&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&& داود الشريان

في لقاء ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز مع المسؤولين عن التعليم العام الأسبوع الماضي، نجح وزير المعارف الدكتور محمد الرشيد وزميله الدكتور علي المرشد في حجب الرؤية عن الأمير ومواطنيه، وأضاعا الوقت في كلام عام، وحرصا علي احتكار الحديث وتغيير مجري الحوار إلي الوجهة التي يريدانها، وإعطاء صورة وردية عن أوضاع التعليم.
وزير المعارف كشف خطته لخطف الحوار بذكاء لا يحسد عليه. فذكر في بداية اللقاء أن جميع الموظفين يرغبون في التحدث أمام ولي العهد، ولحل هذه المشكلة قال الوزير: أجرينا قرعة يا سمو الأمير لاختيار من يتحدث ، وبالصدفة وقعت القرعة علي وكلاء الوزارة ومديري التعليم. الصدفة لم تغب عن ذهن الأمير، وعلق عليها بطريقة أوحت للناس بأن ولي العهد لا يفرّق بين قرعة وزارة المعارف والانتخابات العربية. أما الرئيس العام لتعليم البنات فكان أكثر وضوحاً من الرشيد في تحقيق هدفه، فهو انتهز إجابته عن سؤال طرحه عليه الأمير فطلب الكلمة لبعض المسؤولين في الرئاسة الذي كان مستعداً بكلمة مكتوبة هدفها حل المشكلات الأفغانية، وكأن تعليم البنات في السعودية بلا مشكلات.
التعتيم الذي مارسه الوزير والرئيس ليس جديداً علينا، فخطاب المسؤولين عن التعليم في الصحافة ووسائل الإعلام المحلية دعاية من طراز خاص، ومن يقرأ أحاديث وزير المعارف الذي رزق بحب الكلام والظهور في وسائل الإعلام، لا بد أن يتوقع أن التعليم السعودي تجاوز في تقدمه نظام التعليم في أميركا وأوروبا الغربية، علي رغم أن تعليمنا ما زال ينتمي إلي النصف الأول من القرن الماضي. أما رئاسة تعليم البنات فوصلت إلي مرحلة حرجة. كل هذا وأكثر منه نعرفه عن التعليم العام في بلادنا، لكننا لم نكن نتوقع أن يصل الأمر إلي درجة خطف الكلام من ألسنتنا وحجب الرؤية عن المسؤول الكبير وعنا. ولم نكن نتوقع أن تصل الجرأة ببعضهم حد ممارسة الخطف علي الهواء مباشرة وأمام العالم. ولكن، علي رغم كل ذلك، لدينا أمل كبير بأن يعاد اللقاء ويفرج عن الحوار ويتم اختيار العاملين في مجال التعليم من دون تدخل من الوزير والرئيس، كي تسمع القيادة السياسية الحقيقة التي خُِطفت. (عن "الحياة" اللندنية)
&