الدوحة- تريد الدول النامية التي تشكل ثلاثة ارباع منظمة التجارة العالمية ضمان حقها في الحصول على الادوية وخصوصا النوعية التي تحتكر الدول الصناعية الغنية انتاجها وتسويقها، مطالبة باضفاء ليونة على الاتفاق حول الملكية الفكرية الذي يشمل قضية براءات انتاجها.
وتشكل هذه المسألة التي تلقى فيها الدول النامية دعم المنظمات غير الحكومية المعارضة للعولمة، موضوعا اساسيا في الاجتماع الوزاري لمنظمة التجارة العالمية الذي افتتح اليوم الجمعة في الدوحة.
&وقد اكد وزير الاقتصاد والمالية القطري يوسف كمال في افتتاح الاجتماع اليوم الى اصدار "اعلان مستقل للحصول على الدواء"، في اطار "آلية واضحة" لمعالجة المسائل التي تدفع بعض الدول الى "الاعتراض". وينص اتفاق الملكية الفكرية على حماية براءات انتاج الادوية عشرين عاما لكنه ينص على السماح بانتاج هذه الادوية في حال اوضاع صحية طارئة في بلادها.
&وقال براشاندا مان شريستا العضو في وفد النيبال الى المؤتمر الوزاري الرابع لمنظمة التجارة العالمية في الدوحة ان الدول النامية "مصرة على التوصل الى اتفاق يسمح لها بالحصول على الادوية النوعية وخصوصا تلك المتعلقة بامراض معدية". واكد ان اي دولة "ليست مستعدة لاي تسوية لا تحقق ذلك"، مشيرا الى ان الدول الغنية تنتج الادوية لبيعها باسعار مرتفعة لا تسمح للدول النامية التي يشهد بعضها انتشار امراض خطيرة مثل الايدز، باقتنائها. وتخشى الولايات المتحدة ودول اخرى من بينها سويسرا وكندا اضعاف الاتفاق الحالي للملكية الفكرية اذا فرضت الدول النامية على منظمة التجارة العالمية الا يمنع اي نص في مضمون الاتفاق تبني اجراءات لحماية الصحة العامة. وتسعى واشنطن وحلفاؤها من اججل ادراج اشارة الى "وضع الازمات الصحية" في الاتفاق للحد من امكانيات مخالفته. وقال عضو في وفد بنغلادش ان الدول النامية ان تتمكن من الحصول على الادوية التي تنتجها الدول المتطورة وباسعار ملائمة. واشار الى ما حدث مؤخرا في كندا حيث اضطرت السلطات لمنح براءة لانتاج دواء لمعالجة الجمرة الخبيثة. وقال ان ذلك ثبت ان الشركات المتعددة الجنسية التي تنتج هذه الادوية يمكن ان تخفض اسعارها". وتسمح اجراءات المنح الاجباري لهذه البراءات الواردة في اتفاق الملكية الفكرية للسلطات الصحية في بلد ما بانتاج ادوية نوعية بكلفة اقل وان كانت هذه البراءات ما زالت تعود الى شركات صيدلانية. واضاف المصدر في وفد نبغلادش نفسه "على كل حال يمكن التوصل الى حلول وسط"، مشيرا الى ان الدول النامية تبحث في نص يمنحها "فترة سماح مدتها عشرة اعوام لبراءات الادوية"، مشددا على ان "اي جهد من جانب الدول المتطورة في هذا الشأن يمكن ان يساعد الشعوب النامية والفقيرة". وقد اكد مفاوض اميركي قبيل بدء المؤتمر الوزاري لمنظمة التجارة العالمية في الدوحة اليوم الجمعة ان الاتفاق الحالي حول حقوق الملكية الفكرية في العلاقات التجاة يسمح باستخدام الادوية بسرعة وبكلفة قليلة في حال وقوع ازمة صحية.
&وقال هذا المفاوض الاميركي الذي طلب عدم كشف هويته انه "اصبح الآن مع اتفاق الملكية الفكرية من المشروع تماما منح براءات اجبارية لانتاج الادوية في حال وقوع ازمة". واكد ان "الاتفاق الحالي يسمح للبرازيل بان تمنح بشكل الزامي براءات للادوية لمكافحة الايدز".
&وذكر بان الولايات المتحدة سحبت في ايار/مايو الماضي شكوى تقدمت بها الى المنظمة برازيليا في هذا الشأن. ورأى رئيس وفد موزمبيق سلفادور نامبوريتي ان اتفاقات الملكية الفكرية يجب ان تكون "مرنة". واضاف "نحاول التوصل الى تسوية تسمح بعدم نقل اي قضية الى هيئة فض النزاعات عندما تضطر دولة لانتاج ادوية في اطار اجراءات لمواجهة ازمة صحية".
وشدد خصوصا على حالات "انتشار امراض معدية او اوبئة خطيرة". من جانبه، اكد عضو في وفد غينيا طلب عدم كشف هويته ان الدول النامية تسعى الى التوصل الى اتفاق يجعل من اتفاق الملكية الفكرية مفيدا "في مكافحة انتشار الامراض العد". يذكر ان ثلاثة ارباع اعضاء منظمة التجارة العالمية من الدول النامية وبينها 49 دولة من البلدان الاقل تطورا.