&
عناصر الشرطة في حالة تأهب
قالت مصادر اعلامية غربية& الجمعة انه تزامنا مع انعقاد اجتماع منظمة التجارة الدولية بمشاركة عالمية كبيرة فان العاصمة الخليجية (الدوحة) التي تستضيفها اصبحت
على ما يبدو معسكرا لعصابات مسلحة لم يكن يحسب لها حساب. وتبدأ الاجتماعات اليوم في الدوحة، بعد ان تأجلت بسبب اعمال فوضوية في مدينة سياتل الاميركية العام الماضي، وتقررعقدها في العاصمة القطرية.
واضفى الحادث الذي تعرضت له قاعدة اميركية على الأراضي القطرية ليل الثلاثاء ـ الاربعاء الماضي بظلاله على اعمال المؤتمر الذي يمتد الى خمسة ايام بمشاركة عالمية كبيرة من دول عديدة.
وكان رجل قطري قتل في هجوم شنه على قاعدة اميركية جوية على الاراضي القطرية وتبادل مع حراسها النار قتل على اثرها وترددت انباء لم يؤكدها وزارة الدفاع الاميركية عن جرح عدد من اطقم القاعدة الجوية.
وقالت السلطات القطرية الرسمية القضائية التي تحقق في الحادث ان الرجل المهاجم كان يعاني من مشاكل نفسية، ولكن تبين في وقت لاحق انه ضابط في سلاح الجو القطري.
وغداة الحادث تحركت الى المياه الاقليمية القطرية حاملة الطائرات الاميركية (بيليليو) بمرافقة طرادين& على متنهما 2100 من مشاة البحرية الاميركية (المارينز) لتأمين الحماية اللازمة للمشاركين في اجتماع منظمة التجارة الدولي.
وعلم ان العديد من اعضاء الوفد الاميركي ومنهم اعضاء في الكونغرس الغوا مشاركتهم في المؤتمر لدواع امنية، وقالت المصادر البريطانية ان "هؤلاء ربما تلقوا معلومات تفيد بان الدوحة غير آمنة، وانه يمكن ان تكون هنالك خلايا تعمل في سرية في تلك العاصمة الخليجية".
وتعتقد مصادر الاستخبارات الغربية ان جماعات اسلامية متشددة ربما اخترقت القوات المسلحة القطرية في الاشهر الماضية ومن جملتهم خبراء في اعمال التفجير والسيارات المفخخة.
وظلت دولة قطر تعتقد انها في منأى عن الاعمال الارهابية او استضافة الشبكات الارهابية، وقالت انها "محايدة في الحرب الراهنة ضد الارهاب"، ولاحظ مراقبون ان فضائية (الجزيرة) التي تمولها قطر رسميا ظلت منذ احداث الحادي عشر من ايلول (سبتمبر) الماضي اصبحت الوسيلة الاعلامية التي يتنفس من خلالها اسامة بن لادن في بياناته المناهضة للغرب.
وكانت ادارة الرئيس الاميركي قالت في ايجاز للمشاركين في مؤتمر الدوحة ان عليهم انتظار تعليمات مشددة من السفارة الاميركية هناك في شأن سلامتهم "وانهم سيزودون بواقيات عن الغاز السام والحرب الكيماوية" خلال تواجدهم في تلك العاصمة الخليجية.
واختيار الدوحة لاستضافة مؤتمر التجارة الدولي لم يكن الا لأسباب بسيطة اعلنت عنها الجهات للمنظمة وهي ان "الفوضويين الذين يناهضون الراسمالية الغربية في تظاهرات موسمية ضد مثل هكذا اجتماعات لن يتمكنوا من الذهاب الى الدوحة اولا لارتفاع اسعار تذاكر الطيران وثانيا لمحدودية الحجز الفندقي وثالثا لصغر العاصمة حيث يمكن السيطرة عليها امنيا".
وكان المسؤولون القطريون اكدوا لمرات عديدة لمنظمي مؤتمر التجارة الدولي ان "عاصمتهم آمنة مطمئنة وهي لا تواجه اية مشاكل ممكنة من جانب اية جهات متطرفة او متشددة".
وفي الوقت الذي تعهدت فيه دولة قطر بسلامة اراضيها مكانا مريحا لعقد الاجتماع الدولي، فان مشاكل كبيرة ظهرت الى العلن بين المشاركين انفسهم في شأن التعامل مع العولمة ومديونيات العالم الثالث، وجاءت احداث ايلول الماضي لتزيد الهم القطري هما آخر لم يكن بمستطاع الدوحة الاعتذار معه لضيق الوقت عن استضافة الاجتماع.
وتقول مصادر المعلومات الغربية ان الحرب الراهنة ضد الشبكات الارهابية التي اصبحت معلنة مثل شبكة (القاعدة) اسهل بكثير من الحرب الآتية التي تتمثل في رفض فئات عديدة يطلق عليها في الغرب اسم (الفوضويين) المناهضين للسيطرة الرأسمالية على العالم تحت شعارات العولمة.
واخيرا، فان الدوحة، هذه العاصمة الخليجية الصغيرة تجد نفسها في وضع لا تحسد عليه بعد عملية الاربعاء الماضي وهواجس الأمن والحصار الاعلامي من خلال المآخذ الغربية والآتية من الدول العربية المعتدلة على ما تبثه محطة (الجزيرة) من بيانات لجماعة اسامة بن لادن، وفوق ذلك فان المدمرات الاميركية اصبحت في مياهها الاقليمية.
واذ ذاك، فان ما تكشف من معلومات في ان عددا من الغارات الاميركية ضد افغانستان تنطلق من قاعدة (العديد) القطرية يثير الشكوك الاسلامية والعربية سواء بسواء في موقف الدولة التي تترأس القمة الاسلامية في الوقت الراهن.&