&
الرياض ـ محمد السيف: احتفلت المملكة العربية السعودية حكومة وشعبا امس الثلاثاء بذكرى البيعة العشرين على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز مقاليد الأمور في البلاد.
واصدرت الصحف السعودية والمجلات في هذا اليوم ملاحق إعلامية لتغطية المناسبة، وإبراز أهم ملامح التنمية التي شهدتها البلاد خلال العشرين عاماً الماضية، كما تبرز الأدوار التي لعبها خادم الحرمين الشريفين، على المستوى العالمي والأقليمي والمحلي.
ووفقاً لمصادر "إيلاف" فإن تعليمات صدرت من القيادة العليا بالسعودية إلى القطاعين العام والخاص، تمنع إقامة أي نوع من المظاهر الاحتفالية كالمهرجانات والكرنفالات وتزيين الشوارع بالإنارة وغير ذلك.
وستكون الاحتفالات مقتصرةً على تنظيم المعارض التي تضم عدداً من اللوحات التي تبرز مظاهر التنمية الشاملة خلال العشرين عاماً أو من خلال المطبوعات والمؤلفات والإصدارات الإعلامية، وسيشارك التلفزيون السعودي بقناتيه في إبراز المناسبة من خلال استضافته للعديد من الأكاديميين والباحثين الذين سيتناولون تجربة خادم الحرمين الشريفين بالدراسة والتحليل.
&
وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، الذي تولى مقاليد الأمور في عام1402ه ـ(1982م )، هو الملك الخامس في تاريخ الدولة السعودية الحديثة ( الدولة الثالثة على امتداد دولة آل سعود ) وجاء توليه الحكم بعد وفاة أخيه الملك خالد بن عبدالعزيز ، الذي كان يعمل معه ولياً للعهد.
وكان أول منصب تولاه خادم الحرمين الشريفين هو وزارة المعارف، التي أُسندت له في عام 1953م في عهد أبيه الملك عبدالعزيز آل سعود، ثم أُسندت له وزارة الداخلية في التشكيل الذي أعلنه الملك فيصل بن عبدالعزيز عام1964، كما أُنيطت به مسؤولية النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء منذ ذلك الوقت فأصبح& النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية.
وحين اغتيل الملك فيصل بن عبدالعزيز، في حادثة مفجعة هزت المجتمع السعودي والعالمين العربي والإسلامي في العام 1975 عُين الأمير فهد آنذاك ولياً للعهد، بعد مبايعة أخيه الملك خالد بالحكم، إلى أن توفي الملك خالد، فبويع الفهد ملكاً على البلاد السعودية.
وخلال مسيرة عشرين عاماً شهدت البلاد السعودية عملية تنموية متسارعة في كافة المجالات، ففي المجال التعليمي توسع في افتتاح المدارس وشملت جميع المدن والهجر والقرى المتناثرة في وسط الصحاري وفي أعالي الجبال، كما تضاعفت مخرجات التعليم بمراحله المختلفة، وانتقلت الجامعات السعودية إلى مدن جامعية متكاملة، وفي المجال الزراعي تحولت الصحاري إلى رقعة خضراء من جراء الإنفاق الحكومي على المشاريع الزراعية.
وحققت السعودية الاكتفاء الذاتي في كثير من منتوجاتها، لا سيما القمح الذي بدأت في تصديره منذ وقت مبكر، وانتشرت المشاريع& الزراعية في كافة المدن والقرى، التي بدورها أخذت تصدر منتوجاتها إلى البلاد المجاورة.
أما في الصناعة فقد قفزت الصناعة السعودية إلى مراحل متقدمة، فإلى جانب شركة " سابك" بمدنها الصناعية المتطورة شجعت الحكومة المواطنين وسهلت من إجراءات الحصول على قروض صناعية، من أجل إقامة منشآت صناعية في المدن الكبيرة والصغيرة، وبدأت المنتوجات الصناعية السعودية تجد مكانها في السوق إلى جانب الصناعات الأجنبية.
&وفي المجال الصحي توسعت المملكة في افتتاح المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية، وتحتضن السعودية اليوم العدد من المستشفيات الرائدة على المستوى العالمي، وحقق الطبيب السعودي حضوراً فاعلاً ومؤثراً في كافة المحافل والمؤتمرات الطبية على المستوى الأقليمي والمحلي.
واُعلن قبل سنوات عن " مشروع خادم الحرمين الشريفين في انشاء الفي& مركز للرعاية الأولية، سيتمُ بناؤها على مراحل زمنية، وفي مجال المواصلات والاتصالات شقت الطرق السريعة التي تربط بين شرق السعودية ووسطها ثم غربها وبين العدد من المناطق السعودية، كما تم إنشاء عدد(27 ) مطاراً من بينها ثلاثة مطارات دولية.
وفي مجال الاتصالات لم تتوانى السعودية من تقديم خدمات الاتصالات لمواطنيها، فبإمكان المواطن السعودي المتواجد في أصغر قرية أن يتحدث إلى العالم بأسره من خلال هاتفه المحمول أو عبر الشبكة العنكبوتية " الانترنت" كما يستطيع أن يشاهد أكثر من 200قناة تلفزيونية من خلال طبقه الفضائي.
&وشهد الحرمان الشريفان أعظم بناءة على طول التاريخ أشرف الملك فهد بنفسه على تنفيذ العمارة فيهما، وفي مجال العلاقات الخارجية مع العالم احتلت المملكة مكانة متميزة بين الدول وقدمت المعونات لكثير من دول العالم خصوصاً العالم الإسلامي ودعمت برامج التنمية وساهمت في دعم وتمويل نشاطات المنظمات الدولية، وهي عضو فاعل ومؤثر في العديد من منظمات هيئة الأمم المتحدة.
وقد جاءت فترة حكم خادم الحرمين الشريفين (من عام 1982 ) والمنطقة تمرُ بأخطر مراحل تاريخها، حيثُ حرب الخليج الأولى، واجتياح لبنان، ثم حرب الخليج الثانية بكل ما مثلته من أخطار وتهديدات على السعودية، إلا أن الملك فهد استطاع أن يجنب بلاده وشعبه مخاطر الحرب، كما اندلعت في عهده حرب الألفية الثالثة، وهي ما تعرف حالياً بالحرب ضد الإرهاب والتي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، وقد عملت السعودية جهدها في إدانة الإرهاب الدولي وعملت على مكافحته، سعياً منها في أن يعيش العالم بأسره في أمنٍ وآمان.