&
يبدأ وزراء التجارة في 142 دولة عضوا في منظمة التجارة العالمية أعمال المؤتمر الوزاري الرابع للمنظمة بعد ظهر الجمعة في الدوحة وسط أجواء تغلب عليها خشية
من الاحتجاجات على مؤتمر منظمة التجارة
من تكرار الفشل الذريع الذي منيت به المنظمة في سياتل في العام 1999.
وقبيل بدء المداولات الرسمية حرص ممثل التجارة الأميركي روبرت زوليك الخميس على لقاء رؤساء وفود الدول اللاتينية لضمان الحصول على تأييدهم بشأن إطلاق جولة جديدة من المفاوضات لإزالة مزيد من القيود التجارية وكانت مهمته على ما يبدو سهلة. فقد أكدت وزيرة التجارية الكولومبية مارتا لوتشيا راميريس تأييد بلادها لاطلاق جولة جديدة مشيرة إلى ان التعديلات الواجب إدخالها على مشروع الإعلان الوزاري "طفيفة".
واضافت "لا نستطيع ان نسمح بفشل جديد. المشروع قاعدة جيدة لبدء المفاوضات".
وعبر سفير الأرجنتين لدى منظمة التجارة العالمية عن الموقف نفسه قائلا انه "لا توجد خلافات كبيرة مع واشنطن بشأن الخطوط العريضة لمشروع الإعلان".
وقال روبرتو لافانيا ان "زوليك كان صارما بشأن ملف الزراعة مثلا بحيث يتم تعزيزها" لصالح كبار المنتجين، مثل الأرجنتين العضو في مجموعة "كيرنس" التي تضم 18 من كبار الدول المصدرة للمواد الزراعية والتي تريد وقف الدعم الحكومي المقدم للصادرات الزراعية في مواجهة تعنت الاتحاد الأوروبي خصوصا.
وخلافا لذلك قال ممثل كوبا ايفان ليال الذي شارك في الاجتماع ان المؤتمر لا "يعكس أبدا" مصالح الدول النامية ومشروع الإعلان لا يعبر عن هموم هذه الدول لا سيما دول أفريقيا والكاريبي والمحيط الهادئ المرتبط باتفاق تفضيلي مع الاتحاد الأوروبي.
وتولي الولايات المتحدة أولوية للملف الزراعي وتعتبر "فتح الأسواق وتحرير المبادلات التجارية في صلب المفاوضات" كما أكد مسؤول أميركي فضل عدم الكشف عن اسمه.
وقال هذا المسؤول ان معدل الرسوم الجمركية المفروضة على المنتجات الزراعية في العالم يصل إلى 60% في حين انه لا يصل إلى 5% بالنسبة للمنتجات الصناعية وعليه فان ملف الزراعة متخلف كثيرا عن غيره في مجال تحرير المبادلات.
ويصر الأميركيون على ضرورة وقف الدعم المقدم إلى الصادرات الزراعية وكذلك السياسات الوطنية لحماية القطاع الزراعي والتي "تسبب خللا للمبادلات التجارية" في رأيهم.
لكن الاتحاد الأوروبي يرفض تقديم أي تعهد بإلغاء الدعم الزراعي في إطار مفاوضات متعددة الأطراف ينبغي ان يعلن مؤتمر الدوحة انطلاق جولة جديدة منها بعد فشل سياتل في ذلك بسبب خلافات تتعلق خصوصا بهذا الملف.
ورغم ان المسؤول الأميركي أكد ان العلاقات مع الاتحاد الأوروبي "افضل حالا بكثير" مما كانت عليه قبل سنتين، إلا انه لم تصدر عن الجانبين تصريحات ملموسة تفيد بحدوث زحزحة في مواقفهما بهذا الشأن.
وإذا كان الجميع يحرص على التأكيد على ضرورة إطلاق جولة جديدة من المفاوضات لاعطاء دفع للاقتصاد العالمي المتعثر فان ذلك لا يشكل ضمانة لنجاح المؤتمر في تحقيق ذلك. حيث تبقى التكهنات متحفظة جدا بهذا الشأن. وتذهب تكنهات بعض المشاركين إلى إمكانية التوصل إلى تسويات بشأن بعض الملفات كأن تبدي الولايات المتحدة بعض المرونة في مجال الزراعة مقابل تخفيف الضغوط عليها في مجالات أخرى. ومن هذه المجالات سياستها بالنسبة لمكافحة الإغراق التي تعارضها اليابان وكوريا الجنوبية أو بالنسبة لتطبيق اتفاقات حماية الملكية الفكرية (تريبس) التي تطالب الدول النامية عموما وخصوصا البرازيل والهند وجنوب أفريقيا، بإبداء مرونة فيها لا سيما في مجال الصحة العامة. ويظل السؤال مطروحا بالنسبة لما ستحصل عليه الدول النامية المطالبة بتطبيق موجبات الاتفاقات الموقعة في إطار جولة الأوروغواي السابقة.
وقبيل افتتاح المؤتمر حذر المدير العام لمنظمة التجارة العالمية مايك مور من فشل مؤتمر الدوحة لان ذلك يعني التأكيد على الانقسام في وقت تتجه فيه اقتصاديات العالم الرئيسية نحو الانكماش.
وقال مور "في وقت يرتدي فيه التعاون العالمي أهمية كبيرة، فان أي فشل في تحسين واحد من أهم أعمدة البناء العالمي لن يكون أمرا سيئا فحسب وانما خطيرا".
وصدرت تحذيرات مماثلة أخيرا من مسؤولين أميركيين ويابانيين وأوروبيين ومن الدول النامية. وطرح ممثل التجارة الأميركي روبرت زوليك إمكانية اتجاه الولايات المتحدة نحو اتفاقات إقليمية وثنائية في حال الفشل في إطلاق مفاوضات على المستوى العالمي.
(أ ف ب)