&
القاهرة : ضحى خالد: فتاة بسيطة فقيرة لاتملك من حطام الدنيا سوي احلامها ، وقعت في حبائل شاب احترف اصطياد الفتيات قدم نفسه علي أنه محاسب بأحد البنوك، تقدم لخطبتها واتفق مع أسرتها علي موعد الزفاف، وعندما سألت الأم عنه وعن اخلاقه اكتشفت انه لص يحترف السطو علي المنازل، وكانت الصدمة شديدة القسوة علي العروس الصغيرة رغم ذلك استجمعت شجاعتها وردت إليه كل هداياه وحذرته من محاولة اعتراض طريقها مرة أخري فأصيب العريس بالذهول والدهشة وسقط عنه القناع ليظهر علي حقيقته فقام بتدمير عروسه واختها أمها بماء النار يسطر مأساة شديدة القسوة.
الجريمة بدأت ببلاغ تلقته الشرطة من مستشفي ان بائعة خضروات في العقد الرابع من العمر وابنتها ابتسام 18 سنة و رشا 13 سنة مصابات بحروق شديدة في الوجه ومختلف انحاء الجسم بسبب تعرضهن لمادة كاوية مما أدي إلي فقد ابتسام لقدرتها علي الابصار لتلاحم الجفنين وحدوث تشوهات بالغة.
أصدر مدير امن القاهرة تعليماته بعمل التحريات اللازمة لكشف غموض الحادث بسؤال بائعة الخضروات أكدت ان حياتها عبارة عن سلسلة من الأحزان بدأت بوفاة زوجها وترك لها طفلتين دون مصدر للدخل وبدأت حياة الكد والكفاح.
وقضت الأم العمل خادمة خوفا علي كرامة البنتين فقامت ببيع كل ما تملك وبدأت تبيع الخضروات وتعاطف معها الجيران وربحت تجارتها واصرت علي تعليم ابنتهيا وتحملت في سبيل ذلك كل الصعاب، ومرت السنوات حتي تخرجت.. ابتسام وحصلت علي شهادة المدرسة الثانوية التجارية، لحظتها شعرت بنشوة النجاح وبداية حصد ثمار سنوات الحرمان التي عاشتها.
خرجت ابتسام للبحث عن وظيفة وبالفعل بدأت العمل بمكتب للمقاولات، وفي تلك الاثناء تعرفت علي شاب يدعي عماد يبلغ من العمر 28 عاما ادعي انه محاسب بأحد البنوك، وقعت ابتسام في حب عماد من أول نظرة واستغل عماد ذلك الحب واغرقها بالهدايا لكنها رفضت وطلبت منه التقدم لطلب يدها وبالفعل تقدم لها وطلب سرعة الزواج مما جعل الأم بائعة الخضروات تشك في سلوك العريس فقامت بالسؤال عنه في مقر عمله وكانت المفاجأة عندما تبين انه ليس محاسبا كما ادعي انما لص محترف الاجرام وله مغامرات نسائية عديدة ولأن العروس الصغيرة لاتملك سوي كرامتها رفضت الزواج منه وردت له كل هداياه وفسخت الخطبة وطلبت منه عدم اعتراض طريقها مرة أخري.
كبرياء
شعر عماد بجرح كبريائه واصر علي الزواج علي الرغم من رفضها وراح يتردد علي المنزل يتوسل تارة ويهدد تارة اخري، لكن الأم تصدت له بشدة وحذرته من الزيارة مرة اخري واعتقدت ان الأمر انتهي عند هذا الحد حتي جاء اليوم المشؤوم عندما سمعت طرقا علي باب المنزل فأسرعت رشا بفتح الباب وعندما سمعت الأم صراخ الطفلة أسرعت لنجدتها فوجدتها تمسك وجهها بكلتا يديها وتصرخ من شدة الألم وبجوارها عماد ممسكا بزجاجة كبيرة وعندما حاولت انقاذ ابنتها قام عماد برش ماء النار علي وجهها هي الأخري وفي تلك اللحظة حضرت ابتسام من المطبخ وسمعت عماد يقول لها لن تتزوجي إلي الأبد، ورشق ماء النار علي وجهها بحقد شديد وراح يضحك وهن يصرخن من شدة الألم ثم فر هاربا وقام الجيران علي الفور بنقل الأم وبناتها الي المستشفي لاجراء الاسعافات اللازمة، واتهمت الأم عماد بارتكاب الجريمة.
وبعد سماع اقوال الأم قامت الشرطة بإعداد خطة تستهدف سرعة ضبط المتهم وبالتحري عنه تبين انه بلا مأوي، فقد نشأ عماد في الشارع الأمر الذي ملأ صدره بالحقد علي كل الناس وبمجرد ان اشتد عوده قرر ان يتحول الي وحش يحصل علي طعامه بالقوة فبدأ بالسرقة والتهريب واتسم سلوكه بالعنف الامر الذي ادي الي سقوطه بسرعة في قبضة الشرطة.
وأمرت النيابة بإيداعه إحدى دور رعاية الاحداث لمدة 6 أشهر.
وبعد خروجه من دار رعاية الاحداث اصبح عماد أكثر شراسة وبدأ بالبلطجة والسرقة بالإكراه وهتك أعراض الفتيات وكان يصرف حصيلة مسروقاته علي سهرات الكيف ولعب القمار وقرر عماد بعد ذلك العودة الي ابتسام وانتظرها ذات يوم حتي عودتها الي المنزل وسار خلفها وحاول مغازلتها والوصول اليها بشتي الطرق وعندما فشل قرر التقدم للزواج بها مرة اخري.
وعلي الفور ابلغت.. ابتسام رجال الشرطة بتعرضه اليها كل ليلة عند عودتها الي بيتها، ورغم حذره الشديد بالتعرض اليها نجح رجال الشرطة في القبض عليه وبمواجهته بأقوال بائعة الخضروات ولم يحاول عماد الانكار بل اعترف بانه لص محترف ولكنه وقع في هوي ابتسام الأمر الذي جعله يفعل أي شيء للحصول عليها ولن تكون لأحد غيره واضاف انه لن يستطيع ان يعيش من دون حبيبته ولم يتصور ان تتزوج ابتسام بشخص آخر.
وتم تسجيل اعترافات عماد واحالته الي النيابة العامة حيث أمرت بحبسه احتياطيا تمهيدا لاحالته الي المحكمة .