادت "وكالة الصحافة الفرنسية" ان الحريري سيصل مساء الاحد الى بروكسيل للقاء الممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا كما علم امس لدى اوساط سولانا، وان اللقاء سيتناول التطورات السياسية الاخيرة في الشرق الاوسط وعواقب اعتداءات 11 ايلول ضد الولايات المتحدة. وتأتي هذه الزيارة بعد جولة ماراتونية قامت بها الترويكا الاوروبية (المفوضية والمجلس ورئاسة الاتحاد الاوروبي) شملت باكستان وايران والسعودية ومصر وسوريا.
وأفادت الناطقة باسم سولانا، كريستينا غالاخ في اتصال هاتفي أجرته معها "النهار" ليل امس ان اللقاء بين الحريري وسولانا سيعقد في الخامسة والنصف عصر غد السبت في مكتب سولانا في مجلس الاتحاد الاوروبي، وستتم مناقشة ثلاثة مواضيع:
1- مراجعة آخر تطورات العلاقات بين الاتحاد الاوروبي ولبنان.
2- اجراء تقييم حول عملية السلام في الشرق الاوسط بعد اللقاء الذي تم بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ووزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريس.
3- ردة الفعل الدولية على الاعتداءات الارهابية التي تعرضت لها الولايات المتحدة في 11 ايلول وتقييم آخر التطورات حول مكافحة الارهاب.
وعن الجولة الاخيرة التي قام بها سولانا في عداد الوفد الاوروبي برئاسة وزير الخارجية البلجيكي لوي ميشال، قالت غالاخ ان جولة وفد الترويكا كانت مهمة على مستوى هدفين: الاول مكافحة الارهاب وهذا لا يعني ان يكون ذلك موجها ضد دين او دولة، والثاني ان مكافحة الارهاب يجب ان تلتزمها جميع الدول سياسيا وديبلوماسيا واستخباراتيا وربما عسكريا.
وبدورها أكدت اوساط الحريري لـ"النهار" ان الزيارة تندرج في اطار التحرك الذي يجريه رئيس الوزراء والذي شمل فرنسا وسوريا والسعودية والاتصال بالرئيس الباكستاني برويز مشرف. وعلم ان وزير الاقتصاد باسل فليحان سيرافق الحريري لان شقا آخر من المحادثات سيتناول موضوع معاودة المفاوضات الآيلة الى انضمام لبنان الى الشراكة الاوروبية - المتوسطية& المجمدة منذ تموز.
على صعيد آخر تواصلت الاحتفالات امس في لبنان بالذكرى السنوية الاولى لانطلاق الانتفاضة الفلسطينية في 28 ايلول .2000 وتميزت هذه الاحتفالات بمسيرات حاشدة في المخيمات الفلسطينية. ففي مخيم عين الحلوة تظاهر نحو الفين من انصار الحركات الاصولية ولا سيما منها "عصبة الانصار" التي اطلقت شعارات مؤيدة لأسامة بن لادن.
ويذكر في هذا السياق ان الهيئة الاتهامية في جبل لبنان طلبت الاعدام لـ25 شخصا من "عصبة الانصار" في قضايا قتل وسلب.& (عن "النهار" البيروتية)
&