بروكسيل - من خليل فليحان: وصف وزير الخارجية السوري فاروق الشرع تأييد الرئيس الاميركي جورج بوش قيام دولة فلسطينية بانه "توجه ومؤشر". واستبعد اي "شيء عملي ملموس" في شأن التسوية في المنطقة قائلا: "لا يوجد سلام ولا حل ولا عملية سلام من دون الضغط على (رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل) شارون".
واكد الشرع حصول تباينات عربية واوروبية في مؤتمر وزراء الخارجية الاوروبي - المتوسطي في بروكسيل، محذرا من ان استمرار الربط بين الارهاب وقضية فلسطين سيؤدي الى مزيد من الاحباطات والغضب في الشارع العربي".
قبيل مغادرته بروكسيل صباح امس الى لندن، حاورت "النهار" الوزير الشرع في فندق "رويال وندسور" على النحو الاتي:
* هل كان في رأيك تركيز الشركاء الاوروبيين على الاهداف الحقيقية للمؤتمر الاوروبي - المتوسطي وللشراكة، ام كان موضوع الارهاب ومكافحته هو الطاغي؟
- في الواقع ان موضوع الارهاب اصبح على جدول اعمال كل اجتماع سواء أكان هذا الاجتماع اقليميا ام دوليا. ولكن مع ذلك لم يكن هذا الموضوع طاغيا على اجتماعات الشراكة الاوروبية - المتوسطية لاننا ناقشنا قضية الشرق الاوسط بتفصيل كبير والتوجهات التي من شأنها ان تعيد هذه المسألة الى سطح الاحداث وهناك تركيز عالمي عليها اكثر من اي وقت مضى وبصرف النظر عن الربط ما بين هاتين المسألتين اي قضية فلسطين والارهاب، وهو ربط يجب الا يساء تفسيره لان البعض يسعى الى اساءة تفسيره، وان هذه المشكلة اذا استمرت ساخنة غير قابلة للحل فانها ستؤدي الى مزيد من الاحباطات والغضب في الشارع العربي والى مزيد من الانزعاج من سياسة الولايات المتحدة المؤيدة دون شروط لاسرائيل وغضب من الممارسات الاسرائيلية التي تستهدف قتل الفلسطينيين وتدمير منازلهم وتجويعهم وحصارهم ورفض فكرة حتى تطبيق القرارات الدولية حيث الاساس، كل ذلك يجعل هذا الموضوع كأنه ليس مرتبطا بضخامته وبأهميته والاهتمام العالمي به.
اما موضوع الارهاب فكان مطروحا على جدول اعمال الشراكة الاوروبية - المتوسطية ونوقش بشكل طبيعي وعادي وكان هناك موقف واحد تقريبا من حيث المبدأ في ادانة الهجمات التي حدثت في الحادي عشر من ايلول. ولكن من جهة اخرى كانت هناك تباينات في الرأي بين المجتمعين في الشراكة الاوروبية - المتوسطية سواء اكانوا عربا ام اوروبيين، تباين حصل اساسا حول سقوط ضحايا في افغانستان والهدف من هذا العمل العسكري والاعتراض على توسيعه الى اي دولة اخرى. ورفض الربط بين الارهاب والعرب والمسلمين واتخاذ الاجراءات التي تُنهي مثل هذه الاتهامات التي لا تفيد احدا لانها تشكل مشكلة داخل المجتمعات الغربية، وبالتالي كان هناك حرص اوروبي - عربي على معالجة هذه المسألة على المديين القصير والبعيد.
* هل تمكنتم من اقناع الشركاء الاوروبيين بضرورة تعريف الارهاب؟
- طبعا الموقف الاوروبي وافق على ضرورة تحديد الارهاب وتبيان اسبابه وجذوره.
* هل تعتبر دعوة الرئيس جورج دبليو بوش الى الاعتراف بدولة فلسطينية مؤشرا لحصول شيء جدي وعملي؟
- لا اعتقد انه سيكون هناك شيء عملي ملموس، فنحن امام توجه ومؤشر. ولربما اخذ هذان التوجه والمؤشر مع المدى الزمني بعض الاشكال على الارض، وهذا يتوقف في الدرجة الاولى على الموقف الاميركي وقدرته على الضغط على اسرائيل، وبدون الضغط عليها لا سلام ولا حل ولا عملية سلام. واذا استمر شارون بهذه الطريقة فلن يكون هناك أفق حل للحديث عن عملية سلام.
ومن جهة أخرى، أفاد مصدر ديبلوماسي شارك في اجتماعات المؤتمر الوزاري في بروكسيل ان وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريس اعترف خلال مداخلته السياسية الاثنين الماضي ان اسرائيل متضايفة من "حزب الله" وطلب المساعدة من أية دولة وخصوصاً سوريا لاعادة جثث الجنود الثلاثة الذين كان الحزب قد أسرهم في 7 تشرين 2000 داخل منطقة مزارع شبعا المحتلة.
وفي معرض رده على اتهامات بيريس لسوريا بانها تؤوي ارهابيين قال الشرع: "بعض القادة الفلسطينيين موجودون في دمشق بسبب طرد اسرائيل لهم منذ عام 1948 فواحد من هؤلاء هو ابو علي مصطفى الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عاد فاغتالوه. وما هي الضمانات لعودة الباقين الى ديارهم دون ان يغتالوهم او دون ان يلاقوا مصير ابو علي مصطفى؟".
وأوضح الشرع في مداخلته ان في دمشق اربعة مراكز لمنظمات فلسطينية يقتصر عملها على الاعلام.
وأشار الى المجازر التي ترتكبها اسرائيل ضد المدنيين الفلسطينيين واعطى مثالاً على ذلك الطفل محمد الدرة الذي قتل عمداً وهو في حضن والده.(النهار اللبنانية)
&