&
لندن ـ ايلاف: نجح رئيس الحكومة البريطاني توني بلير، لأول مرة في التاريخ البريطاني في تحقيق الغاء عادة موروثة تعتبر درة في التاج البريطاني حين الغى مبدأ الوراثة في مجلس اللوردات الذي هو تجسيد للاستقراطية البريطانية عبر تاريخ امتد الى ستمائة عام.
وفي الكتاب الأبيض الذي نشرت بعض تفاصيله اليوم، فانه تم الغاء مبدأ الوراثة من 92 من اللوردات ورثوها ابا عن جد عبر امتداد التاريخ البريطاني.
وبموجب الانقلاب الجديد الذي يوده بلير منذ بداية عهده الذي اسماه "عهد حزب العمال الجديد" قبل نيف واربع سنوات، حيث حاز حزبه على السلطة هازما حزب المحافظين التقليدي لمرتين متتاليتين فان عديد اعضاء مجلس اللوردات سيكون 600 عضو فقط، أي نفس عديد اعضاء مجلس العموم الذي ينتخبه الشعب البريطاني.
وسيتم تعيين 120 عضوا في المجلس من جانب هيئة عليا متخصصة تضم سياسيين ومهتمين في الشؤون العامة البريطانية ومن مجالس الاقاليم، وستعين الاحزاب السياسية في البلاد 332 لوردا حسب النسب السياسية في مجلس العموم حيث سيكون لحزب العمال الحاكم الاغلبية العظمى.
وانقلاب بلير الغى القابا مثل (اللورد للرجال واللليدي للنساء) بل سيكتفى بكلمتي سيد او سيدة، ومن اهم الخاسرين على ما يبدو الليدي ثاتشر رئيسة الوزراء السابقة التي سينادى عليها منذ الآن بكلمة (السيدة) فقط.
وبموجب الكتاب الأبيض فانه سيصار الى تعيين اكبر عدد من السيدات في مجلس اللوردات، الذي ظل عبر قرون يقال انه مجلس الملوك البريطانيين مع كل الامتيازات الاجتماعية التي لم تكن ممنوحة لغيرهم من العامة.
وخفضت القرارات الجديدة عديد رجال الكنائس في مجاس اللوردات من 26 لوردا الى 16 فقط يتم تعيينهم بعد التشاور مع الهيئات الدينية في البلاد، وهناك مسلمان في مجلس اللوردات حاليا وكلاهما ينتمي الى التابعية الآسيوية.
ولكن القرارات الجديدة تحافظ من جانب آخر على نحو تقليدي على القاب اولئك الذين ورثوها عن آباء لهم دورهم التاريخي المعهود في خدمة المملكة المتحدة منذ قرون طويلة.
وتعطي القرارات الجديدة النساء البريطانيات ما يعادل 30 بالمائة من عضوية مجلس اللوردات حيث كن الى عهد قريب الفئة المظلومة.
والى ذلك، فان القرارات الجديدة لن تدخل حيز التنفيذ الدستوري منذ الآن حيث ستخضع الى نقاشات واسعة على صعيد مجلس العموم الذي "يمثل العامة"، وسيكون لهؤلاء الكلام الفصل في النهاية، ولكن جميع الدلائل تشير الى ان رئيس الحكومة توني بلير سينتصر في آخر المطاف، وعلى ما يبدو فان له انصارا في دائرة العائلة الملكية من امثال ولي العهد امير ويلز الأمير تشارلز الخارج دائما على التقليد الملكي.
يذكر ان الأمير تشارلز ليس ذلك المتحمس الى تسلم الحكم بعد والدته الملكة اليزابيث الثانية والحريصة كل الحرص على التمسك بالاعراف والتقاليد البريطانية التاريخية.
فأمير ويلز حريص على مواصلة رعاية ابنه الملك المنتظر ويليام (18 عاما) الذي بدأ دراسته الجامعية هذا العام في جامعة سانت اندروز الاسكوتلندية خلافا لجميع التقاليد الملوكية في بلاط ويندسور.&