الشاعر النرويجي الكبير ارنليوت أكن
أوسلو -خاص -&ايلاف: أقيم في العاصمة النرويجية، أوسلو، في الثاني من تشرين الثاني (نوفمبر) مهرجان ثقافي، ضمن مهرجانات ثقافة الحوار بين النرويج وعالمنا الشرقي. وقد اقيم المهرجان في احد الكنائس القديمة التي جُددت وتحولت الى مركز للاحتفالات الثقافية: كنيسة ياكوب الثقافية، وضوئها الخافت أعاد الجمهور الى القرون الوسطى، وأضفت عليها التقنية الضوئية سحرا وفتنة.

ساهم في هذه الأمسية الشعرية مجموعة من المثقفين عطّرت أجواء الجمهور بالكلمة الشعرية المتميزة. بدأت الامسية بعزف على العود للموسيقي هشام السامرائي ثم ألقت أوني فيكان وهي بروفيسورة في الانتربولوجيا ومستشرقة تجيد العربية ومؤلفة لعدة كتب اكاديمية تدرس بعضها كمنهج في الجامعات، ألقت كلمة الافتتاح وركزت فيها على ضرورة الحوار بالكلمة لا
عناية جابر
بالرصاصة سيما بعد احداث 11 ايلول (سبتمبر) وارهاب الطائرات في مانهاتن وواشنطن، وأكدت ضرورة التمييز بين الارهاب والاسلام. وتحدثت البرفيسورة فيكان عن ضرورة اعتراف العالم بحق الاختلاف "انني أختلف عنك بالطبع بمقدار اختلافك عني بالضبط".
الشاعر النرويجي ايرلنك كتلسن يقدم الشاعر الاثيوبي ابيرا لما
كان عريف الحفل الشاعر النرويجي ارلنك كتلسن والذي ترجمت مختارات من شعره الى العربية وصدرت عن دار افريقيا الشرق في المغرب. كتلسن قدم الشعراء والمساهمين ورحب بالحضور. ثم قرأ الشاعر الاثيوبي أبيرا لمّا مجموعة من قصائده. وأبيرا أحد اكثر ثلاثة شعراء في اثيوبيا واصدر سبع مجموعات شعرية، بعضها ترجم الى النرويجية من قبل الشاعر ايرلنك كتلسن.

فرهاد شاكلي
بعد ذلك قرأ الشاعر فرهاد شاكلي بعضا من قصائده التي ترجمها الى النرويجية الشاعر العراقي وليد الكبيسي. وكانت القراءة باللغتين الكردية والنرويجية. يقول فرهاد في احدى قصائده:
متى سأمسد
كزخة مطر ناعمة
قدّ سروة حزينة؟
والتف حول قمة جبل في بلادي
مثل عاصفة ثلجية؟
ها أنذا قصدتُ زوايا هذه الحانة الكئيبة
لأبيع وعيي وذكرياتي
بكأس خمر.

ويعتبر الشاعر فرهاد من ابرز شعراء الحداثة الكردية، وهو يقيم في السويد منذ اكثر من ثلاثين عاما، ولا زال يجيد العربية وتعلم الفارسية والسويدية والانكليزية، اصدر 20 كتابا في الشعر وعن الادب الكردي باللغة السويدية. ومهرجان السنونو& يدعو للمرة الاولى شاعرا كرديا. ذلك ان السنونو يحاول مد جناحيه في الشرق الاوسط لكي يقدم نتاجا ادبيا للثقافة الشرق متوسطية الغنية بالتنوع القومي والديني والتاريخي.
ومن لبنان ساهمت الشاعرة عناية جابر، وكان حضورها هادئا وجميلا، وفنها الشعري يفاجئ الرجل بنوع من الرومانسية التي تتحلى بها. ونسيت عناية جابر ان تقرأ لنا اجمل قصائدها "أتمنى لو انني نسيت قلبي في غابة تحرسه الاشجار مثل اطفالها". لكنها غنّت مقطعا لأم كلثوم وعاش الجمهورلحظات وهو يشهد جانبا اخر من مواهب هذه الشاعرة الموهوبة.

ولم يتمكن الشاعر العراقي سعدي يوسف من الحضور، فقررت "السنونو" ان تقرأ قصائده& باللغة الانكليزية، فقامت مارغريت أوبانك، محررة وناشرة "بانيبال" المجلة الانكليزية المتخصصة بالادب العربي، بتقديم نبذة عن حياة سعدي يوسف وعمله الشعري، ثم قرأت بعضا من قصائده.
سعدي يوسف
من النرويجيين، ساهم في الامسية، مؤلفين احدهما ميريه ابراهامسن، وهي صحفية اصدرت مجموعة شعرية واقامت معرضا للرسم، ودرست الادب العربي واللغة العربية واقامت حينا في سوريا، وكتبت رواية عن دمشق، قرأت ابراهامسن ثلاثة مقاطع على& الجمهور في الامسية.
النرويجي الاخر هو شيخ من شيوخ الشعر النرويجي آرنليوت أكن، وهو اسم لا يكاد يجهله طالب مدرسة او سائق قطار حتى، وهو مثل الجواهري عند العرب. ذلك لانه عاش عمره الطويل مكرسا اياه للشعر، حتى اننا بعد الامسية اجتمعنا وكان احد الصحفيين النرويجيين حاضرا وطلب الشاعر صلاح نيازي ان يغني كل منّا اغنية. فقال الصحفي "سأغني الاغنية الوحيدة التي لم يكتبها آرنليوت أكن".

الفنانة العراقية نماء الورد وصلاح نيازي ووليد الكبيسي
وختمت الامسية، حين قدم الشاعر النرويجي كتلسن، الشاعر العراقي صلاح نيازي، بكلمات شدت الحضور "صلاح نيازي احد اعمدة الثقافة العربية، رئيس تحرير المجلة التي تعنى بالاغتراب منفى وفلسفة، وهو في نقد الشعر مدرسة في الحداثة تحاول ان ترقى بالشعر العربي الى مستوى البوح والتأمل بدل الزخرفة اللغوية والفروسية. وشعره اصفه بالشعر الراقي الذي دخل عالم الحضارة..الخ" ثم قرأ نيازي قصائده بصحبة عازف العود هشام السامرائي.
ما لون بغداد وما طعمها
ما صحو بغداد وما نومها
ما شمسها، ما الناس ما نجمها
سبحانك. اللهم جل اسمها.
ثم قرأ وليد الكبيسي مقطع من قصيدة للشاعر نيازي باللغة النرويجية:
خارج الثكنة العسكرية تجمهر لناس كأن في يوم حشر
ينتظرون الاحياء العائدين من الحرب
من بعيد جاءت اللوريات العسكرية
البنادق مرفوعة بالطول فوق الرؤوس
كأن الجنود يعومون الى الرقبة في طوفان
البنادق مرفوعة بالطول والاصوات تشق بعضها بعضا
"اللوريات" عائدة ببقايا الاحياء
اكتافهم بلا رتب، وقمصانهم بلا ازرار
اياديهم مجاذيف في نهر جاف
من موجة يابسة الى موجة
نوح، نوح، نوح
بقايا أحياء، واكتاف بلا رتب.
كانت أمسية "السنونو" في اوسلو حاشدة بالجمهور والحماس والسحر.
حقوق النشر خاصة بايلاف، ويمنع اعادة النشر باي شكل من الاشكال، وفي حالة الاقتباس لا بد من ذكر المصدر الاصلي.
الصور& لمارغريت أوبانك
منحوتات فنية من فيغيلاند بارك في أوسلو
بحر أوسلو
منحوتات فنية من فيغيلاند بارك
فرهاد شاكلي ووليد الكبيسي وعناية جابر في جولة في اوسلو