نيويورك ـ حذر صندوق الامم المتحدة للطفولة والامومة يونيسيف من أن‏100‏ ألف طفل أفغاني معرضون للموت بحلول الشتاء المقبل مالم تصلهم المعونات فورا‏
وقال متحدث باسم المنظمة الدولية ان أحوال الطقس السيئة تضاعف من محنة هؤلاء الاطفال الذين سوف يتجمد العديد منهم حتي الموت مالم يحصلوا علي الملابس والاغطية والبطاطين‏
وذكرت شبكة بي‏.‏ بي‏.‏ سي البريطانية أمس انه ينتظر سقوط الجليد الكثيف في أقرب وقت ممايعوق الطرق التي تسير عليها شاحنات مواد الاغاثة‏.‏
وحذرت منظمات عاملة في مجال المساعدات الانسانية من ان أفغانستان مهددة بكارثة ستؤدي إلي القضاء علي الالاف حتي لو اوقفت الولايات المتحدة القصف الآن‏.‏
وبعد شهر من بدء الضربات الجوية علي بلد دمرته‏20‏ عاما من الحروب وثلاث سنوات
من الجفاف لم يتحقق الكثير من التقدم لارسال المساعدات الغذائية والطبية والملابس لملايين من البشر قبل الحلول الوشيك لفصل الشتاء‏.‏
وتشكل البيروقراطية والمخاوف ازاء قصف محتمل يستهدف قافلات الاغاثة اضافة إلي سرقة المنظمات الانسانية في أفغانستان وقيام طالبان بطرد ممثليها الاجانب العقبات الرئيسية في وجه ذلك‏.‏
ويؤدي اغلاق الحدود مع باكستان ومع الدول الاخري المجاورة إلي التقليل من احتمالات تقديم المساعدات‏.‏
وقال المتحدث باسم المفوضية العامة لشئون اللاجئين التابعة للامم المتحدة حسن يوسف إنه حتي لو توقف القصف الان ولو انطلقت المساعدات اليوم‏,‏ فقد يكون الامر متاخرا‏.‏
ويعتمد ما بين ستة وثمانية ملايين أفغاني‏,‏ جزئيا او كليا‏,‏ علي المساعدات الغذائية الاجنية وتتسبب الامراض وحلول الصقيع والثلوج إلي تعقيد هذه المشكلة‏.‏
ولخص احمد وسيم من منظمة الاغاثة الاسلامية غير الحكومية‏,‏ ومقرها لندن‏,‏ خيبات الامل الناجمة عن شعور بالعجز بمواجهة كارثة تنذر بقربها‏.‏
وقال وسيم في هذا الصدد لم يحصل اي امر مهم خلال الشهر الماضي في اشارة إلي المساعدات للمهجرين داخل أفغانستان‏.‏
وأضاف اعتقد ان أفغانستان ستكون كارثة في حين يعتبر اكثر من مليون أفغاني من المهجرين قبل بدء العمليات العسكرية في السابع من اكتوبر الماضي‏.‏
وتابع وسيم ان الامر بسيط‏,‏ يجب ان تتوقف الضربات فورا او ايجاد ممر آمن لتوصيل المساعدات ولكن لم يتقرر اي شيء من ذلك‏.‏
وتبدي المفوضية العامة لشئون اللاجئين التابعة للامم المتحدة استعدادا لاستقبال تدفق اللاجئين لكن هؤلاء باتوا سجناء داخل بلادهم‏.‏
وقال المتحدث باسم المفوضية ان مشكلتنا الكبري تكمن في بقاء الحدود مغلقة‏.‏
ودخل اكثر من‏100‏ الف أفغاني إلي باكستان عنوة خلال الشهر الماضي لكنهم اختفوا في المدن خوفا من تعرضهم للطرد وبالتالي لم يتلقوا اي مساعدات خارجية‏.‏
وقد انتقل العديد من الأفغان من المدن إلي الأرياف مع بدء القصف الامر الذي يعقد من عملية تنسيق تقديم المساعدات‏.‏
واضف وسيم ان هذا يؤدي إلي وضع سكان الارياف تحت الضغط خصوصا وانهم يفتقدون المواد الغذائية وسيلي ذلك حصول مشاكل في المياه والصحة‏.‏
ويعتبر سكان مناطق الشمال الاكثر حرمانا خصوصا وان الثلوج ستقطع طرق الامدادات المرسلة اليهم خلال الاسابيع المقبلة‏.‏
ويدرس برنامج الاغذية العالمي اسقاط المساعدات من الجو في المناطق الاكثر عزلة لكنه يطلب من حركة طالبان ضمانات مسبقة حيال سلامة وامن الطائرات والطواقم العاملة علي الارض‏.‏
واكد وسيم ان الناس لا تهرب بسبب افتقاد المواد الغذائية ولكن ايضا لانهم متخوفون من فكرة قيام طالبان بتجنيدهم وبسبب الاضطهاد والقصف الجوي‏.‏
وختم قائلا‏:‏ في الوقت الحالي‏,‏ لا نستطيع ضمان حياتهم في أفغانستان وباكستان بسبب الحدود المغلقة‏.‏ انه امر مثير للخيبة كل ما يمكننا عمله هو مواصلة تحضير اماكن جديدة‏(‏ لاستقبال اللاجئين في باكستان‏)‏ وافضل شيء يمكننا القيام به هو البقاء علي استعداد تام‏.‏
و في محاولة لاظهار سيطرتها علي الامور بأفغانستان بدأت حركة طالبان الحاكمة أمس حملة لتطعيم‏5.7‏ مليون طفل ضد شلل الاطفال رغم استمرار الهجمات الجوية الامريكية‏.‏
وكان وزير الصحة العامة الأفغاني عباس اخوند قد قال امس ان أفغانستان بعثت برسالة عبر منظمة الصحة العالمية وصندوق الامم المتحدة لرعاية الطفولة‏(‏ يونيسيف‏)‏ والمفوضية العليا لشئون اللاجئين تطالب فيها بوقف القصف الذي دخل يومه الثلاثين‏.‏
وقال د‏.‏ جولا خان ايوب المسئول بوزارة الصحة بدانا البرنامج رغم رفض الولايات المتحدة وقف إطلاق النار‏.‏
وقال اخوند إن برنامج التطعيم سيبدأ رغم ان الغارات يمكن ان تجبر المسئولين علي وقفه في بعض المناطق‏.‏
وأضاف ان البرنامج يجري بمساعدة منظمة الصحة العالمية واليونيسيف وان طالبان ستستخدم مخزونها من الامصال‏.‏
وقالت الامم المتحدة ان شلل الاطفال متفش بشكل وبائي في أفغانستان الا ان حملة التطعيم شملت عددا كبيرا من الاطفال دون سن الخامسة‏.‏
وتم تطعيم نحو أربعة ملايين طفل عام‏1997‏ ولكن العدد تراجع إلي النصف بحلول عام‏1998‏ نظرا للظروف السياسية‏.‏ وتقول الامم المتحدة ان العدد ارتفع ثانية العام الماضي نتيجة لاعلان وقف لاطلاق النار بين الجهات المتصارعة في أفغانستان‏.‏(الأهرام المصرية)
&
&
&
&