القاهرة : نبيل شرف الدين - في تطور بالغ الأهمية على صعيد الملاحقات الدولية لقادة المنظمات الأصولية في شتى أنحاء العالم ، تواترت معلومات عن تسليم السلطات السورية مؤخراً ، إلى مصر القيادي الأصولي البارز ، رفاعى أحمد طه الذي يعتبره المراقبون ثالث أخطر قيادي أصولي في العالم بعد أسامة بن لادن وأيمن الظواهري ، فقد كان الأمير السابق لتنظيم "الجماعة الإسلامية" الإرهابي المحظور في مصر
رفاعي طه
&، والتي نفذ أعضاؤها مذبحة الأقصر عام 1991 ضد السياح الغربيين ، حيث قتل في الهجوم 58 سائحاً غربياً وأربعة مصريين ، فضلاً عن سلسلة طويلة من حوادث العنف منذ اغتيال الرئيس المصري السابق أنور السادات ، مروراً بمحاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في أديس أبابا ، انتهاء بحادث الأقصر المشار إليه .
وقال بيان للمرصد الإعلامي في لندن صدر اليوم ، أن طه اعتقل في دمشق منذ عدة شهور بعد أيام من وصوله من الخرطوم ، وتم تسليمه إلى مصر الشهر الماضي في تكتم شديد ، ومن جانبها فلم تنف السلطات المصرية الأمر ، ولم تؤكده بعد ، ولم تصدر أية بيانات رسمية حتى الآن بشأنه ، غير أن مصادر مطلعة أكدت لـ (إيلاف) صحة هذه الأنباء ، وأن تحقيقات مكثفة تجري معه ، حول الأوضاع الداخلية لمنظمة "القاعدة" ، وهو مطلع ومقرب منها منذ سنوات
وكان طه "47 عاما" أميراً لتنظيم الجماعة الاسلامية وقت وقوع مذبحة الأقصر ، وهو المسؤول عن تنفيذها كما أكدت مصادر أمنية مصرية ، وفي أوائل التسعينيات صدر عليه حكم بالاعدام غيابيا من محكمة عسكرية .
سيرة ذاتية
ورفاعي احمد طه (47 عاماً) من مواليد 24 يناير (كانون الثاني) عام 1954 بمحافظة أسوان ، وكان يقيم بنجع دنقل التابع لمركز ارمنت بمحافظة قنا جنوب مصر ، وكان المتهم رقم 34 فى قضية تنظيم الجهادالأول عام 1981 ، وكانت قد بدأت صلته بالجماعة عن طريق فؤاد حنفى المتهم الرابع فى التنظيم ، أثناء فراره من قنا بالإختباء طرفه بمنزله بالمنيا عقب مشاركته فى حوادث سطو على محلات للذهب فى نجع حمادى لتمويل التنظيم ، وهناك التقى بكرم زهدى ، الذى عرض عليه إمارة الجماعة بقنا وعرفه بعلي الشريف مسئول التدريب بالتنظيم ، وهو من أخطر العناصر الإرهابية ، كما تؤكد تقارير الأمن ، وعقب اغتيال السادات ظل هارباً حتى ألقى القبض عليه وحوكم وقضى بسجنه ثلاث سنوات قضاها وسافر بأوراق مزورة إلى السعودية ومنها إلى أفغانستان ، وقد شارك فى العمليات العسكرية هناك ، وتولى مسئولية تدريب القادمين الجدد لبيوت ضيافة الأنصار والقاعدة فى بيشاور ، وورد ذكره فى تحقيقات النيابة العسكرية فى قضية "العائدين من أفغانستان" وثبت تورطه فى ارتكاب عدد من الحوادث وحكم عليه غيابيا بالإعدام .
ورفاعي أحد "صقور" التنظيم ، وقد رفض التوقيع على مبادرة وقف العنف التي التزمت بها الجماعة من طرف واحد منذ العام 1998 حتى الآن ، وهو أيضاً ـ أي رفاعي طه ـ أحد الموقعين على بيان إعلان "الجبهة العالمية لقتال الصليبية واليهود" التي أسسها الأصولي الشهير أسامة بن لادن ومعه أيمن الظواهري ، وعدد من قادة الحركات الأصولية في العالم ، وهي التي نفذت حوادث تفجيري السفارتين الأميركيتين في كينيا وتنزانيا ، فضلاً عن تفجير المدمرة "كول" أثناء مرورها بالمياه الأقليمية لليمن .
وجدير بالذكر أن الأصولي المصري ياسر السري هو الذي يدير ما يعرف بـ "المرصد الاعلامي الإسلامي" ، وهو نفسه هارب من حكم بالاعدام صادر ضده غيابيا من محكمة عسكرية مصرية ، بتهمة محاولة اغتيال عدد من الشخصيات السياسية في مصر ، ومن أبرزها د. عاطف صدقي رئيس الوزراء المصري الأسبق ، فضلاً عن حكم آخر بالأشغال الشاقة في قضية "العائدون من ألبانيا" ، والسري موقوف حاليا في سجن في لندن بانتظار بدء محاكمته جنائيا بخمس تهم تتعلق بالارهاب ، منها التورط في الترتيب لاغتيال أحمد شاه مسعود ، قائد قوات التحالف الشمالي ، قبل تفجيرات الثلاثاء الدامي في واشنطن ونيويورك بيومين ، وتشير معلومات غربية إلى أن هناك معلومات عن اتصال بين هذا الحادث ، وبين التفجيرات في الولايات المتحدة ، وهو ما تسعى أجهزة الأمن الغربية إلى إثباته هذه الأيام ، وعلمت (إيلاف) أن هناك معلومات قد تم تالتوصل إليها بالفعل في هذا الصدد .