كتبت نورا مراد: حمّى مناهضة العولمة انتقلت من سياتل وبراغ وجنوى الى بيروت.
فقد افتتح "اللقاء اللبناني حول منظمة التجارة العالمية" المنتدى العالمي للعولمة امس في قاعة عصام فارس في الجامعة الاميركية، في حضور الرئيس الجزائري الاسبق احمد بن بلا ورئيس اتحاد المزارعين الفرنسيين جوزيه بوفيه والدكتور سمير امين والوزير السابق الياس سابا والمنسق العام لـ"تجمع الهيئات الاهلية التطوعية في لبنان" امين فرشوخ. وحضر الافتتاح فاعليات سياسية واجتماعية واقتصادية.
قدّم فرشوخ اللقاء، وقال: "في بيروت، صوت المجتمع المدني يرتفع مطالبا بحقه وبأن يشارك في صنع القرار. وكان اختيار العاصمة لتنظيم هذا المنتدى العالمي، اليوم، لكونها عربية وقريبة من الدوحة، جامعة للعرب، كي يلتفوا ويرفعوا الصوت صوت الشعوب، والمجتمع المدني الحر، في عولمة شعبية قد تكون البديلة من عولمة الاحتكار".
بن بلا
وتحدث بن بلا الذي اعتبر نفسه "انسانا من العالم الثالث يعمل مع الآخر لمناهضة العولمة". ورأى "ان العلم اليوم هو لمصلحة العسكريين والصناعيين وليس من اجل نوعية الحياة الافضل، مما يؤدي الى انتاج مجتمع تسلطي".
واضاف "ان العولمة هي سبب اساسي للفقر والظلم، كما هي السبب الاساسي لصناعة اسامة بن لادن وغيره"، مشددا على "ان النظام العالمي الجديد وضع الاسلام في مكانة العدو، وان فكرة مناهضة العولمة تطورت وانتقلت من سياتل وبراغ الى جنوى، وان الغرب ينادي بنظام عالمي جديد آخر صالح لكل الانسانية وليس لفئة صغيرة". واوضح "ان الشبيبة الغربية تحاول ايجاد معنى جديد للحياة وبناء نظام عالمي جديد مرتكز على العدالة، وقد نجحت هذه الشبيبة في منع ثمانية رؤساء دول من الاجتماع في بانكوك وسيدني وغيرهما" وختم: "ان النظام العالمي الجديد زرع الاستعمار واشياء خطيرة كما في الجزائر، ويجب ان نعمل على انتفاضة جديدة بحيث تكون للشعوب كلمتها".
بوفيه
وتلاه بوفيه الذي تحدث عن "الوضع الاقتصادي المتردي في جنوب لبنان والذي يؤكد ان تأثيرات العولمة موجودة بوضوح. فالزراعة التقليدية في هذه المنطقة هي التبغ وقد تمت تصفية هذا القطاع الزراعي من خلال منافسة المنتجات الاجنبية".
واعتبر "ان العولمة العسكرية التي بدأت عام 1991 عندما سقطت القنابل الاميركية على الشعب العراقي هي فرض للهيمنة الاميركية على العالم العربي". ورأى انه "بعد عشرة اعوام تابعت الولايات المتحدة هيمنتها في افغانستان".
وقال: "لا بد لنا ان نعولم النضال والمقاومة. وبصفتي مناضلا، يجب ان اكون ايضا مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لسياسة القتل الجماعي من اسرائيل".
&
امين
من جهته، لاحظ امين "ان هناك علاقة وثيقة بين الليبرالية المستحدثة والرأسمالية المتوحشة وجوانبها العسكرية والسياسية"، معتبرا "ان الحرب ليست على بن لادن ولا طالبان وليست حرب افغانستان بل هي حرب اسيا الوسطى. فالولايات المتحدة تحاول فرض العولمة عبر التهديد العسكري المباشر والتضييق على روسيا والصين والهند وايران".
واضاف "ان لا فاعلية لليد الخفية في الاسواق الجديدة من دون ان تعتمد على الكف العسكري الظاهر وهذا ما يسمى عسكرة العولمة".
واعتبر "ان للاستعمار الجديد سمات جديدة مختلفة عن السمات القديمة، اذ انه اصبح استعمارا جماعيا متمثلا في الثالوث اميركا واوروبا الغربية واليابان، بحيث تستغل اميركا السيطرة على الثالوث نفسه". واكد "ان الشعوب في الشمال والجنوب يجب ان تكون جبهة واحدة ضد الرأسمال المتعدد الجنسية". وختم: "اننا لا نعادي العولمة بل نناهض العولمة الليبرالية المستحدثة ونريد عولمة اخرى تقوم على مبادئ احترام الانسان والشعوب من كل النواحي".
&
سابا
واخيرا، قدم سابا مداخلة اعتبر فيها "ان احداث 11 ايلول الماضي قد تكون من نتائجها وتداعياتها الكبيرة والعميقة اعادة نظر شاملة في اسس عمل النظام العالمي وتركيبته ككل، ولكن بعد انقضاء المرحلة الحالية التي تتميز بالتفويض شبه الكامل للولايات المتحدة، وبالتالي، بتفردها المطلق في ادارة شؤون الكون. فالمرحلة التي قامت بعد انهيار النظام العالمي القديم، والتي تلت سقوط الشيوعية، تبين انها مرحلة فاشلة على كل المستويات تقريبا - السياسية والاقتصادية والاجتماعية والامنية (...). وعلى دول الجنوب، وفقراء العالم وحتى متوسطي الحال فيه، ان يستعدوا منذ الآن للمساهمة في صوغ النظام العتيد، واضعين نصب اعينهم هدفا اساسيا هو ان يسود حد ادنى من العدالة والتوازن بين الدول والشعوب، والا يجري تهميشهم بأكثر مما كانوا مهمشين في السابق".(النهار اللبنانية)
فقد افتتح "اللقاء اللبناني حول منظمة التجارة العالمية" المنتدى العالمي للعولمة امس في قاعة عصام فارس في الجامعة الاميركية، في حضور الرئيس الجزائري الاسبق احمد بن بلا ورئيس اتحاد المزارعين الفرنسيين جوزيه بوفيه والدكتور سمير امين والوزير السابق الياس سابا والمنسق العام لـ"تجمع الهيئات الاهلية التطوعية في لبنان" امين فرشوخ. وحضر الافتتاح فاعليات سياسية واجتماعية واقتصادية.
قدّم فرشوخ اللقاء، وقال: "في بيروت، صوت المجتمع المدني يرتفع مطالبا بحقه وبأن يشارك في صنع القرار. وكان اختيار العاصمة لتنظيم هذا المنتدى العالمي، اليوم، لكونها عربية وقريبة من الدوحة، جامعة للعرب، كي يلتفوا ويرفعوا الصوت صوت الشعوب، والمجتمع المدني الحر، في عولمة شعبية قد تكون البديلة من عولمة الاحتكار".
بن بلا
وتحدث بن بلا الذي اعتبر نفسه "انسانا من العالم الثالث يعمل مع الآخر لمناهضة العولمة". ورأى "ان العلم اليوم هو لمصلحة العسكريين والصناعيين وليس من اجل نوعية الحياة الافضل، مما يؤدي الى انتاج مجتمع تسلطي".
واضاف "ان العولمة هي سبب اساسي للفقر والظلم، كما هي السبب الاساسي لصناعة اسامة بن لادن وغيره"، مشددا على "ان النظام العالمي الجديد وضع الاسلام في مكانة العدو، وان فكرة مناهضة العولمة تطورت وانتقلت من سياتل وبراغ الى جنوى، وان الغرب ينادي بنظام عالمي جديد آخر صالح لكل الانسانية وليس لفئة صغيرة". واوضح "ان الشبيبة الغربية تحاول ايجاد معنى جديد للحياة وبناء نظام عالمي جديد مرتكز على العدالة، وقد نجحت هذه الشبيبة في منع ثمانية رؤساء دول من الاجتماع في بانكوك وسيدني وغيرهما" وختم: "ان النظام العالمي الجديد زرع الاستعمار واشياء خطيرة كما في الجزائر، ويجب ان نعمل على انتفاضة جديدة بحيث تكون للشعوب كلمتها".
بوفيه
وتلاه بوفيه الذي تحدث عن "الوضع الاقتصادي المتردي في جنوب لبنان والذي يؤكد ان تأثيرات العولمة موجودة بوضوح. فالزراعة التقليدية في هذه المنطقة هي التبغ وقد تمت تصفية هذا القطاع الزراعي من خلال منافسة المنتجات الاجنبية".
واعتبر "ان العولمة العسكرية التي بدأت عام 1991 عندما سقطت القنابل الاميركية على الشعب العراقي هي فرض للهيمنة الاميركية على العالم العربي". ورأى انه "بعد عشرة اعوام تابعت الولايات المتحدة هيمنتها في افغانستان".
وقال: "لا بد لنا ان نعولم النضال والمقاومة. وبصفتي مناضلا، يجب ان اكون ايضا مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لسياسة القتل الجماعي من اسرائيل".
&
امين
من جهته، لاحظ امين "ان هناك علاقة وثيقة بين الليبرالية المستحدثة والرأسمالية المتوحشة وجوانبها العسكرية والسياسية"، معتبرا "ان الحرب ليست على بن لادن ولا طالبان وليست حرب افغانستان بل هي حرب اسيا الوسطى. فالولايات المتحدة تحاول فرض العولمة عبر التهديد العسكري المباشر والتضييق على روسيا والصين والهند وايران".
واضاف "ان لا فاعلية لليد الخفية في الاسواق الجديدة من دون ان تعتمد على الكف العسكري الظاهر وهذا ما يسمى عسكرة العولمة".
واعتبر "ان للاستعمار الجديد سمات جديدة مختلفة عن السمات القديمة، اذ انه اصبح استعمارا جماعيا متمثلا في الثالوث اميركا واوروبا الغربية واليابان، بحيث تستغل اميركا السيطرة على الثالوث نفسه". واكد "ان الشعوب في الشمال والجنوب يجب ان تكون جبهة واحدة ضد الرأسمال المتعدد الجنسية". وختم: "اننا لا نعادي العولمة بل نناهض العولمة الليبرالية المستحدثة ونريد عولمة اخرى تقوم على مبادئ احترام الانسان والشعوب من كل النواحي".
&
سابا
واخيرا، قدم سابا مداخلة اعتبر فيها "ان احداث 11 ايلول الماضي قد تكون من نتائجها وتداعياتها الكبيرة والعميقة اعادة نظر شاملة في اسس عمل النظام العالمي وتركيبته ككل، ولكن بعد انقضاء المرحلة الحالية التي تتميز بالتفويض شبه الكامل للولايات المتحدة، وبالتالي، بتفردها المطلق في ادارة شؤون الكون. فالمرحلة التي قامت بعد انهيار النظام العالمي القديم، والتي تلت سقوط الشيوعية، تبين انها مرحلة فاشلة على كل المستويات تقريبا - السياسية والاقتصادية والاجتماعية والامنية (...). وعلى دول الجنوب، وفقراء العالم وحتى متوسطي الحال فيه، ان يستعدوا منذ الآن للمساهمة في صوغ النظام العتيد، واضعين نصب اعينهم هدفا اساسيا هو ان يسود حد ادنى من العدالة والتوازن بين الدول والشعوب، والا يجري تهميشهم بأكثر مما كانوا مهمشين في السابق".(النهار اللبنانية)
&
التعليقات