&
&نيويورك -واشنطن: اعلن الرئيس الفرنسي جاك شيراك الثلاثاء ان فرنسا مستعدة لارسال قوات خاصة الى افغانستان شرط مشاركة باريس مع الولايات المتحدة في
بوش وشيراك
&التخطيط للعمليات العسكرية.
&وقال شيراك في مؤتمر صحافي في مقر الامم المتحدة ان الولايات المتحدة اعربت الاحد عن "طلبات اضافية" ستدرسها فرنسا.
&واوضح ان الرئيس الاميركي جورج بوش الذي اجتمع اليه الثلاثاء في وقت سابق، لم يعرب عن هذا الطلب وان رئيس الاركان الاميركي هو الذي قام بذلك.
&وردا على سؤال حول احتمال ارسال قوات فرنسية خاصة الى افغانستان قال شيراك "سندرس الطلبات نظرا لطبيعتها" واضاف "نحن على استعداد تام لارسال قوات خاصة شرط ان نعرف اولا المهمة التي ستقوم بها وما طبيعة هذه المهمة وثانيا ان نشترك في التخطيط".
&واشار الى ان فرنسا سبق وارسلت 2000 جندي وبحار وطيار للمشاركة في الحملة العسكرية التي تقوم بها الولايات المتحدة منذ السابع من تشرين الاول/اكتوبر ضد طالبان وشبكة "القاعدة" الارهابية.
&وادلى شيراك بهذه التصريحات بعد محادثات استمرت نحو الساعة مع الامين العام للامم المتحدة كوفي انان تمحورت حول البحث عن نظام في افغانستان لمرحلة ما بعد طالبان وحول الوضع الانساني في هذا البلد.
&واكد شيراك مجددا تضامن فرنسا مع الولايات المتحدة في حملتها العسكرية ضد طالبان في الوقت الذي يتجه فيه دعم الراي العام العالمي نحو التفتت.
&وقال "لا بد من معرفة اننا جميعا متضامنون مع العمليات العسكرية ضد اناس ليس لهم ايمان ولا قانون".
&ولكنه راى ان التحالف الدولي معرض للتصدع في حال عدم استئناف المفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيين.
&وقال "لا بد اليوم من بذل كل المساعي للعودة الى عملية السلام" مشيرا الى ان الفلسطينيين والاسرائيليين يشعرون حاليا "بضرورة" استئناف المحادثات.
&لكنه اعتبر انه لا يوجد رابط بين الارهاب والقضية الفلسطينة ووصف محاولات اسامة بن لادن للدفاع عن القضية الفلسطينية "بالدجل".
&من جهة اخرى اعلن الرئيس الفرنسي انه اقترح عقد مؤتمر دولي "عاجل جدا" لمساعدة ملايين الافغان المهددين في فصل الشتاء.
&وقال ان هذا الاقتراح حصل على دعم الاوروبيين والرئيس الاميركي جورج بوش والامين العام للامم المتحدة كوفي انان.
&واعتبر شيراك ان "مجموع الشعب الافغاني في وضع خطر لا يمكن التغاضي عنه" في الوقت الذي تشير فيه الامم المتحدة الى ان عدة ملايين من الاشخاص مهددون بقدوم فصل الشتاء، وهذا الوضع تفاقم بسبب الضربات الاميركية.
&وصرح انان من جانبه علينا حقا القيام بكل شىء من اجل منع هذه الكارثة خلال الشتاء".
&واوضح شيراك ان هذا المؤتمر يجب ان يجمع الدول المانحة والدول المجاورة (لافغانستان) والوكالات الانسانية الكبيرة التابعة للامم المتحدة مثل برنامج الغذاء العالمي والصليب الاحمر الدولي والمنظمات غير الحكومية.
&ولم يحدد الرئيس الفرنسي موعد انعقاد المؤتمر الدولي الذي دعا اليه، لكن مصدرا دبلوماسيا اشار الى احتمال عقده قبل نهاية تشرين الثاني/نوفمبر.
&وتمنى الرئيس الفرنسي ان يسمي انان "شخصية مهمة" قادرة على اعطاء دفع للمساعدة الانسانية وتنسيق النشاطات بين الدول والمنظمات الانسانية.
&واعتبر شيراك "ان المشكلة ليست مالية فهناك 700 مليون دولار جاهزة يمكن استخدامها، وانما هي مشكلة دفع وتنظيم" للمساعدة.
&وصرح انان من جانبه "سنحاول خلال وقت قصير جمع العناصر المهمة في هذا المجال لمحاولة تسريع جهودنا".
&واضاف "يجب عدم معاقبة الشعوب الافغانية، فالمذنبون هم شبكة القاعدة والناس الذين اقاموا المعسكرات الارهابية وليس السكان".
&وكان الرئيس الفرنسي جاك شيراك ونظيره الاميركي جورج بوش اكدا امس في واشنطن على الاوجه السياسية والانسانية للازمة الافغانية وشددا على عزمهما المشترك على عدم الرهان بشكل كامل على العمل العسكري.
&وقال بوش خلال مؤتمر صحافي مشترك مع شيراك في ختام محادثاتهما "اننا نعترف بان حربنا ضد الارهاب اكثر من عمل عسكري ضد افغانستان. ولدينا واجب حيال الشعب الافغاني وعلينا ان نحرص على قيام حكومة بعد طالبان تتقاسم قيم بلدينا".
&ولدى استقباله شيراك في البيت الابيض وصف بوش الرئيس الفرنسي بانه "صديق شخصي". وشكره على "صداقته ونصائحه الطيبة" وعلى "المساعدة العسكرية الفرنسية".
&وباللهجة نفسها، اشاد شيراك ب"الهدوء والتصميم" اللذين اثبتهما الرئيس الاميركي "في المحن التي نمر بها".
&وقال ان "اول مسؤولية تقع على عاتق رئيس دولة او حكومة هي ضمان امن شعبه. وهذا ما يفعله الرئيس بوش في ظروف صعبة وهذا ما افعله وهذا ما يجب ان يفعله كل واحد منا".
&وبعد ان شدد على "ضرورة استئصال الارهاب" الذي يستلزم اللجوء الى الوسائل العسكرية اكد شيراك على "ضرورة التحرك السياسي لارساء ركائز دولة حديثة في افغانستان" وكذلك على "المطالب الملحة لتقديم مساعدة انسانية".
&وفي ما يتعلق بالشرق الاوسط، اوضح انه لا بد في الوقت نفسه من السعي الى وضع حد "للازمات التي قد تساهم عبر العالم في اعطاء حجج للارهاب".
&كما كشف شيراك لهذه المناسبة ان فرنسا "تساهم حاليا بالفي رجل من جنود وبحارة وطيارين في العمليات العسكرية" الى جانب القوات الاميركية.
&وعقد الرئيسان لقاء على انفراد ثم التقيا على غداء عمل. وهذا ثاني لقاء للرئيسين منذ اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر في نيويورك وواشنطن.
&وذكر بوش من جانبه انه سيتوجه السبت الى الامم المتحدة ليقول امام اعضاء الائتلاف المناهض للارهاب "حان الوقت لنتحرك".
&وتابع "هناك بعض الدول التي لا تريد المساهمة بقوات (في مكافحة الارهاب) ونحن نتفهم ذلك. ولكن ينبغي على كافة الدول ان تقوم بشيء ما اذا ما ارادت محاربة الارهاب".
&واضاف "من المهم ان تتفهم الدول انه لا بد من تحمل مسؤولية عدم التحرك. فانتم اما معنا او ضدنا".
&وهذا الاسبوع يلتقي بوش، الذي استقبل الاثنين نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، مسؤولين من بريطانيا والكويت والمغرب وايرلندا والبرازيل والهند.
&(ا ف ب)