نيويورك - راغدة ضرغام: لن يزاحم أي موضوع أو قضية أولوية مكافحة الإرهاب في خطب ولقاءات رؤساء ووزراء خارجية الدول الذين يشاركون في المناقشة العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة بدءاً من اليوم السبت ولفترة أسبوع. لكن الموضوع الفلسطيني - الإسرائيلي سيقحم نفسه علي المداولات ببعد تأثيره علي نسيج التحالف الدولي ضد الإرهاب وبالذات علي الأقطاب الإسلامية والعربية في هذا الائتلاف.
موضوع العراق لن يحتل الصدارة، لكنه سيُهمس في الاجتماعات الثنائية. وأفغانستان، التي لها في هذه الدورة الصدي الأكبر، لن تكون بحد ذاتها موقع الاهتمام فحسب، وإنما ستكون لجيرتها موقع يزاحمها علي الأهمية. أما النجومية، فإنها أولاً للولايات المتحدة والرئيس جورج بوش الذي يخاطب الأمم المتحدة للمرة الأولي، ثم لرؤساء ووزراء خارجية باكستان والهند وإيران، ثم لمبعوث الأمين العام الخاص في موضوع أفغانستان السفير الأخضر الإبراهيمي. ولن يفوت الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات حصته من النجومية سواء التقي بوش أو لم يلتقه.
وقد لا تكون الديبلوماسية والسياسة وحدهما موقع خلاف بين الوفود ومع الأمم المتحدة، إذ أن المعركة قائمة أيضاً في شأن سلاح المرافقين الأمنيين للرؤساء. فالترتيبات الأمنية الجديدة تمنع سلاح المرافقين الأمنيين وتترك مسؤولية الحماية الأمنية للدولة المضيفة، أي لرجال الأمن السريين الأميركيين. وبالتالي، أبلغت الأمم المتحدة إلي الدول أنه لا يحق للمرافقين الأمنيين حمل السلاح في مبني الأمم المتحدة، باستثناء رجال أمن الرئيس الأميركي، بصفتهم رجال أمن الدولة المضيفة، فثار الغضب والاحتجاج. وما زالت الأزمة تلتهب، خصوصاً أن الاجراءات الأمنية الجديدة حدّت كثيراً من قدرة الوفود علي الحركة واللقاءات.
وعلي رغم التفهم للبعد الأمني بعد 11 أيلول (سبتمبر)، وجد بعض الوفود أن الأمم المتحدة باتت عملياً واجرائياً تحت السيطرة الأميركية بعدما وقعت سياسياً تحت هيمنتها . وانتقد البعض كوفي أنان، فيما تجاوز البعض الآخر العراقيل ليكون حاضراً في أي حال.
أول الواصلين إلي نيويورك من قادة الدول هو الرئيس الإيراني محمد خاتمي الذي اجتمع ليل الخميس مع الأمين العام أنان، ثم افتتح أمس الجمعة ندوة حوار الحضارات . وهو سيعقد لقاءات ثنائية مع رئيس باكستان برويز مشرّف، ورئيس وزراء الهند اتال بيهاري فاجبايي، والرئيس الفلسطيني عرفات اليوم السبت.
وسيمضي خاتمي وبوش ساعات عدة تحت سقف الأمم المتحدة اليوم، مما قد يؤدي إلي مصافحة أو لقاء صورة بينهما، الأمر الذي سعي أنان إلي انجازه في الماضي، ولا يزال حتي الآن.
لكن وزيري الخارجية الأميركي كولن باول والإيراني كمال خرازي سيلتقيان في قاعة واحدة لدي اجتماع مجموعة 6+2 ، التي تضم جيران أفغانستان والولايات المتحدة وروسيا، يوم الاثنين.
وقد يكون اللقاء بين بوش ومشرّف أكثر اللقاءات الثنائية أهمية، أقله من وجهة النظر الإعلامية، إذ أن لقاءات بوش الثنائية استثنت اجتماعاً رسمياً مع عرفات، فيما ستشمل رؤساء كولومبيا واوغندا والأرجنتين وجنوب افريقيا.
وتوقعت المصادر المطلعة علي الموقفين الأميركي والفلسطيني أن يتجنب الطرفان المواجهة السياسية وأن يعملا، كل حسب متطلباته، علي العمل الحذر عبر ما يسمي الرباعية ، إشارة إلي عمل الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وروسيا والولايات المتحدة علي عناصر مشتركة للخروج من الوضع الراهن.
وتلقت الأوساط الإسلامية والعربية قرار الرئيس الأميركي بفك أي ربط بين عملية السلام للشرق الأوسط وبين الحرب علي الإرهاب، بخيبة أمل وقلق، وتوقع بعضها أن يزداد التوجه الأميركي حدة في إطار توقع شراكة بلا تردد ولا تحفظ ولا تلكؤ، مهما كان الحافز أو المبرر له.
وفيما يشارك عدد كبير من وزراء الخارجية العرب في المناقشة العامة، تقتصر المشاركة علي مستوي الرؤساء والأمراء علي الرئيس عرفات وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.
وعلمت الحياة أن أطراف الرباعية تعمل علي لقاء يُعقد غداً الأحد علي مستوي الوزراء يضم وزير الخارجية الأميركي كولن باول والروسي ايغور ايفانوف والأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان وخافيير سولانا ممثلاً الاتحاد الأوروبي. وسيكون هذا أول لقاء لـ الرباعية علي هذا المستوي، في محاولة للتوصل إلي اجماع حسب مصادر وثيقة الاطلاع. (عن "الحياة" اللندنية)