واشنطن- مع انها كانت باردة جدا بعيد وصول الرئيس الاميركي جورج بوش الى الرئاسة في مطلع السنة الجارية، تسجل العلاقات الاميركية-الروسية تحسنا ملحوظا دفع البيت الابيض الى الكلام عن "المرحلة التي تلي مرحلة ما بعد الحرب الباردة" رغم بقاء مواضيع خلاف عديدة بين الطرفين.
ولم يعد احد يتطرق في اروقة البيت الابيض او وزارة الخارجية الى طرد عشرات الدبلوماسيين الروس من الولايات المتحدة في الربيع الماضي وسط اجواء حرب تجسس بين الطرفين ذكرت بالمرحلة السوفياتية. وعشية القمة المتوقعة بين بوش ونظيره الروسي فلاديمير بوتين يفضل المسؤولون الاميركيون تناسي الماضي الاستباراتي لرجل الكرملين ويركزون بشكل خاص على التعاون الوثيق القائم مع اجهزة الاستخبارات الروسية.
&ويعتبر وزير الخارجية الاميركي كولن باول ان العلاقا بين بلد تهد "تغيرا ضخما له اهميته التاريخية" بعد اعتداءات الادي عشر منيلول/سمبرالتي دفعت الرئيس بوتين الى تكثيف مبادرات التضامن والتعاون مع واشنطن. وقال باول ايضا "لقد حلل بوتين بسرعة الوضع وخلص الىالاستنتا بانعلى روسي انتكون جزءا من الائتلاف ضد عدو هي تواجهه ايضا اسمه الارهاب".
ويكرر مستشارو البيت الابيض القول ان العلاقات بين البلدين دخلت المرحلة التي تلت مرحلة ما بعد الحرب الباردة". وقال وزير الخارجية الاميركي الاسبق هنري كيسنجر في مقالة له نشرتها قبل ايام الواشنطن بوست ان الاولوية التي اعطتها واشنطن لحملة مكافحة الارهاب "اتاحت للعلاقات بين اخصام سابقين بان تتقدم الى ما هو ابعد من تصفية رواسب الحرب الباردة لايجاد دور جديد لروسيا".
&من جهته قال اندرو كوشينز الاختصاصي في الشؤون الروسية في مؤسسة كارنيجي وهي مركز ابحاث دولي في واشنطن "لقد وصلت ادارة بوش الى السلطة ولم يكن لديها اي اعتبار للروس". وتابع ان التصرف الاميركي بدأ يتغير بعد اشهر قليلة من وصول بوش الى السلطة لياخذ بعين الاعتبار مظاهر قلق الحلفاء في الحلف الاطلسي الذين لا يريدون تهميش روسيا في المحادثات الاستراتيجية وبالنسبة الى توسيع الحلف الاطلسي، مضيفا ان اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر "سرعت هذا التطور".
&وعشية زيارته الى الولايات المتحدة يبدو ان بوتين قد حصل علىمانة بتخفيف الانتقادات الاميركية للعمليات العسكرية الروسية في اشيشان. وقد تراجع الجدل كثيرا حول ملف الدرع الصاروخية الاميركي الذي يثير حفيظة موسكو مع ان البيتلايض اوضح انه يستبعد التوصل الى اتفاق حوله خلال هذه القمة.
&ويبدو ان تركيز واشنطن على مسالة مكافحة الارهاب وتركيز روسيا على التقارب مع الغرب دفعا الى مرتبة ثانية مواضيع خلافية معقدة مثل بيع السلاح الروسي لايران والحظر المفروض على العراق والتي يمكن ان تعود سريعا الى الواجهة.
وقال هلموت سوننفلت من مؤسسة بروكينغ ان الادارة الاميركية مهتمة حاليا بالدعم الروسي الا انها تريد الحصول على المزيد". وقال هذا المستشار الديبلوماسي السابق للرئيس ريتشارد نيكسون "نحن دخلنا بشكل واضح مرحلة جديدة منذ الحادي عشر من ايلول/سبتمبر الماضي. لكن هل هي مرحلة جديدة من مراحل ما بعد الحرب الباردة ام انها بداية مرحلة جديدة ؟ لا بد من الانتظار بعض الوقت لنرى".&