دبي- يحتفل العاهل السعودي الملك فهد هذا الاسبوع بالذكرى العشرين لاعتلائه العرش في المملكة العربية السعودية، وقد عايش فترة الحكم الاصعب في تاريخ المملكة التي اسسها والده عبد العزيز. وارتقى فهد بن عبد العزيز الذي ولد عام 1923 العرش في 13 حزيران/يونيو 1982 يوم وفاة شقيقه الملك خالد.
&واحتفل بالذكرى العشرين لاعتلائه العرش الاربعاء 7 تشرين الثاني/نوفمبر لان المملكة تتبع التقويم الهجري. وشهدت فترة حكمه اربعة تحديات كبرى: الحرب الايرانية-العراقية وما رافقها من دعوات فكرية ثورية ايرانية، وهبوط اسعار النفط، وحرب الخليج، واخيرا الازمة المرتبطة باسامة بن لادن.
&وكان صعود فهد سريعا وهو نجل احدى زوجات الملك عبد العزيز الاقوى نفوذا. فقد تولى منصب وزير التعليم عام 1959 ثم الداخلية بعد ثلاث سنوات واصبح ولي العهد عند اغتيال الملك فيصل في 1975. وارتقى العرش في مرحلة صعبة حين كانت ايران تحقق انتصارات في حربها مع العراق وحين بدأت دعوتها الثورية تلقى اصداء ايجابية لدى الاقلية الشيعية السعودية. واختار الملك فهد مع الكويت مساندة العراق وقدم اليه عشرات مليارات الدولارات.
&ودشنت الرياض بعد ذلك انبوب نفط مشترك يسمح للعراق بتصدير نفطه عبر محطاتها بعدما اصبح الخليج ممرا خطرا لناقلات النفط التي كان يعترضها الجيش الايراني. وفي 1986 وللتصدي للدعاية الايرانية التي تنظر الى دول الخليج على انها تعمل لخدمة الاميركيين اتخذ الملك فهد لنفسه لقب "خادم الحرمين الشريفين". وكثف الملك في موازاة ذلك المشتريات العسكرية مع طلبيات طائرات مقاتلة وطائرات رادار وصواريخ وفرقاطات في وقت لم توقف فيه اسعار النفط انهيارها.
وشهدت المملكة ازمة اقتصادية شديدة انعكست عبر تجميد مشاريع تنمية وبنى تحتية حيوية لنموها الديموغرافي الكثيف. وبدأ الملك فهد التفكير في سياسة ليبرالية لتحريك القطاع الخاص ومواجهة المصاعب التي يواجهها القطاع العام لكن اجتياح العراق للكويت في 2 اب/اغسطس 1990 غير اولوياته.
واصبح الملك يخشى ان تكون المملكة السعودية الضحية المقبلة للرئيس العراقي صدام حسين. ووافق على نشر قوات اميركية على اراضيه ولعب دورا محوريا في وضع التشكيلة العربية ضمن التحالف المناهض للعراق بقيادة الولايات المتحدة. ووصفته اذاعة بغداد انذاك بانه "خائن الحرمين الشريفين". لكن تحرير الكويت في شباط/فبراير 1991 لم يضع حدا لهذا القلق. فوجود قوات اميركية على الاراضي السعودية يثير معارضة متزايدة في صفوف الاسلاميين السعوديين.
&وفي مقدمهم هناك اسامة بن لادن الذي جردته الرياض من جنسيته السعودية في 1994. لكن العدو الاول للولايات المتحدة يتحدر من احدى اغنى العائلات في المملكة. وحين كان يقاتل ضد السوفيات في افغانستان كان يحظى بمباركة المسؤولين السعوديين. ووجدت السعودية نفسها بعد اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر والضربات الاميركية على افغانستان عالقة بين مطرقة تحالفها مع الولايات المتحدة وسندان الرأي العام الداخلي المعارض بشدة للقصف. لكن الملك فهد الذي اصيب بجلطة في الدماغ عام 1995 انهكته، عهد منذ ذلك الحين بتصريف شؤون المملكة الى اخيه غير الشقيق ولي العهد الامير عبد الله.