واشنطن - من سمير القدسي: توسعت رقعة المداهمات والاعتقالات التي قامت بها السلطات الأميركية في ولايات عدة، بعد إعلان وزارة المالية اضافة أسماء 62 شخصا ومنظمة، اعتبرتهم على علاقات بمنظمات إرهابية تدعم تنظيم "القاعدة" وزعيمه أسامة بن لادن, وشملت حملة المداهمات 11 شركة ومحلا تجاريا في خمس ولايات، كما شملت اعتقال شخص واحد وتوجيه تهم إلى شخصين آخرين على الأقل، يقال انهم يعملون لحساب هذه الشركات والمحلات التي تم تشميعها بالشمع الأحمر بأمر رئاسي.
واجتاح مسؤولو مكتب التحقيقات الفيديرالي (اف بي اي) وسلطة الجمارك الأميركية مؤسسات ومحلات تجارية في مدن فولز تشيرتس والكسندريا في ولاية فرجينيا، ومنيابوليس، وبوسطن في ولاية مساتشوستس وسياتل في ولاية واشنطن وكولومبوس في ولاية أوهايو, وتركزت المداهمات على محلات تابعة لمؤسستي "البركة" و"التقوى".
يذكر ان "مجموعة البركة"، التي لها فروع في عشرات البلدان، هي مؤسسة تجارية مقرها دبي, أما "بنك التقوى" فهو بنك مقره سويسرا ذو فروع في العديد من الدول أيضا، ويقال انه "يعمل كمؤسسة استشارات مالية لبن لادن"
كما جمدت السلطات الأميركية حسابات بنكية عدة، لأشخاص في الولايات المتحدة يعتقد ان لهم علاقة بتنظيمات أو جمعيات أو مؤسسات تجارية يدعمها بن لادن, واحد هذه الحسابات يعود للمعتقل العربي في بوسطن واسمه لبان حسين، وكان قد فتحه في مارس العام الماضي.
وتقول السلطات ان "مجموعة البركة التجارية" التي تتخذ من دبي مقرا لها، والتي اغلقتها السلطات الاماراتية اول من أمس، بصورة متزامنة مع اجراءات الحكومة الاميركية، اسسها الصومالي احمد نور علي جمالي عام 1989. وتضيف ان جمالي كان مصرفيا سابقا في الصومال وبدأ يتعاون مع بن لادن منذ التقائه به في أفغانستان حين كان الاثنان يشاركان في الحرب ضد السوفيات في تلك الفترة, وتقول التقارير هنا بناء على أقوال مسؤولين أميركيين لم تسمهم "ان بن لادن كان مستثمرا رئيسيا في شركة البركة حين تأسست".
وجاء في بيان لوزارة المالية الأميركية ان "مجموعة البركة" لديها فروع في دول عدة عدا دبي والولايات المتحدة، منها الصومال وليشتنستاين وهولندا وكندا وسويسرا وتونس وايطاليا والسويد ومصر, وطالبت الولايات المتحدة هذه الدول بتجميد أرصدة هذه المجموعة في أراضيها.
وتتهم السلطات الأميركية مجموعتي "البركة" و"التقوى" تحديدا "بتمويل نقل أسلحة الى تنظيم القاعدة، وتوفير الاتصالات الآمنة لها، كما تخدم كشبكة للقاعدة لنقل المعلومات الاستخبارية والتعليمات الى الخلايا المتصلة بالتنظيم في بلدان أخرى",
وكان الرئيس جورج بوش، الذي أعلن أول من أمس اضافة وزارة المالية لأسماء المنظمات والأشخاص الـ 62 الى قائمة الذين سيتم تجميد أرصدتهم وممتلكاتهم، ان "لدينا أدلة قوية وذات مصداقية على ان مجموعتي التقوى والبركة تجمعان الأموال للقاعدة وتديرانها لحسابها وتستثمران لها وتوزعان هذه الأموال "لحساب أفرادها وخلاياها حول العالم".
وقال وزير المالية الأميركي بول أونيل في حديثه عن نشاطات هذه المنظمات والكيفية التي تقوم بها بأعمالها، إن هذه المنظمات "تحسم عمولة على خدماتها المالية وتقوم بدفع هذه العمولة الى القاعدة", ويقول المسؤولون الأميركيون ان هذه العمولات "تصل إلى عشرات الملايين من الدولارات سنويا، كما ان التقوى تساعد القاعدة عن طريق تقديم المشورة المالية والاستثمارية وقدرات التحويل المالي لها".
واضافة الى عمليات الاغلاق التي قامت بها السلطات الأميركية للمحلات التابعة للمؤسستين المذكورتين، فإنها قامت بمداهمة محلات صغيرة للتحويلات المالية والصرف في خمس ولايات وفتشت خزائنها وسجلاتها, ويعود قسم كبير من هذه المحلات الى صوماليين, الا أن المسؤولين الأميركيين يرفضون القول ما اذا كانت هناك علاقة بين هذه المحلات أو غيرها من التي تم اغلاقها وبين اعتداءات 11 سبتمبر الماضي.
ورغم ان التقارير تذكر ان عمليات التجميد السابقة لمنظمات أخرى لم تسفر عن تجميد مبالغ كبيرة من الأموال، فإن وزير المالية الأميركي يقول أنه يعتقد أن المبالغ التي تم تجميدها في الشهرين الماضيين بلغت نحو 43 مليون دولار.(الرأي العام الكويتية)