&
&
&
&
كتب هشام ملحم : قال مصدر أميركي مسؤول إن التصريحات القوية التي أدلى بها نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط السفير دايفيد ساترفيلد في الأسبوع الماضي والتي قال فيها إن الانتفاضة الفلسطينية قد تحولت <<الى عملية إرهاب مدروسة>> لم يكن القصد منها وصف الانتفاضة الشعبية ككل أو نضال الشعب الفلسطيني لتحقيق تطلعاته السياسية المشروعة على أنه إرهاب مدروس، بل كان ساترفيلد يقصد التنظيمات الاسلامية <<مثل حماس والجهاد الاسلامي وغيرها من العناصر المتطرفة التي تستخدم الانتفاضة المبررة لتحقيق برامج عملها الخاصة>>.
ولكن هذه التوضيحات الأولية، واجهت الشكوك من بعض الديبلوماسيين العرب المعتمدين في واشنطن، الذين اعتبروا تصريحات ساترفيلد بمثابة تحول في السياسة الأميركية تجاه الانتفاضة، وإن قال بعضهم إنهم بانتظار الحصول على توضيحات مباشرة ورسمية.
ويرى الديبلوماسيون العرب أن واشنطن قررت حسم أمرها ووضع هذه التنظيمات الاسلامية على القائمة الجديدة التي أعلن عنها الجمعة، وذلك بعد تردد استمر سبعة أسابيع أي منذ تفجيرات نيويورك وواشنطن في الحادي عشر من أيلول الماضي، خاصة انه كان هناك فريق يميل الى تأجيل هذه الخطوة بسبب المزاج الشعبي العام في الشرق الأوسط، ولأن الرأي العام العربي والاسلامي سينتقد الخطوة بشدة.
وأضاف المصدر الأميركي أن الهدف من مواقف ساترفيلد، التي جاءت في كلمة ألقاها يوم الجمعة الماضي بدعوة من مركز للدراسات الفلسطينية في واشنطن، هو القول <<إننا أوضحنا للرئيس (ياسر) عرفات والسلطة الفلسطينية وعلى أعلى المستويات هذه المسألة، وقلنا إن هذه العناصر المتطرفة تقوم بجهود مدروسة في هذا المجال وترتكب الارهاب ضد المدنيين الاسرائيليين>>. يذكر أن ساترفيلد، وهو سفير له خبرة طويلة في شؤون المنطقة، ومعروف بدقته، لم يكن يقرأ نصا مكتوبا، بل ألقى كلمة ارتجالية. ورأى المصدر أن ذلك كان أمرا <<مؤسفا>> كما اعترف بأن توقيت هذه التصريحات لم يكن جيدا.
وتابع المصدر أن الولايات المتحدة قد كررت هذا الموقف للقيادة الفلسطينية، <<حيث قلنا إن هذا الارهاب يضر بالسلطة الفلسطينية ويضر بمصالح الشعب الفلسطيني. ولكننا لم نقل أبدا ولا نقول إن الانتفاضة هي إرهاب، بل نقول إنها تستخدم من قبل البعض لتبرير العنف والارهاب، أي إنها تشمل عناصر إرهابية، ولكن هذا يعتبر جانبا فرعيا (Subset) في الانتفاضة>>. وقال المصدر إن من الصعب على وزارة الخارجية التراجع علنا عن مثل هذا الموقف، ولكنه أكد أن هذا التوضيح سينقل الى الأطراف المعنية، كما سيعكسه الناطق باسم الخارجية في إيجازاته اليومية.
وكان ديبلوماسيون عرب قد أعربوا عن استغرابهم واستيائهم لمضمون تصريحات ساترفيلد وتوقيتها في أعقاب زيارة وزير خارجية اسرائيل شمعون بيريز الى واشنطن، وتزامنها مع وضع حركتي <<حماس>> والجهاد الاسلامي وحزب الله على قائمة التنظيمات الارهابية التي يشملها القرار التنفيذي الذي وقعه الرئيس جورج بوش في أيلول الماضي والذي يفرض قيودا مالية عليها ويعاقب المؤسسات المالية التي لا تجمد ودائعها. المسؤولون الأميركيون قالوا للسفراء العرب إن الموقف من الانتفاضة لم يتغير، وان الحكومة ستتحدث بلهجة قوية ضد الارهاب بغض النظر عن خلفيته ومسرح عملياته، وأشار المسؤولون الأميركيون الى أن الديبلوماسيون العرب ركزوا على الفقرات التي اعتبروها سيئة في تصريحات ساترفيلد، ولم يركزوا على انتقاداته لإسرائيل أيضا.(السفير اللبنانية)
&