اعتبر رئيس الاستخبارات السعودي السابق الامير تركي الفيصل في تصريحات اذيعت الثلاثاء ان اسامة بن لادن تحول الى راديكالي بعد ان دعت المملكة العربية السعودية القوات الاميركية لانهاء الغزو العراقي للكويت عام 1990.
وقال الامير تركي في مقابلة تلفزيونية نادرة بثتها محطة "ام بي سي" من لندن ان ابن لادن عرض تنظيم جيش من المتطوعين المسلمين لقتال القوات العراقية وتفادي الحاجة الى استخدام قوات اميركية وهى خطوة اعتبر انها تدنس مهد الاسلام. واضاف ان ابن لادن كان يرى انه قادر على جمع جيش لدحر قوات الرئيس العراقي صدام حسين وانه كان يعارض مبادرة حكومة المملكة العربية السعوية الى دعوة قوات صديقة لطرد القوات العراقية من الكويت.
ومضى الامير تركي قائلا "هنا بدأت علامات التغيير تظهر على شخصيته... لا شك ان هذا التغيير ادى الى ما يحدث منه الان في هذه المرحلة."
وقد شغل الامير تركي منصب مدير جهاز الاستخبارات السعودي لنحو خمسة وعشرين عاما حتى اغسطس اب الماضي. وتذيع محطة ام بي سي المقابلة معه على حلقات على عدة ايام.
وتم تجريد ابن لادن من جنسيته السعودية في عام 1994 بسبب انشطته المشبوهة.
ويقول ابن لادن انه يريد ان تغادر القوات الامريكية المتمركزة في المنطقة منذ حرب الخليج عام 1991 السعودية التي شهدت مولد الاسلام قبل 14 قرنا.
وقال الامير تركي ان ابن لادن عارض اراء رجال الدين المسلمين في السعودية الذين اصدروا فتاوى دينية تقر المساعدة الغربية لطرد القوات العراقية من الكويت.
وفي وقت سابق نقل عن الامير تركي قوله ان السعودية رفضت عرضا مشروطا من السودان قبل بضعة اعوام لتسليم ابن لادن.
واضاف في تصريحات لصحيفة اراب نيوز قائلا "الرئيس السوداني عمر البشير عرض على السعودية تسليم اسامة بن لادن وطلب ضمانات على سلامته من اي مطالبة شرعية. فقيل له ان الشرع يسود فوق كل شخص ولا نستطيع اعطاء هذه الضمانات فلجأ (ابن لادن) الى افغانستان."
وقال الامير تركي انه التقى مرتين بالملا محمد عمر الزعيم الروحي لحركة طالبان الحاكمة في افغانستان التي كانت تربطها في السابق روابط دبلوماسية بالسعودية. وقطعت المملكة تلك العلاقات في سبتمبر ايلول بسبب استمرار طالبان في ايواء "ارهابيين".
وقال رئيس الاستخبارات السعودي السابق "لقائي الاول مع الملا عمر كان وديا للغاية لكن في اللقاء الثاني اصبح هستيريا في هجومه على المملكة."
وصرح بانه خلال اللقاء الاول لم يعترض الملا عمر على اقتراح تسليم ابن لادن للسعودية لكن في اللقاء الثاني "لم يكن مستعدا للاستماع الى احد."
(رويترز)