&&نيويورك- انتخب الميلياردير الجمهوري مايكل بلومبيرغ الثلاثاء رئيسا لبلدية نيويورك ليحل اعتبارا من كانون الثاني/يناير المقبل مكان رودولف جولياني صاحب الشعبية الكبيرة الذي ساهم كثيرا في الفوز المفاجئ لهذا المبتدئ في السياسة على احد ابرز الشخصيات الديموقراطية في المدينة مارك غرين.
&فقبل اسبوعين فقط كان غرين الوسيط البلدي السابق واحد ابرز شخصيات الحزب الديموقراطي يتقدم باشواط على مؤسس الامبراطورية الاعلامية التي تحمل اسمه، في هذه المدينة التي تصوت تقليدا للحزب الديموقراطي. ورغم مبلغ الخمسين مليون دولار من امواله الخاصة التي انفقها خصوصا على الدعايات التلفزيونية، فان العامل الذي رجح فوز بلومبيرغ كان الدعم الذي قدمه له رسميا في 27 تشرين الاول/اكتوبر رودولف جولياني. ففي غضون ايام قليلة تمكن من تعويض تأخره ليفوز مساء الثلاثاء بفارق عشرات الاف الاصوات.
وحول الكثير من الديموقراطيين اصواتهم لصالح المرشح غير المعروف لدى النيويوركي العادي لكن المدعوم من "رودي" جولياني. وعلق كاتب افتتاحية صحيفة "نيويوركر" صباح الثلاثاء على هذا الدعم بقوله "باختصار شديد فكأنه تلقى دعما من الله". وقال مايكل بلومبيرغ (59 عاما) الذي علت فمه بسمة عريضة امام انصاره وقد وقف الى جانبه جولياني "بمساعدة الحاكم (الجمهوري) جورج باتاكي ورودولف جولياني سنجعل المدينة تتطور (...) وسنكمل البناء على الاسس التي وضعاها".
&وفي دعاية بثها التلفزيون تكرارا في الايام الاخيرة حتى حفظها الناخبون عن ظهر قلب يقول جولياني الذي نصبته الصحف "عمدة اميركا" بسبب مواقفه غداة اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر، "نيويورك ستكون في ايدي امينة مع مايكل بلومبيرغ".
&واعتبر معلقون سياسيون مساء الثلاثاء ان شعبية جولياني بلغت حدا تجعله فيها قادرا على اختيار خلفه.&وقد فضل الناخبون بلومبيرغ على الارجح لخبرته في مجال الاعمال خصوصا في ظل مرحلة الغموض الاقتصادي التي تمر بها الولايات المتحدة والمدينة مع نفقات باهظة لاعادة اعمار جنوب منهاتن.
&ويبدو ان المعركة القاسية التي شهدتها الانتخابات التمهيدية في الحزب الديموقراطي بين غرين ومسؤول حي برونكس فيرناندو فيرير اثرت كثيرا على النتائج.&ففيرير وهو من اصل اميركي لاتيني اعرب عن دعم فاتر لخصمه السابق ولم يتمكن من مسامحته على هجمات اعتبرت عنصرية مما ادى الى تحول العديد من اصوات افراد هذه الجالية الى بلومبيرغ في حين انها تصوت تقليدا للمرشح الديموقراطي.
&وقد لوحظ غياب فيرير عن مأدبة العشاء الاخيرة في الحملة الانتخابية ويبدو ان ذلك حث الكثير من الناخبين من اصل اميركي لاتيني الى الامتناع عن التصويت. وهي المرة الاولى منذ قرابة القرن التي تنتخب فيها مدينة نيويورك التي يزيد عدد الديموقراطين فيهما خمسة اضعاف عدد الجمهوريين، رئيسي بلدية جمهوريين على التوالي.
&وستكون امام بلومبيرغ رئيس بلدية نيويورك الثامن بعد المئة، مهمة شاقة تتمثل بخلافة رودولف جولياني الذي يمتتع بشعبية نسبتها 80% في صفوف سكان المدينة. وكرر بلومبيرغ الذي اعلن نيته الاكتفاء بمعاش رمزي يبلغ دولارا واحدا في السنة، طوال حملته الانتخابية انه سيستوحي كثيرا من مبادئ سلفه وطرق عمله. وقد يبدأ بالمحافظة على بعض الموظفين الكبار في البلدية لا سيما اولئك المعنيين بعمليات الانقاذ واعادة بناء مركز التجارة العالمي.
&وولد بلومبيرغ في عائلة من الطبقة المتوسطة في ولاية ماساتشوستس المجاورة وتخرج من جامعة هارفرد وجمع اول مليون دولار قبل سن الاربعين. وعمل حتى العام 1981 لدى شركة الوساطة "سالومون بروذرز" حيث كان مسؤولا عن تقنيات المعلومات. وغادر هذه الشركة مع عشرة ملايين دولار. وفهم قبل غيره حاجات المتعاملين في مجال الاقتصاد وتوقع القدرات غير المستغلة في تلك الفترة لادخال المعلوماتية. وانشأ عندها "بلومبيرغ ال بي" التي ركزت اولا على قطاع السندات الذي لم يكن يخظى بتغطية كبيرة. ووضع بفضل نظام معلوماتية طوره، في تصرف العاملين في مجال الاقتصاد معلومات لم تكن متوافرة سابقا الا لعدد قليل مهم.
&وهو شخصية معروفة في المجتمع النيويوركي الراقي، وعامل خير. وبلومبيرغ مطلق واب لابنتين.&وكان صاحب الامبراطورية الاعلامية في العام 1997 كتب في سيرته الذاتية "بلومبيرغ بقلم بلومبيرغ" انه غير مهتم بالسياسة لكن سرت شائعات في السنوات الاخيرة عن احتمال خوضه غمارها.&ولم يخف في السنوات الاخيرة ميله للديموقراطيين لكنه انتقل العام الماضي الى المعسكر الجمهوري الذي استقبله بالترحاب.(ا ف ب )