&
&
&
&

كتبت زينة الحاج : رست سفينة <<غرينبيس راينبو وريير>> في ميناء راشد في دبي صباح الأحد في زيارة هي الأولى لإحدى سفن المنظمة البيئية الدولية الى الامارة الخليجية، وذلك قبيل توجهها الى الدوحة للمشاركة في الاجتماع الوزاري الرابع لمنظمة التجارة العالمية المنعقد في قطر بين التاسع والثالث عشر من تشرين الثاني.
ورسو السفينة في دبي الأحد ما هو إلا محطة صغيرة في رحلة تاريخية بدأت فصولها منذ عامين بعيد أحداث تظاهرات سياتل الشهيرة. فعشية الثالث من شهر كانون الأول 1999، وعند انهيار المؤتمر الوزاري لمنظمة التجارة العالمية في سياتل، صرحت منظمة <<غرينبيس>> الدولية في بيانها النهائي بشيء من الدعابة: <<لمنظمة التجارة العالمية خياران: إما أن تعقد اجتماعها التالي في بيونغ يانغ في كوريا الشمالية بهدف تجنب احتجاجات المجتمع المدني، أو أن تغير موقفها فتسمح بديموقراطية أكبر ومشاركة للرأي العام في اجتماعاتها>>.
إلا أن منظمة التجارة العالمية لم تتخذ أياً من هذين الخيارين، غير أن ثمة اعتقاداً يسود بين مختلف الفرقاء ومفاده أن اجتماع المؤتمر الوزاري الرابع لمنظمة التجارة العالمية في الدوحة، في قطر هدفه الهروب من جميع المتظاهرين وخلق العوائق التي ستعترض مشاركة المنظمات غير الحكومية.
وتثق <<غرينبيس>> بأن الحكومة القطرية ستحترم التزاماتها وتسمح بالتظاهر السلمي وحرية التعبير في قطر طوال فترة انعقاد المؤتمر الوزاري لمنظمة التجارة العالمية، وبعدها. لذلك تقدمت بعرض لدى الحكومة القطرية حول إرسال السفينة الى الدوحة خلال فترة انعقاد اجتماع منظمة التجارة العالمية.
بدأت التحضيرات لإعداد السفينة لرحلة ستكون الأكثر إثارة في تاريخ المنظمة. عندما وقع الخيار على <<راينبو وريير>> بداية العام الحالي كانت الأخيرة مرتبطة بحملة <<غرينبيس>> ضد برنامج التسلح النووي الأميركي المعروف باسم <<حرب النجوم>>. وعندما تم إطلاق أول صاروخ تجارب في الخامس عشر من تموز كان ناشطو <<غرينبيس>> مستعدين للاحتجاج فشارك خمسة عشر منهم في تحرك سلمي أدى الى تأجيل إطلاق صاروخ التجارب لمدة أربعين دقيقة. تم اعتقال المجموعة بعدها مباشرة بالاضافة الى صحافيين كانا يغطيان الحدث وهم ما زالوا يواجهون حتى الآن تهما تصل عقوبتها الى السجن ست سنوات.
وكانت المهمة التالية للسفينة تقتضي المشاركة في نشاطات غرينبيس في الذكرى الثلاثين للمنظمة البيئية العالمية لا سيما احتفال نيويورك في الخامس عشر من أيلول، ولكن تزامن دخول السفينة ميناء نيويورك نهار الحادي عشر من أيلول مع أحداث نيويورك فتقرر إلغاء احتفال نيويورك. ولكن المنظمة قررت المضي قدما في تحضيرات مؤتمر الدوحة. فبدأت <<راينبو وريير>> رحلتها قاطعة المحيط الأطلسي ومن ثم البحر المتوسط على الرغم من المحاذير الأمنية والشائعات عن تأجيل أو إلغاء المؤتمر نتيجة لأحداث الحادي عشر من أيلول.
وعند الوصول الى قناة السويس كان من الضروري اتخاذ قرار نهائي حول المضي قدما بهذه الرحلة لا سيما ان دخول السفينة قناة السويس مع سفن الحرب الغربية المنتشرة في المنطقة كان يعني دخول منطقة حرب مع كل ما يستتبع ذلك من مخاطر. ولكن إصرار المنظمة على أهمية رحلة السفينة ودورها في توصيل رسالة المنظمة حول العالم وتبعاتها البيئية والاقتصادية والسياسية، فكان القرار بالاستمرار.
وتزامن عبور السفينة البحر الأحمر مع زيارة لوفد من المنظمة الى قطر لتنظيم زيارة السفينة تبيّن خلالها لأعضاء الوفد أن مؤتمر الدوحة سيتم وهذا ما أكده إعلان رئيس منظمة التجارة العالمية مايكل مور من قطر نهار الاثنين في 22 تشرين الأول.
فاستمرت رحلة <<راينبو وريير>> قاطعة البحر الأحمر ومن ثم خليج العرب وعلى متنها طاقم عالمي يضم قبطانا إيطاليا ومتطوعين من الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا والهند وأستراليا وكولومبيا. على أن ينضم إليهم فريق من قسم الحملات في <<غرينبيس>> قادم من كندا وألمانيا ولبنان والولايات المتحدة، كما سينضم إليهم ممثلو مجتمعات محلية من القارات الخمس، تهدد السياسات والممارسات الحالية لمنظمة التجارة العالمية مصادر رزقهم وأسلوب حياتهم.
بدأ العد العكسي لمهمة <<راينبو وريير>> وطاقمها الكامل المتوجه الى الدوحة. الهدف الأساسي أن تكون منبرا لصوت الذين لا صوت لهم في اجتماعات منظمة التجارة العالمية ورسالة لمستقبل بيئي وسلمي أكثر.
ممثلة <<غرينبيس>> في لبنان
على متن السفينة <<راينبو وريير>>(السفير اللبنانية)
&