الكويت - من ريم الميع ونصر الوهيدي: إلى جانب "الخبزة" التي تقاسمها الرئيس المصري حسني مبارك والوفد المرافق له على مدى 35 دقيقة مع سمو نائب الامير ولي العهد الشيخ سعد العبدالله الصباح والمسؤولين الكويتيين، وفق تعبير وزير الدولة للشؤون الخارجية الشيخ محمد الصباح، كانت على طاولة المحادثات التي استمرت ساعة و20 دقيقة "وجبة" سياسية كاملة من حواضر المرحلة، اقليمياً ودولياً: الارهاب والحملة ضده ورفض توسيعها الى "دول عربية واسلامية" أخرى، وهو ما ترفضه الكويت أيضاً انسجاماً مع "الاجماع العربي"، واستنكار "الحملة الظالمة" ضد السعودية ومصر في وسائل الاعلام "المغرضة"، وادانة لتصريحات نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز عن الكويت، والشأن الفلسطيني في ضوء "التعنت الاسرائيلي"، فضلاً طبعاً عن شق التعاون المصري- الكويتي، وضرورة تشجيع رجال الأعمال الكويتيين والسياح على التوجه نحو مصر، في المجالين، الاستثماري والسياحي.
وكانت التصريحات التي ادلى بها وزير الاعلام المصري صفوت الشريف والشيخ محمد الصباح، على أرض مطار الكويت، والرئيس مبارك نفسه في الجو، بين الكويت والقاهرة، معبرة عن فحوى المحادثات السريعة.
فمبارك قال لرؤساء تحرير الصحف المصرية الذين رافقوه، خلال رحلة العودة الى القاهرة: "بحثنا كل الموضوعات التي تحمي أمتنا العربية وسمو الشيخ سعد العبد الله أكد حرصه على توسيع علاقات التعاون المصرية الكويتية"، لافتا إلى أن "الطائرات التي تحمل السياح ورجال الأعمال الكويتيين أصبح لها خطوط خاصة تتجه مباشرة من الكويت إلى شرم الشيخ أو الغردقة أو أسيوط فضلا عن خط الكويت - القاهرة، وجميعها تحمل أفواج السياح ورجال الأعمال".
ورداً على سؤال عما إذا كان يتوقع ضربات عسكرية جديدة ضد بلدان عربية بعد الانتهاء من أفغانستان أكد الرئيس مبارك حاسماً: "لا أتوقع أي ضربة ضد أي دولة عربية لا العراق أو اليمن أو سورية ولا الصومال كما يقال".
وتابع "إنني أتساءل: هل نسي أحد أن الشعوب لن تقبل هذه الأفعال والتصرفات ولن تسمح بمثل هذه العمليات ولن تسكت عنها أوتتوقف عن مواجهتها وبقوة؟ ثم دعونا نتساءل أىضا: لماذا يضربون اليمن وما هي الاهداف التي يضربونها هناك، وهل يغيب عنهم ان اليمن أصعب من أفغانستان؟ فإذا كانوا لا يعرفون فعلىهم أن يأتوا إلينا ليسألونا فنحن نعرف اليمن جيداً أوالصومال، قولوا لي أي شيء يضرب هناك".
وهذا الموضوع كان أحد المحاور الرئيسية للمحادثات، وركز عليه الشريف ومحمد الصباح, وقال وزير الاعلام المصري للصحافيين في المطار، عن نتيجة المحادثات: "هناك وضوح رؤية حول مساندة كل ما يعزز محاصرة الارهاب والتصدي له باعتباره ظاهرة تمثل خطورة على الانسانية كلها، كذلك كان هناك تطابق في اهمية تجنب إصابة وضرب المدنيين، الى جانب عدم امتداد العمليات العسكرية الى دول عربية واسلامية".
وقال الشريف ان: "قضية الشرق الاوسط فرضت نفسها فرضاً على المباحثات، واكد الجانبان اهمية ان يتحرك المجتمع الدولي وان يتحمل مسؤولياته وان يكون هناك جهد عربي منسق ومشترك من اجل ايقاف العدوان على الشعب الفلسطيني الاعزل وتحقيق الانسحاب وفك الحصار عن مدنه وتحقيق سلام عادل وشامل حتى يمكن ان يتحقق الامن والاستقرار العالميان، اذ من دون السلام العادل سوف تظل دائما بؤر ساخنة تؤثر على امن وسلام العالم بأسره".
واضاف "كان هناك تأكيد على اهمية التضامن العربي القائم على احترام حسن الجوار واحترام الارادة والاستقلالية والسيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لاي دولة".
وبدا أن العبارة الأخيرة حملت غمزاً واضحاً من قناة التصريحات العراقية المتجددة، وهو ما أكده الشيخ محمد الصباح بقوله ان تصريحات طارق عزيز كانت "محل استهجان" خلال المحادثات, وأضاف "هذا ما عبرت عنه مصر، وشكرنا الرئيس حسني مبارك ووزير الخارجية أحمد ماهر على التصريح الواضح والصريح في ادانة هذا التصريح العراقي، وهذه الرسالة العراقية التي لا تخدم التضامن العربي".
ورداً على سؤال عن احتمال ضرب العراق بعد أفغانستان، شدد الشيخ محمد على ضرورة "ان تكون محاربة الإرهاب محصورة في الموقع الذي تم الاتفاق عليه وهو في أفغانستان"، لكنه تدارك "لا نقصد أن هناك نية لتوسعة العمليات العسكرية القائمة حاليا في أفغانستان".
وأضاف "تكلمنا عن مجمل الأمور، عن الارهاب، وعن قضية الشرق الأوسط وعن التعنت الاسرائيلي، وعن المعاناة التي يعيشها أشقاؤنا في فلسطين، وكذلك تكلمنا عن آثار العمليات الارهابية على الوضع الاسلامي والعربي وأثرها على دولنا العربية (,,,) وأكدنا ان ما تواجهه مصر والسعودية من هجوم إعلامي إنما هو هجوم على جميع الدول العربية والإسلامية، وأكدنا تضامننا ووقوفنا بشكل مطلق وكامل مع أشقائنا في مصر والمملكة في وجه هذه الحملة الإعلامية الظالمة التي تشنها بعض وسائل الإعلام المغرضة".
وقال مصدر كويتي شارك في المحادثات ان الرئيس مبارك والمسؤولين المصريين "ثمنوا مواقف الكويت في هذا المجال والتي بلورها رئيس مجلس الوزراء بالنيابة وزير الخارجية الشيخ صباح الأحمد خلال زيارته لواشنطن", وقال ان موقف وزير الاعلام المصري من توسيع الضربات "هو موقف مصر المبدئي" مؤكداً أن الكويت "تلتزم موقفاً متوافقاً مع الاجماع العربي".(الرأي العام الكويتية)