فلسطين- القرار الذي اصدرته الولايات المتحدة مؤخرا بتوسيع " اللائحة الأميركية للارهاب " وضم اعضاء جددا مثل حماس والجهاد والجبهة الشعبية وحزب الله اليها ، لم يكن قرارا مفاجئا لهذه المنظمات باعتبار ان الولايات المتحدة لا تمثل سوي الوجه الاخر من اسرائيل علي حد البيانات التي صدرت عن هذه الفصائل و الحركات . لكن هناك تساؤلات كثيرة حول اسباب وتوقيت هذا القرار وما هي تداعياته وكيف ستتعامل السلطة الفلسطينية معه :هل سيكون هناك تجاوب من قبلها ام انها سترفض الموقف الأميركي.. ام انها ستلزم الصمت ؟ وماذا سيكون موقف الفصائل التي ادرجتها الولايات المتحدة في قائمة الارهاب :هل ستغير من سياساتها تجاه الولايات المتحدة ، وهل ستعتبر ذلك هو بمثابة اعلان حرب ومن ثم سيفتح الباب امام مهاجمة المصالح الأميركية؟
استغلال الأوضاع الدولية
تري معظم الفصائل الفلسطينية وخاصة تلك المعنية بالقائمة الأميركية ان التوقيت الأميركي للاعلان عن هذه الفصائل بأنها ارهابية يأتي في سياق الوضع الدولي العام الذي تشن فيه امريكا حربا شرسة علي افعانستان بحجة مقاومة الارهاب ، وهي تستغل هذا الوضع لاقناع عدد من الدول العربية بشن حملة مماثلة ضد منظمات وحركات تعمل تحت سيادتها. يقول الدكتور محمود الزهار احد قياديي حركة حماس" الظرف الدولي بعد 11/9 اصبح مواتيا لامريكا لتمرير مجموعة من القوانين والاجراءات بحجة مقاومة الارهاب في دول مختلفة", واضاف الزهار" ان مجلس الشيوخ والكونغرس منحا الرئيس الأميركي صلاحيات كثيرة وخلصاه من قيود كانت تمنع من الوصول الي مثل هذا القرار" ، معتبرا ان الاشراف الأميركي علي القنبلة النووية الباكستانية والسيطرة علي اجواء الدول المجاورة لافغانستان منح امريكا شعورا بأنه يمكن تمرير مثل هذه القوانين بسهولة و دون معوقات " . ولا يختلف كايد الغول عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مع د. الزهار لكنه يضيف عنصرا اخر بقوله " وربما يكون هذا القرار قد جاء متكئا علي القرارات الرسمية الفلسطينية الاخيرة "اعتبار الجناح العسكري للجبهة الشعبية خارجا عن القانون " ومن ثم اعتبرت الادارة الأميركية ان هذا يمثل غطاء لقرارها الجديد".
واكد الغول علي ان ادراج الفصائل الفلسطينية المذكورة في لائحة الارهاب الأميركي يعني الحكم علي كافة اشكال ومنظمات المقاومة الفلسطينية بالارهاب. جبهة التحرير العربية و التي ادرجت ضمن القائمة قالت في بيان لها ان القرار الأميركي " نوع من الابتزاز الرخيص " فيما قالت حركة الجهاد الاسلامي ان القرار الأميركي يعكس طبيعة الانحياز الاعمي لاسرائيل و يبرز المواقف الأميركية الرافضة للاعتراف بالحقوق الفلسطينية . وقد اعتبرت الفصائل الفلسطينية الاخري و التي لم يدرج اسمها في اللائحة الأميركية وخصوصا الجبهة الديمقراطية و (فدا) ان القرار الأميركي هو استمرار للسياسة الأميركية المعادية للشعب الفلسطيني و قضيته العادلة .
ما هو موقف السلطة؟
وحول ما اذا كانت السلطة الفلسطينية ستتجاوب مع الموقف الأميركي ام انها ستعارضه, يقول الزهار "كل الاحتمالات واردة, لكن هناك ضابط واضح لمسألة التعامل مع هذه القضية , وهو ان الشارع الفلسطيني بمجمله يقف ضد السياسة الأميركية لانه يقتل يوميا بالسلاح الأميركي "واضاف الزهار : لا اتصور ان تذهب السلطة بعيدا في الاستجابة للضغط الأميركي ", اما الغول فقال "موقف السلطة بحاجة الي تدقيق ومراجعة وانا اريد ان اذكر بأن الولايات المتحدة كانت تتهم حتي التنظيم "فتح" بأنه تنظيم ارهابي لذلك يصعب علي السلطة التعامل مع الموقف الأميركي بشكل جدي خصوصا في ظل عدم وجود حلول سياسية مطروحة "
واكد الغول علي انه يجب علي السلطة الفلسطينية ان تدافع عن الفصائل الفلسطينية و تعترض بشكل حاسم علي القرار الأميركي علانية وان تقول لها - للولايات المتحدة - إن هذه الفصائل هي فصائل وطنية وتعمل من اجل تحرير الاراضي الفلسطينية من الاحتلال و لا تمارس الارهاب بشكل من الاشكال ", منوها انه من واجب السلطة ان تبذل كل جهدها لالغاء الموقف الأميركي . ويشير الزهار الي ان الامر لا يتوقف فقط علي موقف السلطة وحدها بل هناك الشارع الفلسطيني والشارع العربي والاسلامي " والذي ينظر الي حماس علي انها حركة مقاومة ولا يقبل من احد ان يضعها في قائمة الارهاب".
واكد الزهار ان القرار الأميركي لن يمس حماس علي الاطلاق " لانه ليس لنا سفارات ولا مكاتب ولااموال في امريكا بل تمويلنا ودعمنا معروف " وقال ماهر الطاهر المتحدث باسم الشعبية في دمشق "لا اعتقد ان هذا القرار سيؤثر علينا لان دعمنا يأتي من شعبنا الفلسطيني وجماهير الشعب العربي ". وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا قد اعلنتا عن تجميد ودائع 25 منظمة وصفتها بالارهاب بينها الجبهة الشعبية وحماس والجهاد وحزب الله.(الراية القطرية)
&