خوجا بهاء الدين - من عادل محمد: لندن - من سامح شكور: الكويت - من كاظم الحمر: أكد قائد قوات الجبهة المتحدة (تحالف الشمال) الجنرال عبدالرشيد دوستم ان قواته دخلت مدينة مزار شريف وتسيطر عليها سيطرة تامة.
وقال الجنرال الأوزبكي دوستم في اتصال هاتفي أجرته معه "الرأي العام" ليلاً عقب الاعلان عن سقوط مزار شريف بيد قوات التحالف "إن قوات طالبان أخلت المدينة بعد ظهر اليوم (أمس)"، وأضاف ان "هجوماً كان بدأ عند العاشرة من الصباح واستمر حتى السابعة مساء على ثلاثة محاور في شولغرا وزاري والمطار، أدى إلى ايقاع قوات طالبان في فكي كماشة وأجبرها على الانسحاب".
وقال الجنرال دوستم خلال اجتماعه مع هيئة أركان في مزار شريف لـ "الرأي العام" "ان القتال امتد إلى مناطق مجاورة لمدينة مزار شريف وان العديد من هذه المناطق أصبح تحت سيطرة قوات المعارضة".
وبسؤاله عن المطار الحربي في مزار شريف أجاب "ان هذا المطار والمناطق المجاورة له هي تحت سيطرة قوات تحالف الشمال الآن".
وعن مجرى المعارك العسكري أكد دوستم "ان مجموعات من مقاتلي طالبان انضمت خلال القتال إلى قوات التحالف".
ونفى الجنرال دوستم "أن تكون القوات الأميركية قد شاركت في المعارك"، لكنه لفت إلى المشاركة الأميركية الكثيفة في القصف الجوي لخطوط طالبان وانها "استطاعت قطع خطوط امداد قواتها في المنطقة".
ولم يحدد الجنرال دوستم موعد وصول القوات الأميركية إلى مطار مزار شريف الاستراتيجي الذي أصبح وشيكاً فيما وصفت البنتاغون الوضع حول مزار شريف بأنه مشجع.
وقال الجنرال دوستم ان هجوم قوات التحالف المعارض مستمر على جميع المحاور في اقليم بلخ، وفي المناطق التي تم الاستيلاء عليها.
من جهة ثانية شجعت الانتصارات التي حققتها قوات التحالف على ارسال تعزيزات جديدة إلى الجبهة قرب كابول وأعلن أحد قادة المعارضة يوسف خان ان مئات الجنود وصلوا إلى مطار باغرام القريب من خط المواجهة تمهيداً لشن هجوم على كابول.
وقال الجنرال سالك، مساعد الجنرال باسم الله خان قائد قاعدة باغرام الجوية لـ "الرأي العام" أمس بعد سقوط مزار شريف ان هذا الهجوم بدأ بعد تنسيق أميركي أفغاني، وفي أعقاب قصف أميركي مركز على مواقع "الطالبان" حول المدينة, وأكد أن القوات الاميركية الخاصة لم تشارك في المعارك، بل ان "العملية البرية افغانية محضة".
واضاف ان قوات "طالبان" قاومت في بداية الهجوم، لكنها انسحبت في وقت لاحق، بعد تزايد الضغط الجوي والبري عليها، وسقوط العشرات من عناصرها بين قتيل وجريح وأسير.
واوضح القائد سالك، ان الكثيرين من قادة "طالبان" وعناصرها انشقوا عنها وانضموا الينا، "ما ساعدنا ايضا في السيطرة على المدينة ومطاريها، ونقوم حاليا بتنظيف بعض جيوب المدينة من عناصر طالبان".
وقال انه ما ان تنتهي قوات المعارضة من تطهير جيوب "طالبان" ستواصل هجومها لطرد الحركة من اقليم بلخ الشمالي كله.
وقال ديبلوماسي غربي لـ "الرأي العام" انه بسقوط مزار الشريف الاستراتيجية، تكون المعارضة الافغانية حققت اكبر وأهم انتصار عسكري منذ بدء الغارات الاميركية في السابع من اكتوبر الماضي، ضد مواقع "طالبان" ومعسكرات تنظيم "القاعدة" بزعامة اسامة بن لادن, وسيسمح هذا الانتصار للقوات الاميركية بالانتقال الى المرحلة الثانية من عملياتها في افغانستان واطلاق العمليات البرية، اذا ما قررت الولايات المتحدة القيام بذلك, لكنها ستتمكن على الاقل من تطوير عملياتها العسكرية ومضاعفة الغارات على مواقع "طالبان"، بعد ان تكون قد حصلت على موطئ قدم داخل افغانستان نفسها، وفي مطار مزار الشريف الاستراتيجي".
من جهته أعلن الجنرال عبدالرشيد دوستم أحد قادة المعارضة في مقابلة مع شبكة "سي, ان, ان" انه دخل الى مزار الشريف، المدينة التي سيطر عليها لوقت طويل في ما مضى, وقال زعيم الحزب الأوزبكي الأصل ردا على أسئلة شبكة التلفزيون الأميركي: "دخلنا بسرعة مزار الشريف, اننا الآن في مزار الشريف", وأشار الى مقتل 90 من مسلحي "طالبان" خلال المعركة, كما أعلن محمد أشرف نديم الناطق باسم عطا محمد أحد زعماء الحرب الرئيسيين في تحالف الشمال "ان المدينة بكاملها أصبحت تحت سيطرتنا, طالبان لم يقاتلوا بل هربوا", وأكدت "طالبان" دخول قوات المعارضة، مزار الشريف الاستراتيجية, وقالت مصادر من الحركة، ان "الطالبان" انسحبوا من هذه المدينة "بعد هجوم تحالف الشمال", ونقلت "وكالة الأنباء الأفغانية الاسلامية" عن مصادر "طالبان"، "أن الطالبان بصدد إعادة تجميع قواتهم خارج المدينة"، بعد هجوم المعارضة, وأشارت الوكالة الى ان المعارضين دخلوا المدينة من الجنوب, وأوردت الوكالة الاسلامية ان "قوات المعارضة حققت هذا التقدم خلال غارات أميركية مكثفة ودخلت الضواحي الواقعة في جنوب المدينة".
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية ان الوضع قرب مزار الشريف "مائع" لكنه "مشجع", وقالت فيكتوريا كلارك الناطقة باسم البنتاغون: "عند الاستيلاء عليها (مزار الشريف) فإنها يمكن ان تسهل اقامة جسر بري الى أوزبكستان وهو ما سيسهل حركة المساعدات الإنسانية وإمدادات أخرى", وأضافت تقول: "الوضع على الأرض مائع,,, والى ان تتضح الأمور ونرى أين توجد القوات بعد يوم أو يومين فإننا نميل للامتناع عن التعليق, ما نراه (شيء) مشجع".
من ناحية أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أمس، ان حاملة الطائرات "يو, اس, اس جون ستينيس" وسبع بوارج حربية أخرى تلقت أوامر بالتحرك في اتجاه بحر العرب، حيث ستحل مكان حاملة طائرات أخرى تشارك في الحرب على أفغانستان.
وطلب الجنرال تومي فرانكس قائد عملية "الحرية الدائمة" وضع مجموعة حربية جوية بحرية رابعة بتصرفه في المنطقة.
بيد ان فيكتوريا كلارك الناطقة باسم البنتاغون، أوضحت ان "ستينيس" ستحل مكان إحدى حاملتي الطائرات اللتين تجوبان المنطقة "يو, اس, اس كارل فينسن" أو "يو, اس, اس, تيودور روزفلت".
وتشارك مجموعة سفن حربية أخرى، متجمعة حول حاملة الطائرات "يو, اس, اس, كيتي هوك" التي تحمل حوامات وقوات وحدات خاصة، في الحرب.
من ناحية أخرى، قررت الولايات المتحدة فرض قوانين جديدة لطلبات تأشيرات الدخول الصادرة عن رجال من رعايا دول اسلامية، تتضمن الانتظار لمهلة عشرين يوما وملء استمارة مفصلة، وفق ما أعلن مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية أمس الجمعة.
وسترسل القنصليات والسفارات الأميركية في 26 دولة ابتداء من الأسبوع الحالي، اسماء طالبي تأشيرات الدخول الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و45 عاما الى مكتب التحقيقات الفيديرالي (اف, بي, اي) الذي يفيد من مهلة عشرين يوما للتحقق منها في بنك معلوماته واعطاء جوابه، قبل ان يتم النظر في الطلب.
وتابع المسؤول، الذي طلب عدم كشف هويته، انه سيتحتم كذلك على طالبي تأشيرات الدخول، ملء استمارة مفصلة لمعرفة ماضيهم العسكري والتدريب الذي تلقوه على الأسلحة النارية ورحلاتهم، وما اذا سرق منهم جواز سفرهم مرة.
والدول المعنية بهذه الاجراءات هي: أفغانستان، الجزائر، البحرين، جيبوتي، مصر، اريتريا، اندونيسيا، ايران، العراق، الأردن، الكويت، لبنان، ليبيا، ماليزيا، المغرب، عمان، باكستان، قطر، السعودية، الصومال، السودان، سورية، تونس، تركيا، الامارات العربية المتحدة واليمن.
كما اعرب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير امس عن ارتياحه لما تحقق من "تقدم وسط وحول مزار الشريف".
واكد بلير في اول رد فعل على سقوط مزار الشريف خلال مؤتمر صحافي في لندن مع نظيره الاسباني خوسيه ماريا ازنار: "ليس هناك من مجال للشك ان الدينامية العسكرية باتت في غير صالح طالبان", وقال: "كما يمكن ان نلاحظ من تقدم وسط وحول مزار الشريف فإن هذه الدينامية تتواصل".
الا ان توني بلير اعترف بأنه ليس في موقع يمكنه من اعطاء معلومات دقيقة حول الوضع في المدينة الافغانية الشمالية.
ولكنه اعلن عن احراز تقدم في اطار البحث عن نظام يحل محل طالبان في افغانستان مؤكداً "انه امام كل هذه العناصر فإن هناك تقدماً اساسياً قد تم انجازه".
وشدد بلير على "انه ليس هناك من حل سوى تحقيق اهداف حملتنا بشكل كامل".
وعكست تقارير بريطانية خلافاً متزايداً بين الولايات المتحدة وبريطانيا ونقلت عن وزراء في حكومة رئيس الوزراء توني بلير تعبيرهم في مجالس خاصة عن "احباط من طريقة ادارة اميركا للحرب ضد الإرهاب".
وواصلت التقارير لليوم الثاني على التوالي منذ عودة بلير من زيارة قصيرة لواشنطن، الحديث عن "أولى علامات خلافات جدية بين لندن وواشنطن منذ هجمات 11 سبتمبر".
ورغم ان بلير نظر الى رحلته الى واشنطن كفرصة لتعزيز موقف بريطانيا التي اصبحت الحليف الأول لأميركا، الا ان عدم الارتياح يتزايد في وايتهول مقر الحكومة البريطانية، واكدت التقارير ان القلق البريطاني يشمل الجبهتين العسكرية والديبلوماسية وطريقة ادارة واشنطن لهما، خصوصاً في شأن الموقف من الصراع العربي - الإسرائيلي، واستراتيجية القصف الجوي وخطط توسيع الحرب، وعدم اهتمام اميركا بالأزمة الانسانية المحدقة.
وتنوي الحكومة البريطانية ايضا معارضة توسيع الحرب اكثر من افغانستان، وأبدت انزعاجاً خاصاً من دعوات عناصر داخل البنتاغون الى هجوم شامل على العراق.
ونقلت صحيفة "الغارديان" عن مصادر مطلعة ان التعامل مع الصراع العربي ـ الإسرائيلي هو أهم مصادر القلق، وقولها ان وزارة الخارجية البريطانية ورئاسة الوزراء تخشيان من ان الخلط الحاصل في واشنطن في شأن ادارة عملية السلام، يهدد بخطر اغضاب العرب وخسارة الرأي العام العربي الذي ينظر الى كسبه كمسألة مهمة جداً لنجاح التحالف ضد الارهاب.(الرأي العام الكويتية)