بيروت&- وضع لبنان مدعوما من سوريا حدودا واضحة لحملة مكافحة الارهاب التي تقودها الولايات المتحدة اثر اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر، رافضا طلب واشنطن تجميد ارصدة حزب الله. وعلى الرغم من ان رفض الحكومة اللبنانية كان متوقعا الى حد بعيد، الا انها اول مرة يرفض فيها بلد بهذا الوضوح طلبا اميركيا منذ الاعتداءات على نيويورك وواشنطن.
&واعلن السفير الاميركي فينسنت باتل للصحافيين اثر لقاء مساء الاربعاء مع رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري "حصلت على جواب". واضاف "الجواب هو ان الحكومة اللبنانية ستستمر في التمييز بين منظمات المقاومة والمنظمات الارهابية". وعلق دبلوماسي غربي طلب عدم كشف هويته ان "هذا يظهر الحدود الحالية للتحرك الاميركي في الشرق الاوسط".
ونشرت واشنطن في 2 تشرين الثاني/نوفمبر لائحة ثالثة تتضمن 22 منظمة "ارهابية"، اضيفت الى 66 تنظيما وفردا ادرجوا على لائحتين سابقتين. وطالبت بتجميد ارصدة هذه المنظمات في جميع انحاء العالم. وتضمنت اللائحة الثالثة حزب الله الشيعي اللبناني. وحذت بريطانيا حذو الولايات المتحدة فسارعت في 3 تشرين الثاني/نوفمبر الى نشر لائحتها الخاصة بالمنظمات الارهابية وهي شبه مطابقة للائحة الاميركية. وبعد ان ابلغ الحريري رفض لبنان الى السفير الاميركي، صرح خلال مادبة عشاء في اليوم نفسه في احد فنادق بيروت ان "موقف لبنان واضح ونهائي".
&وأكد ان "لبنان ليس معزولا"، مشيرا الى "التضامن العربي والاسلامي" الى "اصدقاء كثيرين في العالم". واعتبر الحريري ان لنان "ليس لديه ما يخشاه من جراء الموقف الذي اتخذه". وقبل استقبال باتل، عقد الحريري اجتماعا استغرق ساعة مع الرئيس السوري بشار الاسد في دمشق، ثم تناول الغداء في القصر الجمهوري مع الرئيس اميل لحود ورئيس مجلس النواب نبيه بري.
واخيرا، استقبل رئيس الوزراء السفير الفرنسي فيليب لوكورتييه الذي اشار في اعقاب الاجتماع الى العلاقات الوثيقة القائمة بين البلدين، موضحا ان الرئيس الفرنسي جاك شيراك سيستقبل الحريري السبت في باريس. وعبر باتل لدى خروجه من الاجتماع مع الحريري عن الاستياء الاميركي، موضحا ان "اجواء التعاون التي كانت مخيمة مع لبنان بشأن بن لادن تبدلت".
واذا كان رفض لبنان لطلب القوة العظمى متوقعا، الا انه يشكل خطرا على هذا البلد الغارق في دين عام يصل الى 25 مليار دولار والذي يحتاج الى مساعدة الجهات المانحة الدولية لتجنب افلاس يتوقعه له العديد من الخبراء. ولم يعقد منذ انسحاب اسرائيل من جنوب لبنان في ايار/مايو 2000 اي مؤتمر دولي حول المساعدة لاعادة بناء هذه المنطقة نظرا لمعارضة الدول الغربية.
اما السبب فهو رفض لبنان، مدعوما من سوريا التي تمارس نفوذا كبيرا فيه، نشر جيشه على الحدود الجنوبية مع اسرائيل ونزع سلاح "المقاومة الاسلامية"، ميليشيا حزب الله التي كانت في طليعة حركة المقاومة للاحتلال الاسرائيلي. غير ان اختبار القوة ليست امرا محتوما مع الولايات المتحدة في الوقت الحاضر.
فقد اوضح باتل للحريري ان "اللائحة الثالثة" التي تتضمن حزب الله " لن تبلغ الى الامم المتحدة لتدرج في اطار قرارات مجلس الامن" حول الارهاب. وهذا يتيح للبنان الاستمرار في تبرير رفضه للائحة على اعتبار انها لم تحصل على موافقة الامم المتحدة. غير ان واشنطن اخذت علما بالموقف اللبناني للمستقبل وللمراحل التالية لحملة مكافحة الارهاب. (ا ف ب )