انقرة- طالب حوالى 15 الف شخص الجمعة في انقرة باستقالة الحكومة التركية بسبب "عجزها" عن ادارة الازمة الاقتصادية الخانقة التي تشهدها البلاد خلال تظاهرة سلمية بدعوة من نقابات العمال والموظفين الرسميين.
&وردد المتظاهرون الذين تجمعوا بدعوة من النقابات العمالية الرئيسية لا سيما "ترك-اس" (يسارية) و"ديسك" (يسارية) ونقابة الموظفين الرسميين هتافات تقول "فليسقط صندوق النقد الدولي، ولتحيا تركيا مستقلة" و "فلنعلن جميعا الاضراب العام" او "لقد جئنا لدفن الحكومة". والتظاهرة التي نظمت تحت عنوان "لا للفقر ولا للفساد والبطالة" لم تتمكن من تعبئة "عشرات الاف الاشخاص" الذين كان المنظمون يتوقعون مجيئهم الى ساحة رئيسية في انقرة.
&ونشرت اعداد كبرى من رجال الامن لهذه المناسبة بمشاركة الف شرطي. وحلقت مروحية للشرطة بشكل دائم فوق المكان. واغلقت كل الطرق المؤدية الى الساحة فيما تمركز قناصة فوق المباني المطلة عليها. من جهة اخرى جاء مئات المتظاهرين من مختلف الاقاليم في هذه المناسبة الى العاصمة التركية.
وجاء مؤيدو احزاب اليسار الصغيرة ومنها المؤيدة للاكراد والمجموعات المناهضة للعولمة ومنظمة لمثليي الجنس لدعم المتظاهرين. وقد شجبوا بشدة السياسة الاقتصادية التي تعتمدها حكومة رئيس الوزراء التركي بولند اجاويد. وطالبوا باستقالته بسبب "عجزه" عن اخراج البلاد من ازمة سياسية خطيرة ولانه "رضخ" للاجراءات التي نص عليها برنامج التقشف المبرم مع صندوق النقد الدولي.
&وتواجه تركيا منذ شباط/فبراير ازمة اقتصادية خانقة ادت الى رفع الاسعار وافلاس شركات وصرف عشرات الاف العمال. وهي تواجه بمساعدة صندوق النقد والبنك الدوليين هذه الازمة التي اسفرت عن تزايد انهيار سعر صرف العملة التركية ازاء الدولار، وارغام الحكومة التركية على وضع برنامج تقشف مع صندوق النقد الدولي واغراق البلاد في احد اسوأ حالات الانكماش في تاريخها.
وحذر احمد غوفين العضو في احدى النقابات من ان الحكومة يجب ان تستعد لانفجار اجتماعي في مستقبل قريب في حال استمر تجاهل الطبقة العاملة. وندد احد الخطباء من جهة اخرى بقرار الحكومة التركية ارسال وحدة عسكرية الى افغانستان معتبرا ان على "الولايات المتحدة الامبريالية وقف قتل الاطفال" في هذا البلد كما دان في الوقت نفسه اسامة بن لادن، المدبر المفترض لاعتداءات 11 ايلول/سبتمبر في الولايات المتحدة. وانتهت التظاهرة بهدوء.&