&
لندن ـ نصر المجالي: ملايين من الدولارات استطاعت موسكو تحقيقها في توقيعها لعقد تسليحي لم تكن تتوقعه من قبل مع قوات تحالف الشمال الافغانية المعارضة لحكم الطالبان في كابول. وكان هؤلاء من المجموعات العرقية الى جانب الطالبان الباتانية التي تقاتل السوفيات حين غزوا هذا البلد المسلم في وسط آسيا في اواخر ثمانينيات القرن الفائت.
وقالت مصادر ((إيلاف)) الخاصة ان روسيا ظلت لسنوات وتحديدا من العام 1996 على اتصال مع قوات تحالف الشمال المناهض لحركة الطالبان في كابول، وكان حدث الحادي عشر من ايلول(سبتمبر) الماضي في نيويورك وواشنطن بداية انكشاف السر الروسي مع جماعة تحالف الشمال.
والصفقة تشمل تزويد تحالف الشمال بدبابات واسلحة رشاشة من طراز (كلاشينكوف) وطائرات مروحية مما كانت مستخدمة في العهد السوفياتي السابق، وفي المقابل فانه يتعين على تحالف الشمال اعطاء موطىء قدم للروس في أي انتصارات يحرزونها على الساح الافغاني.
واعترف وزير الدفاع الروسي سيرجي ايفانوف امس كتأكيد لخبر ((إيلاف)) بأن تحالف الشمال الافغاني طلب من موسكو تزويده في أي ثمن بتلك الأجهزة والمعدات العسكرية التي استخدمت اثناء الغزو السوفياتي لأفغانستان في اواخر السبعينيات من القرن الماضي.
وبموجب الصفقة التي تبلغ تكاليفها التقديرية باكثر من ثمانين مليون دولار، فان تحالف الشمال سيحصل من موسكو على دبابات من طراز تـ 55، ومروحيات عسكرية، وصواريخ مضادة للطائرات من طراز "ايغلا و شيلكا" التي تنطلق اوتوماتيكيا.
وابلغ استراتيجيون غربيون ((إيلاف)) قولهم ان "الصفقة ثمينة جدا سواء لتحالف الشمال الراغب في الوصول الى السلطة في افغانستان او لروسيا الراغبة في موطىء قدم جديد في هذا البلد الآسيوي الاستراتيجي، وهو حلم استمر لقرون طويلة من الزمن وصولا الى المياه الدافئة في الخليج العربي حيث النفط ومواجهة الاميركيين".
وعرف من مصادر القرار في موسكو ان 40 دبابة و12 مروحية عسكرية ستسلم بموجب الصفقة الى تحالف الشمال في وقت قريب بمعرفة من الولايات المتحدة. كما عرف ان روسيا بدأت فعلا في تزويد تحالف الشمال بالسلاح المطلوب في الصفقة عبر جسر يمر في اراضي طاجيكستان ذات الحدود مع افغانستان.
واذ ذاك، فان المصادر الاستراتيجية قالت لـ ((إيلاف)) ان "موسكو في مثل هذه الصفقة قادرة على الاعلان عن مشاركتها الى جانب الولايات المتحدة& ضد الارهاب، خصوصا وان الحرب على كتفها الجنوبية، ومن دون الصفقة لا تعرف موسكو ماذا ستقرر في حملة دولية تقودها واشنطن ضد خطر يعتبر على الأقل راهنا انه مصدر تهديد الامن العالمي".














التعليقات